أطلق رئيس الجمهورية خطة شاملة لتنمية الصعيد وتشمل هذه الخطة مشروعات زراعية وصناعية وخدمية وسكنية توفر2,5 مليون فرصة عمل حقيقية ويتم تنفيذها علي مراحل قد تمتد لعشرين عاما. وتأتي أهمية هذه المبادرة في الوقت الذي ترتفع فيه نسبة الفقر في الصعيد ويزداد السكان تحت خط الفقر الذين لايستطيعون أن يلبوا احتياجاتهم الأساسية من الغذاء والعلاج والملابس والتعليم, حيث تؤكد بيانات بحث الدخل والانفاق الذي يصدر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء ان 51 % من سكان ريف الوجه القبلي تحت خط الفقر لايستطيعون تلبية احتياجاتهم الاساسية من الغذاء والعلاج والملابس والتعليم وغيرها من الاحتياجات الاساسية. وتؤكد الاحصاءات أن الافراد في فئات الانفاق السنوي اقل من الفين جنيه سنويا تصل نسبتهم الي30 % من سكان ريف الوجه القبلي بمتوسط شهري يقل عن مائة وسبعين جنيها شهريا وهو قيمة خط الفقر الشديد وفقا لبيانات جهاز الاحصاء وهي نسبة مرتفعة للغاية حيث تصل هذه النسبة الي8 % من سكان الوجه البحري. كما تصل نسبة الافراد الذين ينفقون سنويا ما بين الفين جنيها وثلاثة الاف جنيه الي نحو42 % من سكان ريف الوجه القبلي والذين ينفقون ما بين ثلاثة الاف واربعة الاف جنيها نحو18 % وما بين اربعة وستة آلاف8,6 %. في حين تصل نسبة الافراد الذين ينفقون أكثر من ستة آلاف جنيه سنويا الي3,2 % من سكان ريف الوجه القبلي وهو ما يؤكد الصعوبات التي يواجهها السكان لتلبية احتياجاتهم الاساسية. ويزداد الامر صعوبة إذا علمنا أن أكثر من ثلث الفقراء أميين, كما لم تحصل الغالبية العظمي من الفقراء سوي علي تعليم ابتدائي علي الاكثر, ومن ثم تزداد أهمية المشروعات الزراعية والصناعية والسياحية والخدمية لاستغلال اعداد كبيرة من العمالة الرخيصة بعد تأهيلها لسوق العمل من اجل نهضة الصعيد, وكذلك من اجل استيعاب معدلات البطالة المرتفعة في ريف الوجه القبلي.ومن ناحية اخري فانه طبقا لدراسات معهد التخطيط القومي فان 10 % فقط من الفقراء يعملون في القطاع الحكومي. كما تزداد نسبة الفقراء الذين يقيمون في أسر بها ستة أو سبعة أفراد وهو مايؤكد توافر المكون البشري في ريف الوجه القبلي والذين يمكن استغلالهم في أغراض التنمية الشاملة. أما التعليم فإنه يحتاج إلي القضاء علي ظاهرة التسرب من التعليم منذ بداية المرحلة الإبتدائية وزيادة وتنمية الوعي بأهمية تعليم الإناث حيث ترتفع نسب الأمية بين الإناث في الريف وبالذات في ريف الوجه القبلي في الوقت الذي تنخفض فيه نسبة الإنفاق علي التعليم للإثاث والذكور في ريف الوجه القبلي لتصل إلي2 % فقط من نصيب الفرد من الإنفاق السنوي مقابل5.4 % في الحضر المدن علي مستوي الجمهورية.وفي النهاية فإنه يجب الإسراع بتنمية الصعيد واختصار المدة الزمنية لتنفيذ خطة تنمية الصعيد حتي لاتمد لعشرين عاما كما يتوقع البعض لبرنامج الرئيس لأن أوضاع الريف الذي يرزح تحت وطأة البطالة والفقر والأمية لاتحتمل الانتظار لسنوات طويلة كي لا تتحول هذه المشكلات المزمنة إلي قنابل موقوته تدمر الإقتصاد, وتسهم في زيادة المطالب الفئوية وتصعيدها وعرقلة عجلة الإنتاج والنمو الاقتصادي والذي يؤثر سلبا علي باقي القري والمحافظات المجاورة.