قصيرة تلك المسافة التي وقف فيها المنددون بتعذيب وذبح الكلب ماكس الغير إنساني؛ وبين وفاة الطفلة منة بمستشفى صيدناوي برمسيس، لكن المسافة التي تفصل بين المشاعر الإنسانية الحقيقية والزيف الحاصل بالوقفات المنددة بذبح الكلاب كما بين السماء والأرض.. فإذا كانت مشاعركم حقيقية فقد تركتم ألف وقفة ووقفة لتنددوا بذبح البشر لا الكلاب!! الطفلة منة ذبحت بقرار الخروج من المستشفى: ذهبت والدة الطفلة منة (9 سنوات) بها لتجري لها عملية اللوز بعد أن حولها التأمين الصحي إلى مستشفى صيدناوي برمسيس لإجراء الجراحة؛ نظرا لعدم تمكنها من إجرائها عند طبيب خاص لضيق ذات اليد، وفي المستشفيات الحكومية يتم التعامل مع المرضى على أنهم شحاذون ألقت بهم حكومتهم ككم مهمل لا حاجة لهم به. دخلت الطفلة إلى حجرة العمليات وهي تستعطف أمها ألا تتركها بين أيدي هؤلاء الذين يأخذونها إلى حجرة العمليات.. حسبتهم وحوشا آدمية لا رحمة في وجوههم تظهر ولا حنان!! طال الوقت لأكثر من ثلاث ساعات، وحينما خرجت الطفلة من غرفة العمليات دلف الطبيب مهرولا، وتركها لتنقل لقسم آخر مصابة بالنزيف، لتظل في مستشفى صيدناوي لمدة يومين.. وهي مدة كانت كفيلة بإنقاذها لو أن الطبيب الذي أجرى الجراحة وهو المدعو "محمود رسمي" اعترف بخطئه الكارثي في غرفة العمليات، بيد أنه ظل صامتا بينما الطفلة تنزف وينقل لها الدماء بلا جدوى أو توقف!! والمفاجأة المؤسفة أنه على الرغم من حالتها تلك ارتكبت المستشفى وطبيبها المتابع لجريمة تركها تخرج دون إنقاذها، ولو كانت ابنة أحد ذا شأن لأسعفوها فورًا، لكنهم اشتركوا جميعا في جريمة ذبح "منة"، وكتبوا لها على خروج من المستشفى وهي تنزف!! خرجت الأم الحزينة بجثة طفلتها وهي بين الموت والحياة، وحتى هذه اللحظة كانت الأم لا تدري ماذا حدث ولماذا لا يتوقف نزيف طفلتها. وبالذهاب بالطفلة إلى طبيب خاص أمرها بالذهاب بها إلى مستشفى المطرية لحاجتها لنقل دم فورًا، وبالفعل ذهبت السيدة بها وأجرت لها نقل الدم ثم عادت بها للطبيب مرة أخرى، والذي كان قد أجرى لها فحصًا وأشعة ليخبر الأم بأن الطبيب الذي أجرى لها الجراحة قد ارتكب خطأ فادحًا، وقام بقطع عرق موصل للمعدة وهو السبب في عدم توقف النزيف، ونصحها أن تذهب لمستشفى صيدناوي مرة أخرى ليصلح الطبيب جريمته. وبعودة الأم المنكوبة بفقرها وكدحها وهوانها على أي مكان تدخله في بلدها إلى المستشفى.. زاد نزيف الطفلة ولم تقبل نقل دماء جديدة فقد فارقت الحياة وشيعت إنسانية أدعياء الإنسانية إلى مثواها الأخير!! فمن لمنة وأمها تنتظركم للوقوف بجوارها لتأخذوا لها حقها الذي لا تستطيع أخذه ممن تسببوا في ترك ابنتها تموت؟!