تواصل المقاومة في باكستان هجماتها الشرسة ضد قوات الاحتلال حيث أختطفت المقاومة رجلا يونانيا بعد قتل شرطي يحرسه في منطقة تشترال شمالي باكستان، ولم تذكر الشرطة تفاصيل عن الرجل سوى أنه يعمل في مشروع ثقافي بوادي كالاش منذ عام 2001، في منطقة لا يعرف عنها العنف. على صعيد متصل أحرقت المقاومة في ضواحي مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوشستان جنوبي غربي باكستان ثماني شاحنات تحمل إمدادات وقود لقوات حلف شمال الأطلسي المحتل (الناتو) في أفغانستان المجاورة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الشرطة المحلية أن ستة "مسلحين" على ثلاث درجات نارية أطلقوا وابلا من الرصاص على الشاحنات مما أدى إلى اشتعال النيران فيها، ولم تعلن أي جهة مسوؤليتها عن الهجوم كما لم يتسن معرفة ما إن كان الهجوم أسفر عن سقوط ضحايا.
على جانب أخر واصلت قوات الاحتلال جرائمها ضد المدنيين حيث سقط ثلاثة شهداء على الأقل في قصف نفذته الثلاثاء طائرة بدون طيار يعتقد أنها أميركية في مقاطعة شمال وزيرستان القبلية شمالي غربي باكستان في ثاني ضربة جوية من نوعها في يومين وفق مصادر أمنية واستخباراتية باكستانية.
وأوضحت المصادر أن القصف الأميركي بصاروخين استهدف مجمعا لمجاهدي حركة طالبان باكستان في قرية درغاماندي الواقعة على بعد خمسة كيلومترات شمال غرب مدينة ميران شاه مركز مقاطعة شمال وزيرستان، مشيرة إلى أن القتلى هم من عناصر الحركة، وتوقعت ارتفاع عدد الضحايا.
ولم يعرف على الفور ما إن كان أحد قيادات طالبان موجودا في المكان وقت القصف.
ويأتي القصف الجديد بعد أقل من 24 ساعة على ضربة جوية مماثلة استهدفت مدرسة دينية في قرية بنفس المنطقة مما أسفر عن استشهاد خمسة مجاهدين يعتقد أنهم جميعا من الأوزبك وفق مصادر أمنية باكستانية.
وكان قائد طالبان باكستان بيت الله محسود قد ارتقى في هجوم مماثل في مقاطعة جنوب وزيرستان المجاورة الشهر الماضي.
مقتل طلبة وجاءت الضربة الجوية بعد ساعات من مهاجمة "مسلحين" من طالبان باكستان -وفق مسؤول حكومي- مجموعة طلاب ينتمون إلى الأقلية الشيعية بمقاطعة أوراكزاي القبلية شمالي غربي البلاد.
وقال خايستا غل -وهو مسؤول في الإدارة المحلية لأوراكزاي التي يقطنها البشتون- إن "المسلحين فتحوا النار على طلاب وهم في طريقهم إلى المدرسة الثانوية قرب بلدة كالايا فقتلوا أربعة وجرحوا آخرين".
واندلعت معركة بين "مسلحين" من قبيلة القتلى والمهاجمين الذين كانوا ملثمين، عقب الهجوم حسب أحد السكان.
وأوراكزاي أحد معاقل حكيم الله محسود القائد الجديد لطالبان باكستان التي زادت هجماتها بصورة لافتة منذ منتصف 2007، ما أثار مخاوف غربية وأميركية خاصة على البرنامج النووي العسكري الباكستاني.
لكن هذه الهجمات تراجعت نسبيا في الأسابيع الأخيرة مع استشهاد بيت الله محسود الشهر الماضي في قصف أميركي وتصعيد الجيش الباكستاني عملياته وتحقيقه مكاسب أمنية خاصة في وادي سوات.
ووفق بيانات رسمية فقد استشهد الأسبوع الماضي أكثر من 120 في خيبر، إحدى سبع مناطق قبلية تتمتع بحكم شبه ذاتي في باكستان، بعد هجوم للمقاومة قتل فيه 22 من حرس الحدود.