دعت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس أكثر من 5.2 مليون ناخب مسجل إلى التوجه يوم الأحد المقبل إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد للبلاد من بين أكثر من 27 مرشحا. وتشير إحصاءات الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس إلى أن الفئة العمرية بين 18-40 سنة تمثل نسبة 67 بالمائة من الناخبين المسجلين، إي حوالي 3.4 مليون ناخب من إجمالي 5.2 مليون، ما يعني أن فئة الشباب الواسعة، هي الاكثر تمثيلا في صفوف الناخبين المدعويين. أما فيما يخص التقسيم حسب الجنس فتمثل النساء والرجال نسبة تكاد تكون متساوية بحوالي 50 بالمائة. ويتركز أكبر عدد للناخبين في الأربع محافظات التي تتشكل منها العاصمة تونس الكبرى (تونس ومنوبة وأريانة وبن عروس) التي بلغ مجموع عدد الناخبين فيها مليون و229 ألف و241 ناخب، تليها دائرتا صفاقس 1 وصفاقس 2 (جنوب) بمجموع 440 ألف و809 ناخبا، ومن ثمة دائرتا نابل 1 ونابل 2 (شرق) ب369ألف و912 ناخبا في حين تتوزع البقية في مختلف محافظات البلاد. وشهدت الانتخابات البرلمانية السابقة إقبالا ضعيفا لفئة الشباب على الإقتراع رأى مراقبون انه كان منتظرا لأن أغلب مطالب الشبا التونسي التي نادى بها خلال الاحتجاجات الاجتماعية والسياسية التي أطاحت بحكم الرئيس الأسابق زين العابدين بن علي في 2011، وفي مقدمتها خلق مواطن شغل والتقليض من نسب البطالة المستفحلة في بعض الجهات، لم تتحقق بعد. ويرى أستاذ العلوم الاجتماعية محمد الجويلي أن عزوف الشباب في الانتخابات البرلمانية كان مهم خاصة في الفئة العمرية من 18 إلى 25 سنة، ويفسره في تصريحه للأناضول ذلك ب"أن هذه الفئة العمرية الشبابية تعتبر أن الانتخابات سلوك كهولي لا يهمها بالدرجة الأولى ولو كانت عملية الاقتراعي الكترونية مثلا لأقبلوا عليها نظرا لإرتباطهم بوسائل الاتصال الحديثة أكثر من الكهول. ويتابع " غير أن الشريحة العمرية من 25 الى 30 سنة كانت أكثر حضور نسبيا في التشريعيات سواء في عملية التسجيل أو الإقتراع وهي الفئة المقبلة على تحمل مسؤوليات إجتماعية منها الزواج والعمل ما يدفعها للاهتمام أكثر بالواجب الانتخابي. وفي خصوص مشاركة الشباب في الانتخابات الرئاسية المقبلة، يوضح الجويلي، مدير المرصد الوطني للشباب (حكومي) أن "هناك أمل أن يقبل الشباب بنسب أكثر على الرئاسية لأن الخطاب الإعلامي الذي تحدث عن عزوف الشباب في التشريعية كان كبيرا وربما يكون حافز ودافع لهم في الرئاسية، إضافة إلى أن هناك علاقة مهمة بين الشاب والفرد المترشح، هي علاقة شخص بشخص يمكن أن يجد الشاب في المترشح صورة المثال عكس التشريعية التي تكون فيها العلاقة غير واضحة بين فرد ومجموعة. وبلغت إجمالا نسبة المشاركة في التشريعيات الأخيرة 69 بالمائة. وبحسب نتائج التعداد السكاني الأولية الذي أعلن عنه في وقت سابق هذا العام المعهد الوطني للإحصاء فإن عدد سكان تونس بلغ عشرة ملايين و982 ألف و754 نسمة، أكثر من نصفهم أقل من 18 عاما وهي الفئة العمرية صغيرة السن التي لا يحق لها التصويت في الاستحقاقات الانتخابية لهذا العام، وإن كان ينتظر أن يكون لها وزن انتخابي أكبر في السنوات اللاحقة.