كشف محللون معنيون بالشأن الاستراتيجي العربي والعالمي عن الأسباب الحقيقية التي دفعت ثوار فجر ليبيا لملاحقة أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا وطردهم من كافة المناطق المتواجدين بها، وقالوا إن إصرار قوات فجر ليبيا للقضاء على تنظيم داعش في مدينة سرت معقل التنظيم المسلح، هجومان في أقل من 20 يومًا، كشف عزم الثوار وقوات الفجر على طرد التنظيم الذي ألحق خسائر من قبل في صفوف حكومة طرابلس الداعمة لقوات الفجر. المعارك بين فجر ليبيا وداعش تقودها الكتيبة 166، منذ قرابة ال 3 أسابيع، في مدينة سرت، والتي أعلنها التنظيم من قبل إمارة إسلامية نهاية العام الماضي، فالمعارك المستمرة بين الطرفين "فجر ليبيا وداعش" كشفت حقيقة التباعد الفكري والعسكري بينهما بحسب متابعين. وبدأت القوات المكلفة من قبل المؤتمر الوطني الليبي العام في الساعات الأخيرة عملية اقتحامها مدينة سرت؛ حيث تتحصن عناصر تنظيم الدولة الإسلامية بعدد من أحيائها ومقارها الحكومية منذ أشهر. وقال قائد الشرطة العسكرية في سرت محمد زادمة: إن رئاسة أركان المؤتمر أعطت أوامرها ببدء عملية اقتحام المدينة الساحلية الواقعة بين طرابلس وبنغازي، مؤكدًا أن قوات الكتيبة 166 ولواء المحجوب - أحد مكونات قوات فجر ليبيا- بدأت عمليات واسعة لاقتحام المدينة من أكثر من محور. وأوضح زادمة أن تأخر تنفيذ عملية الاقتحام جاء رغبة في إخلاء الأحياء القريبة من المقار الحكومية التي تسيطر عليها عناصر تنظيم الدولة، مشيرًا إلى أن العملية بدأت فور انتهاء الإخلاء بساعات. وأضاف أن القتال مستعر منذ ساعات بكافة أنواع الأسلحة ومن كل محاور المدينة، مؤكدا أن "قوات المؤتمر تقدمت باتجاه مقار الحكومة التي تسيطر عليها العناصر المتشددة"، وفقًا للأناضول. بدوره قال اللواء عادل سليمان الخبير العسكري والاستراتيجي: إن تنظيم داعش المسلح خطر على الجميع، في مصر وليبيا وسوريا والعراق وغالبية البلدان التي انتشر فيها التنظيم. وأوضح في تصريحات ل"مصر العربية" أن إصرار فجر ليبيا على طرد مقاتلي داعش من سرت ليس لإثبات التباعد الفكري بين قوات الفجر والتنظيم المسلح فقط، وإنما لإدراك أن حكومة طرابلس قادرة على حماية أمنها، مشيرًا إلى أن سيطرة التنظيم على سرت الواقعة بين طرابلس وبنغازي يعني بداية سقوط الأولى والتي يسيطر عليها المؤتمر الوطني العام. وتابع: الحوار الليبي هو الحل الأمثل للخروج بالأزمة الليبية إلى بر الأمان، لافتًا أن كلا المتناحرين في ليبيا لن يستطيع أحدهم القضاء على الآخر، وبالتالي فالحل في ليبيا لن يكون إلا سياسيًّا. ولفت: فجر ليبيا يرد على التفجيرات التي تبناها داعش منذ يومين في مدينة مصراتة والذي أسفرت عن مقتل وأصابة العشرات. وأكد شهود عيان من المدينة أن اشتباكات عنيفة تدور حاليا في أحياء الجيرة العسكرية (وسط المدينة)، والظهير والسبعة (جنوبالمدينة)، إضافة إلى قتال شديد في منطقة جارف (شمال غربي المدينة). وسبق أن أعلنت حكومة طرابلس مدينة سرت منطقة عمليات عسكرية استعدادًا للهجوم عليها وخوض معارك ضد المسلحين، وفرضت منذ يومين حظرًا للتجوال ليلاً في المدينة. قصف أحد صواريخ غراد على فجر ليبيا في غضون ذلك نشرت مواقع مقربة من تنظيم الدولة صورًا حملت تعليقات تفيد بأنها "جانب من سير المعارك"، وتظهر الصور إطلاق صواريخ غراد على "مواقع فجر ليبيا في سرت". وفي تصريحات سابقة ل"مصر العربية" قال الدكتور عادل عبد الله عضو المرصد المصري للحقوق والحريات، إن الاشتباكات التي وقعت في سرت بين داعش وثوار ليبيا تثبت مدي التباعد الفكري والعسكري بين إسلاميي ليبيا المعتدلين "فجر ليبيا" وبين تنظيم داعش المتشدد، مضيفًا أن تنظيم داعش سيخسر إذ ما استمر هجوم الفجر عليه. وأوضح أن أجهزة مخابراتية دولية وعربية تقف وراء ما يحدث في ليبيا من اقتتال مسلح، قائلاً إن تصريحات بعض مسؤولي الفجر بشأن وقوف قذاف الدم وراء الأحداث في سرت متوقع. وتابع: الأممالمتحدة تتعمد ترك ليبيا يواجه مصير مُظلم، مشيرًا إلى أن استمرار القتال بين الليبيين سيحولها إلى بؤرة إرهاب يصعب السيطرة عليها. وكان تنظيم داعش كشف في تغريدة له على الفيس بوك، أن سبب القتال بين مسلّحي التنظيم ، و"فجر ليبيا" يعود إلى اعتقال الأخيرة أربعة من عناصر التنظيم في مدينة سرت قبل يومين، واحتجازهم وتعذيبهم. وكانت مجموعات مسلحة تعلن ولاءها لتنظيم الدولة "داعش"، قد سيطرت قبل شهرين على بعض المرافق العامة في مدينة سرت، كما نظمت استعراضاً داخل المدينة التي تديرها سلطة محلية موالية لحكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس. وخلال الأشهر الماضية، تبني التنظيم العديد من عمليات التفجير في طرابلس، استهدفت مقرات لبعثات دبلوماسية وأماكن حساسة، وأسفرت عن مقتل ليبيين وأجانب، كما تبني عمليات إعدام جماعي بينها قتل 21 مصريًّا في سرت الليبية الشهر الماضي، وتفجيرات انتحارية في مدينة القبة، شرقي البلاد راح ضحيتها العشرات.