قال حزب المؤتمر الوطني الحاكم بالسودان الأربعاء (14-4)، إنه سيدعو جماعات المعارضة للانضمام إلى الحكومة اذا فاز بالانتخابات العامة، في محاولة لرأب الصدع الذي نجم عن اتهامات بتزوير الانتخابات. ودخلت الانتخابات الرئاسية والتشريعية التي يجريها السودان يومها الرابع وهي تهدف إلى تطبيق الديمقراطية في البلاد المنتجة للنفط بعد أكثر من عقدين من انقلاب قاده الجيش. وتضررت مصداقية الانتخابات بعد أن قررت بعض الأحزاب البارزة مقاطعة الانتخابات في مناطق عديدة متهمة الرئيس عمر حسن البشير وحزب المؤتمر الوطني الذي يقوده بممارسة التزوير على نطاق واسع، وفق زعمها. وصرح غازي صلاح الدين المسئول البارز بحزب المؤتمر الوطني للصحفيين بأنه إذا أعلن فوز الحزب بالانتخابات فإنه سيوجه الدعوة لجميع الأحزاب حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات للانضمام إلى الحكومة لإيمان الحزب بأن هذه لحظة حاسمة في تاريخ السودان. وأجريت الانتخابات بموجب اتفاق سلام لعام 2005، أنهى أكثر من 20 عاما من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب كما وعد بإجراء استفتاء في يناير 2011، حول ما إذا كان الجنوب سينفصل. وأثار قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان وهي الحزب السائد في الجنوب بمقاطعة الانتخابات في شمال السودان مخاوف من وقوع اضطرابات خلال الفترة التي تسبق الاستفتاء في العام المقبل. ولم يتسن على الفور الحصول على تعقيب من الحركة الشعبية لتحرير السودان أو أي أحزاب أخرى قاطعت الانتخابات بما في ذلك حزب الأمة المعارض على عرض صلاح الدين. ويواصل السودانيون الادلاء بأصواتهم لليوم الرابع لأول انتخابات تعددية يشهدها السودان منذ ربع قرن، في ظل تراجع واضح في حماسة الناخبين، بينما تعرب السلطات عن ارتياحها لنسبة الاقبال ولتراجع المشاكل اللوجستية. وتدنت الأربعاء (14-4)، اعداد الناخبين الذين وقفوا أمام مراكز الاقتراع في العاصمة السودانية ينتظرون دورهم للادلاء بأصواتهم. وأكد مشرف على الانتخابات في مركز اقتراع في شمال الخرطوم لوكالة "فرانس برس" إن المشاركة الثلاثاء والاربعاء (13 و 14-4)، أقل من اليومين الاولين، مقدرا تراجع الاقبال بنسبة 60%. وخلال لقاء مع الصحفيين صباح الاربعاء (14-4)، أوجز مستشار الرئيس السوداني غازي صلاح الدين الوضع بقوله إن ما يلفت الانتباه هو ارتفاع نسبة المشاركة، لدينا مشاركة جيدة. معلوماتنا الأولية من المناطق الريفية أن نسبة التصويت وصلت حتى 80% خلال الايام الثلاثة الاولى. وأفادت المفوضية القومية للانتخابات مساء الثلاثاء أن نسبة المشاركة في اليومين الاولين تراوحت بين 40% في كسلا في الشرق و67% في ولاية الشمالية شمال الخرطوم، بالنسبة لليومين الاولين من الاقتراع. ومن جانبه أكد مدير اللجنة الانتخابية في الخرطوم موسى محجوب أن النسبة في الولاية بلغت 62%. وقال صلاح الدين العتباني إن نسبة التصويت لا تشكل وحدها مؤشرا جيدا جدا على رغبة الناس والناخبين في ممارسة حقهم، بل أن العملية تجري بهدوء وسلاسة. وأضاف "وفق التقارير التي تلقيناها، لم نسجل أي حادث يذكر، حتى في دارفور الاقليم المضطرب في غرب السودان". وأعرب العتباني عن أسفه لعدم مشاركة عدد من أحزاب المعارضة في الانتخابات، لكنه قال "اعتقد أن المهم ليس مشاركة الاسماء الكبيرة وانما نسبة المشاركة". وتوقع المسئول السوداني أن تعلن نتائج الانتخابات الرئاسية ما بين 20 و22 من ابريل الجاري. وتعتبر نتيجة الانتخابات الرئاسية محسومة لمصلحة الرئيس عمر البشير من الجولة الاولى بعد انسحاب مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان ياسر عرمان ومرشح حزب الامة الصادق المهدي. وكان يفترض أن تعلن النتائج في 18 من الجاري، لكن التأخير نجم عن تمديد التصويت بسبب المشكلات اللوجستية المتمثلة في التأخر في فتح مراكز الاقتراع في اليوم الأول أو عدم وصول بطاقات الاقتراع إلى بعض الدوائر في شرق البلاد أو الخلط بين بطاقات الدوائر أو أسماء ورموز المرشحين. ومن جانبه، أفاد عبد الله احمد عبد الله نائب رئيس المفوضية للصحفيين مساء الثلاثاء (13-4)، انه تقرر تجميد العمل في بعض الدوائر الجغرافية لوجود بعض المشاكل الفنية، دون أن يحدد هذه الدوائر الجغرافية أو حجمها ولا نطاق التجميد ومدى تأثيره على عملية الاقتراع بمجملها. ويقصد بهذا تجميد الانتخابات على مستوى المجلس الوطني أو البرلمان الاتحادي في هذه الدوائر. ويعطي قانون الانتخابات المفوضية صلاحية اتخاذ قرار بتجميد الاقتراع في اي دائرة لمدة اقصاها ستين يوما، كما حصل بالنسبة للانتخابات الولائية المحلية التي اجلت لشهرين في ولاية جنوب كردفان. وأشار عبدالله أحمد عبدالله إلى أن هناك ضمور واضح في المشاكل التي حدثت في اليوم الاول والثاني. وتوقع أن يكون التمديد لفترة اليومين كافيا جدا لنسبة كبيرة من الناخبين المسجلين البالغ عددهم 16 مليونا لكي يدلوا بأصواتهم. وأعلن الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، الذي تشرف مؤسسته على الانتخابات، خلال زيارة على مراكز اقتراع في جنوب السودان أن هناك مشكلات لوجستية ولكن ليس هناك اي دليل على حصول عمليات تزوير مثبتة. وأعرب كارتر الأربعاء (14-4)، بعد لقائه المفوضية القومية للانتخابات انه مرتاح للاجوبة التي تلقاها بشأن المشكلات الفنية. وتشكل الانتخابات السودانية، وهي أول اقتراع تعددي رئاسي ونيابي واقليمي منذ 1986، محطة مهمة في اطار اتفاق السلام بين الشمال والجنوب والذي ينص على تنظيم استفتاء بشأن استقلال جنوب البلاد مطلع 2011.