مازال ساويرس يتلاعب بالخريطة السياسية لانتخابات البرلمان من خلال تمويله للرموز من الفلول ونواب الوطني على قوائم حزبه القائمة طويلة وتحتوي على الفلول من معظم محافظات مصر بعد أن تعهد لهم بالإنفاق الشديد على حملتهم ودون تكلفتهم أي عوائد مادية. والغريب في الأمر أن ساويرس الذي يتلاعب بالثورة ضم لقائمته عبر المصريين الأحرار أحد قادة معركة الجمل مما يوحي بأنها ستكون شبكة مصالح للدفاع عن مصالحه. وكما نشرت "ويكيليكس البرلمان" فإن رجل الأعمال نجيب ساويرس، مؤسس حزب المصريين الأحرار، يمول حملات عدد كبير من نوابع وأعضاء سابقين في الحزب الوطني المنحل، وهم من المرشحين على المقاعد الفردية مقابل انضمامهم للحزب الوطني، إضافة إلى انضمام عدد كبير من النواب السابقين للمصريين الأحرار ويصل عددهم 30 نائبًا سابقًا بالحزب الوطني المنحل. و رصدت التحرير فإن حزب ساويرس يتولى تمويل حملاتهم الانتخابية، ومن أبرز الأسماء التي ثبت تمويلها من المصريين الأحرار، هشام الشيعني وخالد خلف الله نائبا الحزب الوطني السابق بقنا، ورأفت أبو الخير بسوهاج، وبهجت الصن عن دائرة أرمنت بالأقصر. وفي القاهرة، ضمت القائمة حشمت فهمي، بحدائق القبة، وفتحي جليد نائب الوطني السابق عن دائرة مصر القديمة والمنيل سابقا، والتي تم فصلها لدائرتين، والدكتور أحمد فؤاد شيرين، نائب الحزب الوطني السابق في دائرة الوايلي، والذي سبق أن هزم منير فخري عبد النور في انتخابات 2010 حين كان عبد النور مرشحا لحزب الوفد. وفي القليوبية، يدعم المصريين الأحرار عاطف النمكي عن دائرة الخانكة، وأيمن طه ببولاق أبو العلا، وحسين عوض نائب الوطني السابق، ومجدي عرفي، عضو مجلس الشعب عن دائرة بسنديلة بالدقهلية، وولاء الحسيني، ورفعت البسيوني، و صلاح أبو العينين، وكيل المجلس المحلي للمحافظة بالدقهلية. كما تشمل القائمة التي حصلت عليها التحرير من مصادر حزبية مشاركة في عملية ضم تلك الأسماء للمصريين الأحرار، عددًا كبيرًا من المرشحين الذين تقدموا من قبل للمجمعات الانتخابية للحزب الوطني، لكنهم لم يتم اختيارهم وليسوا نوابا سابقين، ومعظمهم كانوا أعضاء في الحزب الوطني. وأشارت مصادر داخل حزب المصريين الأحرار إلى أن ساويرس يختار النواب الذي يعتقد أنه من الجاهزين القادرين على الفوز، وأصحاب العائلات والقبليات، بل إن ساويرس اتفق مع نواب سابقين أن يمول حملاتهم مقابل أن يتكتلوا مع حزبه بعد فوزهم، وإن لم ينضموا إليه، وأبرزهم طلعت القواس، نائب الوطني السابق، والمرشح عن دائرة عابدين، وهو أحد المتهمين في موقعة الجمل، وهناك نواب سابقين من سيناء وبعض محافظات الصعيد الذين ينسق معهم ساويرس والمصريين الأحرار لتكوين كتلة برلمانية ضخمة. تبعًا للمصادر التي فضلت عدم نشر أسمائها، فإن الأيام القليلة القادمة ستكشف عن كثير من أسماء نواب الوطني في الأقصر وسوهاج ومدن القناة وفي القاهرة الكبرى من المنتمين للحزب الوطني المنحل سابقا، والذين سيخوضون الانتخابات على قائمة المصريين الأحرار. وقالت المصادر إن هناك أكثر من 30 عضوًا وقياديًّا سابق بالوطني انضموا لحزب المصريين الأحرار، أو يترشحون باسمه في الانتخابات القادمة، بعضهم انضم للاستفادة من حملة الدعاية والحصول على تمويل من نجيب ساويرس. قائمة الأسماء التي سيدعمها المصريين الأحرار ستشمل أيضًا أعضاء من أحزاب أخرى غير الوطني، منها التجمع؛ حيث تقرر دعم أحمد سليمان، أمين حزب التجمع السابق ببورسعيد، والذي تم ضمه لحزب المصريين الأحرار وتقديم تمويل له، ومن المحتمل الدفع به في الانتخابات القادمة.
