قالت صحيفة 'هاآرتس' الصهيونية، في عددها الصادر الأحد (10-1-2010)، أن إدارة أوباما وافقت في أعقاب شكوى تقدم بها الكيان الصهيونى على إجراء تعديلات على صفقات سلاح مبرمة مع الدول العربية "المعتدلة"، كانت إدارة الرئيس السابق جورج بوش قد أبرمتها ويحل في هذه الأيام موعد إخراجها الى حيز التنفيذ، وذلك للحفاظ على تفوق الكيان الصهيونى النوعي في منطقة الشرق الأوسط. وزادت الصحيفة نقلا عن مسئولين أمريكيين وصهاينة ان الإدارة الأمريكية أبرمت في فترة بوش صفقات سلاح تخل بالإتفاقات الأمنية الموقعة مع الكيان والتي تضمن الحفاظ على تفوق نوعي للجيش الصهيونى على جيوش الدول العربية.
وأشارت الصحيفة الى ان وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك أجرى زيارة خاطفة للولايات المتحدة في سبتمبر الماضي وتوصل الى اتفاق مع الإدارة الأمريكية بالشروع في محادثات للتوصل الى صيغة ترضي الكيان الصهيونى.
في نفس السياق كشف المحلل السياسي في صحيفة 'معاريف' الصهيونية، الأحد، النقاب عن أن مستشار الأمن القومي الأمريكي الجنرال جيمس جونز سيقوم خلال هذا الأسبوع بزيارة الى الدولة الصهيونية، وسيبحث خلال زيارته هذا الموضوع، إضافة الى قضايا أمنية أخرى لم يتم الإفصاح عنها، مضيفا ان السيناتور جو ماكين وجو ليبرمان، سيقومان هما الآخران بزيارة الى تل أبيب، وسيجتمعان الى صنّاع القرار، وانّ المستوى الأمني يعلق عليهما آمالا كبيرة، بسبب موقفهما ضدّ إيران والقاضي بتشديد العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي.
وحسب مصادر رفيعة المستوى في الإدارة الأمريكية، ومسئولين في وزارة الخارجية الصهيونية ووزارة الحرب، كما أشارت أسبوعية (بور فرد) التابعة للوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة، والتي اقتبستها صحيفة 'هاآرتس' فإنّه خلال السنة الأخيرة من ولاية بوش أبرمت الولاياتالمتحدة اتفاقات لبيع الدول العربية "المعتدلة" كالسعودية ومصر والإمارات، وسائل قتالية متطورة، وبرر الأمريكيون الصفقات بالحاجة الى تعزيز هذه الدول في وجه التهديد الإيراني.
وساقت الصحيفة قائلة إن سفير تل أبيب في الولاياتالمتحدة، مايكل أورين كان قد تطرق للموضوع في خطاب ألقاه في مؤتمر للمجلس اليهودي الديمقراطي، حيث قال: "اكتشفنا ان التفوق النوعي لإسرائيل قد تآكل، فتوجهنا الى إدارة أوباما وقلنا: اسمعوا، لدينا مشكلة هنا".
وبحسب أورين فان رد الإدارة الأمريكية كان ايجابيا وفوريا. وأضاف: "هم قالوا أنهم يعتزمون علاج هذه المسألة والتأكد من انه يتم الحفاظ على التفوق النوعي الاسرائيلي". وأكد "انه منذ ذلك الوقت شرعنا في حوار شامل"، على حد تعبيره.
وأردفت الصحيفة قائلة "إن الأسلحة التي تثير قلق إسرائيل بشكل خاص هي في المجال الجوي والبحري، فقد باعت الولاياتالمتحدة للسعودية طائرات مقاتلة متطورة من طراز (f-15)، والتي يستخدمها سلاح الجو الاسرائيلي".
وحسب التقديرات الصهيونية فإنه في أعقاب الصفقة سيكون بحوزة السعودية ما بين 200 250 طائرة من هذا النوع.
علاوة على ذلك، باعت واشنطن للرياض أيضا قنابل ذكية تطلق من الطائرات الحربية، قسم منها يوجه عن طريق القمر الصناعي وآخر يوجه بواسطة أشعة الليزر، كما تتضمن الصفقة صواريخ بحرية متطورة مضادة للسفن، ومعدات الكترونية أخرى تستخدم في الطائرات الحربية شبيهة بالتي بحوزة الكيان الصهيونى.
وأكدت الصحيفة الصهيونية على أن المنظومة الأمنية في الدولة الصهيونية قد قدمت في نهاية ولاية بوش توصيات للمستوى السياسي بطرح الموضوع مع الإدارة الأمريكيةالجديدة، وحذرت من أن الولاياتالمتحدة تقوم بتسليح الدول العربية "المعتدلة" بشكل يقلص التفوق النوعي للجيش الصهيوني، وخاصة في المجال الجوي.
بالإضافة الى ذلك، كشفت الصحيفة الصهيونية النقاب عن أنه في الشهور الأخيرة بدأت الحكومة الصهيونية فى إجراء اتصالات هادئة مع الإدارة الأمريكية في مسالة الحفاظ على التفوق النوعي للجيش الصهيوني.
وتجري المحادثات مع البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأمريكية على أعلى المستويات، بحسب مصادر سياسية رفيعة المستوى في تل أبيب، التي أشارت أيضا الى انّه في شهر سبتمبر الماضي، قبل يوم واحد من بدء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، أجرى وزير الحرب الصهيونى إيهود باراك زيارة خاطفة لواشنطن وتم التكتم على مضمون المحادثات.
وقال ديوان باراك حينذاك ان وزير الحرب سيلتقي مع مستشار الأمن القومي الأمريكى جيمس جونز، ومسئولين آخرين، لبحث تجديد العملية السياسية مع الفلسطينيين.
ويعتقد ان محادثات باراك في البيت الأبيض ووزارة الدفاع تضمنت أيضا صفقات السلاح مع الدول العربية.
واستطردت الصحيفة قائلة "إن المسئولين الإسرائيليين قد شددوا في المحادثات التي أجريت منذ ذلك الوقت مع إدارة أوباما على أنه بالرغم من ان نية الإدارة الأمريكية هي تعزيز الدول العربية "المعتدلة" في وجه إيران، فإن هذا السلاح المتطور، وخاصة الطائرات الحربية، قد يوجه في المستقبل ضد إسرائيل"، على حد تعبيرهم.
وخلصت الى القول أن المسئولين في إدارة الرئيس باراك أوباما اعترفوا لوزير الحرب الصهيوني باراك بأنه تم خرق الاتفاقات الأمنية مع الكيان الصهيونى، وأعربوا عن استعدادهم لإصلاح الوضع.
ومنذ ذلك الوقت أجريت جولات محادثات في إطار لجنة خاصة شكلت لتقييم الأضرار وإيجاد سبل لإصلاح الوضع والحفاظ على التفوق النوعي للجيش الصهيوني على الدول العربية.