اعلن حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان اليوم الخميس ان تسعة من مسؤوليه قتلوا خلال الانتخابات التي تتواصل لليوم اليوم الخامس والاخير. واتهم الحزب في بيانه جيش الجنوب السودان "بقتل اعضاء الحزب". وقال اجنيس لوكودو رئيس مكتب الجنوب في الحزب ان "بعض جنود جيش جنوب السودان جاؤوا قبل ثلاثة ايام الى منزل رئيس حزب المؤتمر الوطني في منطقة راجا الواقعة في ولاية بحر الغزال الغربيةجنوبي السودان وقتلوه هو وثمانية اعضاء اخرين في الحزب. واضاف لوكودو ان "سبب عمليات القتل هذه سياسي ويعود الى استياء ناتج عن تصويت الكثيرين في المنطقة لصالح حزب المؤتمر الوطني". في المقابل، نفت الحركة الشعبية لتحرير السودان (المتمردة سابقا) والتي تسيطر على حكومة الجنوب ان تكون لجيش جنوب السودان أي علاقة في عمليات القتل. ووصفت الحركة عملية القتل "بالجريمة العاطفية" اذ قالت سوزان جامبو رئيسة مكتب العلاقات الخارجية في الحركة ان "هذه الجريمة لها علاقة بزوجة، وهي قصة خصومة ادت الى اطلاق نار بين زوج وعشيق لا علاقة لها بالسياسة". من جانب آخر، انتهت اليوم الخميس الانتخابات التعددية التي تجرى للمرة الاولى منذ 24 عاما في السودان، وقد وجه حزب المؤتمر الوطني اليوم الخميس الأول الدعوة إلى جماعات المعارضة، بما في ذلك الأحزاب السياسية التي قاطعت الانتخابات، للمشاركة في الحكومة المقبلة إذا ما فاز في الانتخابات. وتعد تلك الخطوة، التي اعلنت الاربعاء، محاولة لرأب التصدعات الناجمة عن اتهامات بالغش في الانتخابات. وقال العضو البارز في الحزب غازي صلاح الدين: "اذا اعلن فوزنا بالانتخابات فسنوجه الدعوة لكل الاحزاب، حتى تلك التي لم تشارك في الانتخابات، للمشاركة في الحكومة لان تلك لحظة حرجة في تاريخنا". بينما لم تعلن الأحزاب المعارضة عن أي ردود فعل على تصريحات صلاح الدين التي جاءت في اليوم الرابع وقبل الأخير للانتخابات الرئاسية والتشريعية في محاولة لرأب الصدع الذي نجم عن اتهامات بتزوير الانتخابات. وكان عدد من الأحزاب البارزة قد قرر مقاطعة الانتخابات، واتهمت حزب المؤتمر الوطني الذي يقوده الرئيس عمر البشير بممارسة التزوير على نطاق واسع. وأثار قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان بمقاطعة الانتخابات في شمال السودان مخاوف من وقوع اضطرابات في الفترة التي تسبق الاستفتاء العام المقبل. وتعرضت الانتخابات لاختبار مصداقية بعدما قررت بعض الاحزاب الرئيسية مقاطعة مستويات مختلفة من التصويت متهمة الرئيس الحالي عمر حسن احمد البشير وحزبه الحاكم بالتزوير. وفيما يتعلق بسير العملية الانتخابية قال مسؤولون عن الانتخابات اليوم إنهم يفكرون في إعادة الانتخابات في عدد قليل جدا من الدوائر الانتخابية لتصحيح أخطاء حدثت في التصويت. وقال مسؤولون في المفوضية القومية للانتخابات القول إنهم يفكرون في وقف التصويت على مقاعد في البرلمان ومجالس الولايات في بعض الولايات بعد أن اكتشفوا أنهم أخطؤوا في وضع رموز الأحزاب إلى جوار أسماء بعض المرشحين في بعض البطاقات الانتخابية. وقال عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية إن الرموز وضعت خطأ في عدد محدود جدا من الدوائر الانتخابية، وأضاف أنه طبقا للقانون يمكن للمفوضية أن تلغي الانتخابات وتجريها من جديد في غضون 60 يوما وأن ذلك هو أحد الخيارات المطروحة.