أكد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية أنه لا يمكن الحديث عن الفقر بدون الإشارة إلى نمط توزيع الفقر، وزيادة نسبة الفقراء في مناطق أكثر من مناطق أخرى؛ حيث يتركز الفقر بشدة في محافظات الصعيد، موضحا أن 762 قرية من الألف قرية الأشد فقرًا في مصر يقعون بمحافظاتالمنيا وأسيوط وسوهاج. وأكد المركز خلال تقريره السنوي، أن مصر تعاني من نسبة فقر مرتفعة جدًا تفوق الآن ربع مواطني البلاد، مشيرًا إلى أن تقرير التنمية البشرية لعام 2008 أوضح أن نسبة الفقراء إلى إجمالي السكان كانت 7,20%، ثم ارتفعت لتصل إلى 25% عام 2011، واستمرت في الارتفاع لتصل إلى 3,26% عام 2014. وأشار المركز إلى أن تلك القرى يعانى حوالى نصف سكانها من فقر شديد؛ حيث أن 49 % من السكان لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية، لافتة إلى أن سكان الوجه البحري في مصر أفضل حظًا من سكان الوجه القبلي، مشيرًا إلى وجود علاقة قوية بين المناطق الأكثر فقرًا والمناطق الأكثر إنجابًا. كما تؤكد بيانات بحث الدخل والإنفاق الذي يصدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن 51% من سكان ريف الوجه القبلي تحت خط الفقر لايستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والعلاج والملابس والتعليم وغيرها من الاحتياجات الأساسية. وتؤكد الإحصاءات أن آلاف الأفراد في فئات الإنفاق السنوي أقل من ألفين سنويا تصل نسبتهم إلى 30 % من سكان ريف الوجه القبلي بمتوسط شهري يقل عن مائة وسبعين جنيها شهريًّا، وهو قيمة خط الفقر الشديد وفقا لبيانات جهاز الإحصاء وهي نسبة مرتفعة للغاية؛ حيث تصل هذه النسبة إلى 8 % من سكان الوجه البحري. كما تصل نسبة الذين ينفقون سنويًّا ما بين ألفين وثلاثة آلاف جنيه إلى نحو42 % من سكان ريف الوجه القبلي، والذين ينفقون ما بين ثلاثة آلاف وأربعة ألاف جنيه نحو 18 % وما بين أربعة وستة آلاف 8,6 %.
