سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبد الباري عطوان يكتب: ذبح مغربي في فرنسا واعتداء على 50 مسجدًا وما زال المسلمون في دائرة الاتهام!! قلقهم لا يحتل المرتبة الأولى للحماية في أجندة الحكومات الأوروبية..
- ماذا لو طلب أمام مسلم بما طالب به حاخام يهود بروكسل بتسليح المسلمين أيضًا؟ - مؤسسة إسلامية تعرضت لاعتداءات عنصرية وكتابات تطالب بإبادة للمسلمين ووضع رؤوس وأمعاء خنازير أمام أبوابهم - كل من ينتقد المجازر الإسرائيلية في غزةوجنوبلبنان هو معاد للسامية ولليهود ومتطرف يجب وضعه على لائحة الاتهام - المسلمون قتلوا في بلدانهم التي لجأوا اليها، أو التي هربوا منها بحثًا عن الحرية ولقمة العيش الكريم كشف عبد الباري عطوان زيف الغرب ومعاداته للعرب وهجومه الدائم على الإسلام والمسلمين، وقال إن الكثير من المذابح تدبر للمسلمين في دول العالم وأوروبا صامتة. وقال خلال مقال نشره برأي اليوم إن مؤسسة اسلامية تعرضت لاعتداءات عنصرية من بينها كتابات تطالب بالموت للمسلمين ووضع رؤوس وأمعاء خنازير أمام أبوابها. وأشار بأن السفاح نتنياهو استغل هجوم المتشددين على مجلة شارلي إبدو لدعوة اليهود الفرنسيين إلى الهجرة إلى فلسطينالمحتلة، وجرى دفن اليهود الاربعة ضحايا هجوم متجر باريس في جبل المكبر في القدسالمحتلة، أي في أراضٍ مغتصبة. وإليكم نص المقال: تعرض فرنسي من أصل مغربي لهجوم من قبل جاره الفرنسي أيضًا اقتحم منزله ووجه إليه 17 طعنة سكين وأرداه قتيلا وسط بركة من الدماء أمام زوجته وأطفاله، كما أشهر مهاجر من أصل روماني سكينًا في مدينة تولوز جنوبفرنسا وهدد بذبح مسلمين، وأفادت التحقيقات الرسمية أن أكثر من خمسين مسجدًا ومؤسسة إسلامية تعرضت لاعتداءات عنصرية من بينها كتابات تطالب بالموت للمسلمين ووضع رؤوس وأمعاء خنازير أمام أبوابها. الهجوم على الإسلام من يطالع الصحف البريطانية والفرنسية صباح السبت يجد أن الموضوع الطاغي في صفحاتها الأولى هو تشديد الحراسة من قبل السلطات الأمنية على المؤسسات اليهودية لحمايتها من أي هجمات محتملة من قبل متشددين إسلاميين بعد مقتل أربعة أشخاص في المتجر اليهودي الذي اقتحمه أحمد كوليبالي، ولا إشارة واحدة لتأمين الحراسة للمسلمين وأن وجدت فهي على استحياء شديد. هناك خوف في أوساط الجاليات اليهودية، ولكن الخوف في أوساط الجالية الإسلامية أكبر في ظل تصاعد نفوذ وقوة الأحزاب والجماعات اليمينية العنصرية المتطرفة التي تستهدف المسلمين وتهدد بترحليهم من أوروبا كلها وسط أعمال تحريض إعلامية وسياسية غير مسبوقة، وجاء الهجوم على صحيفة شارلي إبدو الأسبوعية ليعطيها الذخيرة التي كانت تنتظرها وتحلم بها. *** حركة "بيغيدا" والعنصرية في ألمانيا على سبيل المثال توجد حركة "بيغيدا" اليمينية المتطرفة (حركة وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) هذه الحركة تنظم مظاهرة كل يوم إثنين في جميع المدن الالمانية، في المظاهرة الأولى التي نظمتها في أكتوبر الماضي اشترك فيها 500 شخص، وفي الثانية التي نظمتها في ديسمبر الماضي ارتفع الرقم إلى 10 آلاف شخص، أما مظاهرة الإثنين الماضي فارتفع عدد المشاركين إلى 25 ألفًا. بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل استغل هجوم المتشددين على مجلة شارلي إبدو لدعوة اليهود الفرنسيين إلى الهجرة إلى فلسطينالمحتلة، وجرى دفن اليهود الأربعة ضحايا هجوم متجر باريس في جبل المكبر في القدسالمحتلة، أي في أراضٍ مغتصبة، وهناك مؤشرات بأن عشرة آلاف يهودي فرنسي قد يهاجرون إلى فلسطينالمحتلة هذا العام، ومن المؤكد أنه سيجري توطين معظمهم في مستوطنات في الضفة الغربية. الحاخام مناحيم مارجولين، حاخام بروكسل ورئيس الاتحاد الأوروبي للمنظمات اليهودية طالب مختلف وزراء داخلية الحكومات الاوروبية بتعديل قوانين حمل السلاح للأفراد بما يسمح لليهود في أوروبا بحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم، ونقلت عنه صحيفة "بلجيكا الحرة" الصادرة اليوم (السبت) أن اليهود في حال قلق بعد الهجمات الأخيرة في فرنسا. قلق الجالية اليهودية مفهوم، ولكن ماذا يمكن أن يحدث لو إمام أو زعيم مؤسسة أو هيئة إسلامية في أوروبا تقدم بالطلب نفسه على سبيل المثال، وكيف ستكون ردود الفعل؟ أكذوبة حرية التعبير المسألة لم تعد الدفاع عن حرية التعبير مثلما كانت قبل أسبوع، وإنما تحولت إلى مسألة أمنية بحتة توجه أصابع الاتهام إلى المسلمين، أو المتشددين منهم على اعتبارهم مصدر تهديد لأمن أوروبا واستقرارها، وبما يحتم ضرورة تحالف القارة العجوز مع أمريكا لمواجهة هذا الخطر، مثلما فعل ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا الذي طار إلى واشنطن من أجل هذا الغرض. إذا كان هناك خطر على اليهود في أوروبا وأي مكان آخر في العالم فإن سببه اغتصاب فلسطين، وسياسات إسرائيل الاستيطانية والعنصرية، وحروبها ومجازرها ضد العرب والفلسطينيين، وإصرار نتنياهو على اعتراف العرب والمسلمين بإسرائيل كدولة يهودية عنصرية، وإقناع اليهود والحكومات والإعلام الغربي بأن أي انتقاد لهذه الممارسات العنصرية هو عداء لليهود والسامية، ومن المؤسف أنه نجح نجاحًا ملموسًا في جر اليهود إلى هذه المصيدة. كل من ينتقد المجازر الإسرائيلية في قطاع غزةوجنوبلبنان هو معادٍ للسامية ولليهود ومتطرف يجب وضعه على لائحة الاتهام، ومن المؤلم أن الكثيرين من الكتاب الغربيين، ناهيك عن العرب والمسلمين وضعوا على هذه اللائحة وطوردوا في أكل عيشهم، ومنعوا من حرية التعبير بطريقة أو بأخرى ومن بين هؤلاء يهود. الحكومات الغربية التي تعلن حالة الطوارئ القصوى يجب أن تعلم جيدًا بأن ما يهدد استقرار مجتمعاتها هو سياساتها التي توفر الذخيرة الأكبر للجماعات المتشددة لتجنيد الشباب المسلم في صفوفها ودفعه لتنفيذ هجمات "إرهابية". *** كوارث كايمرون و ساكوزي ديفيد كايمرون ونظيره نيكولاي ساكوزي هما اللذان ذهبا إلى بروكسل قبل ثلاث سنوات لرفع الحظر عن إرسال السلاح إلى الجماعات التي تقاتل لإسقاط النظام في سورية، وعندما خرج المارد من القمقم وباتت هذه الجماعات هي الأقوى وتطالب بإقامة دولة الخلافة تحول هؤلاء إلى إرهابيين وتغيرت الأولويات والحلفاء أيضًا. الرئيس جورج بوش الابن أعلن الحرب على الإرهاب ومعه حلف الناتو، وبعض العرب من أجل محاربة الإرهابيين؛ حيث يتواجدون في العالم الإسلامي لمنع وصولهم إلى أمريكا وأوروبا، وربما يكون هناك نجاح تحقق، ولكن لم يدر في ذهن هؤلاء أن محاربة الإرهاب في الخارج ستؤدي إلى نموه في الداخل. الإجراءات الأمنية المشددة لن تحقق الاستقرار في أوروبا وتمنع الهجمات، وإنما اتباع سياسات تقوم على المساواة والعدالة بين أبناء جميع الديانات ووقف كل أعمال التحريض والاستفزاز، ونكرر بأن الذين خلقوا الأزمة وتداعياتها هم ثلاثة أشخاص فقط، ولا يملكون طائرات (إف 16) أو صواريخ كروز ولا أسلحة نووية. توجيه أصابع الاتهام إلى الجالية الإسلامية من خلال هذه الإجراءات الأمنية التي توفر الحماية لغيرهم باعتبارهم ضحايا، قد يعطي نتائج عكسية تمامًا، لأن المسلمين هو الضحايا أيضًا، وهم الذين يقتلون أيضًا في بلدانهم التي لجأوا إليها، أو في بلدانهم التي هربوا منها بحثًا عن الحرية ولقمة العيش الكريم. نحن مع حرية التعبير دون قيود، ولكننا ضد استخدامها كذريعة ليس لاستفزاز المسلمين فقط، وإنما كنقطة استغلال لتجريمهم ووضعهم في دائرة الاتهام، وعدم مساواة خوفهم وقلقهم بقلق الآخر وخوفه أيضًا.