كشف "مركز ميزان لحقوق الإنسان" في تقرير مفصل له جوانب كثيرة خفية حول انتهاكات حقوق الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية. جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده المركز و"مؤسَّسة يوسف الصديق لرعاية السجين" في فندق "الأمبسادور" في القدس، وتمَّ خلاله نشر التقرير الحقوقي الذي أعدَّه المركز تحت عنوان "صرخات من خلف القضبان.. انتهاكات حقوق الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية". من جانبه قال رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح بصفته رئيسًا للجنة متابعة قضايا أسرى الحرية إن الشعب الفلسطيني لم تعد ترعبه التهديدات الصهيونية، مطالبًا بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وإخراجهم من دائرة الأحاديث الجانبية لسلطات الاحتلال وانتظار "اللفتات الإنسانية" الصهيونية وما يسمَّى "العفو من رئيس دولة إسرائيل". وتحدَّث الشيخ رائد عن قضية الأسرى وأهميتها في تعزيز ثبات الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الضفة والقطاع وصموده، ووصفها بأنها "مثل الثوب الأبيض الناصع الذي إن علقت به ذرة غبار لطخته، ولو كانت بحجم حبة السمسم؛ لذلك ينبغي على من لا يمكنه مناصرة قضية الأسرى ألا يستغلها لطلب العفو من رئيس "دولة" الاحتلال". بدوره أشار المحامي عبد الرؤوف مواسي مدير مركز ميزان إلى خلفية التقرير ودوافع إعداده وما يميزه؛ حيث جاء إثر الضجة الإعلامية التي ثارت مؤخرًا حول الأسرى الفلسطينيين، وادعاء السلطات الصهيونية أنهم يعيشون حياة مرفهة في السجون، لدرجة أنه تمَّ تعيين لجنة وزارية هدفها التضييق على السجناء الفلسطينيين والانتقاص من حقوقهم، مفندًا إدعاءات الاحتلال ومؤكدًا أن الأسرى يعاملون بطريقة وحشية ويعيشون حياة لا يقبلها بشر. وأشار موسى إلى أن مركز ميزان سيعمل على استثمار الحقائق التي يوضحها التقرير حول الانتهاكات الصهيونية للأسرى عبر إرسالها إلى الأممالمتحدة والجمعيات الحقوقية الدولية. من جهته استهجن منير الصغير الناطق باسم "لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين" الصمت العربي والإسلامي تجاه القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى المبارك وقضية المعتقلين والأسرى في السجون والمعتقلات الصهيونية. وشدد الصغير على أن الأسرى والمعتقلين جنود معركة إنهاء الاحتلال والحرية، ومدافعون عن الحقوق المشروعة، منددًا بالتفرقة التي تفرضها إدارة السجون والحكومة الصهيونية بين أسرى القدس و48 من جهة وأسرى الضفة الغربية وقطاع غزة، مطالبًا بوقف كل هذه التقسيمات التي لا تخدم إلا السلطات الصهيونية. وأشار إلى أن الأسرى في السجون والمعتقلات الصهيونية يجري التعامل معهم صهيونيًّا كرهائن؛ يُفرَج عمن تريده قوات الاحتلال ويمدد للآخرين. ولفت الصغير إلى ما يعانيه الأسرى والمعتقلون من انتهاكاتٍ صهيونيةٍ كالعزل ومنع الزيارات والرسائل وسحب الامتيازات التي جاءت بعد نضالٍ طويلٍ. بدوره قدَّم مدحت عيساوي -وهو أسير سابق في سجون سلطات الاحتلال- تلخيصًا عن معاناة الأسرى الفلسطينيين من تجربته الشخصية ومن شهادات الأسرى، وأكد واجب المؤسَّسات الحقوقية المحلية والدولية في متابعة هذه الشكاوى وطرحها في المحافل الدولية من أجل ضمان حصول الأسرى على حقوقهم. ولفت عيساوي إلى معاملة إدارة السجون السيئة وعملية نقل الأسرى بسيارات مصفحة؛ مما يزيد من معاناتهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الشرعية وفق المواثيق والقوانين الدولية، مشيرًا إلى عشرات الأسرى الذين يعانون من أمراض مزمنة؛ حيث ينقلون بسيارات من الحديد المصفح لزيادة تعذيبهم.