قتل ما لا يقل عن 18 شخصا في اعتداءين انتحاريين بشمال غرب باكستان استهدف الأول مقر المخابرات في بيشاور والثاني مركز شرطة في مدينة مجاورة. وتجتاح باكستان سلسلة غير مسبوقة من الاعتداءات يرتكب معظمها انتحاريو طالبان الموالون للقاعدة ، أسفرت عن سقوط نحو 2500 قتيل في عامين. والاعتداءان اللذان وقعا يوم الجمعة هما الرابع والخامس في ظرف ستة أيام في نفس المنطقة , وكانت حركة طالبان قد توعدت الأسبوع الماضي بتكثيف هجماتها على المدن ردا على الهجوم البري الذي يشنه الجيش منذ أربعة أسابيع على معقلها بمقاطعة وزيرستان الجنوبية بشمال غرب باكستان. وأفاد مراسل الوكالة أن سيارة مفخخة انفجرت صباح الجمعة ما دمر جزئيا مقر وكالة المخابرات العسكرية النافذة في بيشاور. وأعلن ضابط في قوات الأمن طلب عدم كشف هويته أن : "سيارة جاءت في الاتجاه المعاكس لحركة السير وأطلق عناصر قوات الأمن النار عليها ففجر سائقها السيارة". وصرح مالك نافد قائد شرطة الإقليم :"قتل عشرة أشخاص وجرح أكثر من ثمانين". وبعد ذلك بقليل قتل ثلاثة رجال من قوات الشرطة في اعتداء انتحاري ثان استهدف مركزا للشرطة في مدينة بانو التي تقع شمال بيشاور قرب المناطق القبلية التي يشن عليها الجيش هجوما بريا. وتوعد عزام طارق الناطق باسم حركة طالبان الباكستانية قبل ساعات من الاعتداء بأن : "الاعتداءات في المدن جزء من إستراتيجيتنا المستمرة وستتواصل وتستهدف كل الذين يهاجموننا". وحاولت حركة طالبان الباكستانية أول الأمر إثناء الجيش عن شن هجومه البري على معقلها في وزيرستان الجنوبية ثم توعدت بالانتقام من ذلك الهجوم الذي بدأ في 17 أكتوبر. وبهجومهم على مقر المخابرات والذي سبقته عدة هجمات جريئة استهدفت الجيش خلال الأسابيع الأخيرة حتى في عقر داره ومقره العام قرب إسلام أباد في 10 و11 أكتوبر ، يبدو أن الإسلاميين وجهوا يوم الجمعة صفعة جديدة للعسكر. وكان الجيش قد واجه يوم الخميس لأول مرة منذ بداية هجومه على وزيرستان الجنوبية مقاومة شرسة ، حتى أن ضباطا أقروا بأنهم خسروا ما بين 10 إلى 15 رجلا.