تطور ت بشكل ملحوظ رزاعة القنابل و انتشر دويها في كل مكان، ما بين محدث صوت أو عبوة بدائية الصنع، أو متفجرات متقدمة الصنع، بالقرب من المنازل، على ناصية الشوارع، في محولات الكهرباء، في أبراج الضغط العالي، حتى في مديريات الأمن وأخيرا داخل مطار القاهرة. ذلك التطور الذي دفع نشطاء ومحللين سياسيين للتساؤل "كيف تمر القنابل من الشارع إلى مناطق التحصينات الأمنية دون أن يوقفها أحد؟ هل هو قصور أمني؟ أم تخطيط أمني؟ هل الإرهاب حقا يخترق عقر دار الأمن؟ أم أن الأمن يوطد لسلطانه بتلك العمليات النوعية المتطورة التي تدل على خطورة ما يواجهه؟ أسئلة مشروعة دفعت للمطالبة بإقالة وزير داخلية الانقلاب، وهنا نستعرض استراتيجية زرع القنابل.
قنابل بدائية في الحدائق بوادر التفجيرات بدأت بالتزامن مع إعلان النظام جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، عقب تفجيرات المنصورة التي كان المتهمين فيها ما بين قتيل أو أسير في سجون الاحتلال الصهيوني كما أوضحت التحقيقات التي أعلنها وزير الداخلية بنفسه في مؤتمر صحفي.
كانت القنبلة الأوى في القاهرة في أواخر عام 2013، حيث انفجرت قنبلة من داخل الحدائق التي تفصل بين الذهاب والإياب بالقرب من جامعة الأزهر بمدينة نصر، ولم تسفر عن قتلى.
بعدها زُرعت القنابل في أماكن تمركز قوات الأمن، على الأشجار وبين الأغصان، وكان أبرزها تفجيرات الدقي ومحطة البحوث وراح ضحيتها نحو 3 من أفراد الأمن، وأخرى فوق أغصان الأشجار الموجودة أمام جامعة القاهرة.
مديريات الأمن والسيارات المفخخة كان الحدث الأبرز الانفجار الذي شهدته مديرية أمن الدقهلية، الذي صرح أحد المجندين في فيديو تداوله مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي يقول فيه "كل يوم كنا بنلاقي كمين يفتشنا ويوم التفجير مش لقينا حد"، ونتائج المعمل الجنائي أكدت أن التفجير كان بسبب سيارة مفخخة.
أعقب ذلك تفجير مديرية أمن القاهرة، رغم التحصينات والخراسانات، وكشفت التسجيلات أن السيارة المفخخة استقرت أمام مديرية أمن القاهرة لساعات، بل ونزل منها شخص دخل إلى مديرية الأمن قبل أن يخرج ويختفي.
كبارٍ ونقاط مرور ومحولات كهرباء انتقلت بعد ذلك التفجير إلى نقاط المرور في قلب العاصمة، عن طريق إلقاء العبوات من أعلى الكباري، وكانت حادثة تفجير نقطة مرور 26 يوليو بمحيط وزارة الخارجية، وتفجير نقطة مرور الدقي وجامعة القاهرة، وأسفل محور ميدان لبنان، والجيزة أشهر تلك الأحداث.
وشهد مطلع العام الحالي 2015 العديد من الانفجارات بجوار أقسام الشرطة، وتفكيك العشرات، بمحيط الأقسام، أضف إلى ذلك وضع محدث الصوت أعلى سيارات الضباط، بهدف توجيه إنذار، أو إثارة الفزع لدى المواطنين.
ومع بداية العام الجديد انفجرت قنبلة صوتية بجوار قسم شرطة فيصل، والإسكندرية – التي كان لها نصيب الأسد - والفيوم، ونقطة شرطة أبو زعبل، وقسم أول المنصورة والسويس، وانفجار قنبلة بدائية بجوار قسم جرجا بسوهاج، مما أدى إلى إصابة العشرات من أبناء الشرطة.
قنابل المناسبات لم تمر مناسبة أو ذكرى ثورية إلا واشتعلت التفجيرات ومحدثات الصوت، وتفكيك العبوات الناسفة، حيث شهدت وقفة عيد الأضحى الماضي شهدت انفجارات فى الغربية وبورسعيد والمنيا والشرقية وحتى القاهرة.
أما المناسبة الأحدث فكانت في معرض الكتاب، حيث تم زرع عبوة ناسفة، خلف المعرض بمدينة نصر، وسط قوا تالتأمين المتواجدة بكثافة هناك، ولم يسفر الانفجار عن أي خسائر في الأرواح أو وقوع إصابات.
قنابل في قلب القلعة الحصينة في سابقة هي الأولى من نوعها، وتنذر بكارثة على المستوى الدولي والأمني، حيث وجدت قنابل منذ أيام داخل مطار القاهرة، القلعة المحصنة ببوابات كاشفة، وقوات أمن من البوابة الأولى وحتى مغادرة المطار، لم يسفر الحادث عن ضحايا لكنه أسفر عن سؤال واحد.. كيف اخترق من تتهمه الدولة بالإرهاب كل تلك التحصينات دون أن يلحظه أحد أو أن يعترض طريقه؟ فإما أن يكون هذا التطور جاء في غفلة من الأمن كما تساءل البعض، أو فعل داخلي وتكون المصيبة أعظم.