طهران - قرر مجلس صيانة الدستور، وهو أعلى هيئة تحكيم ورقابة في إيران، إعادة فرز عينة عشوائة تمثل 10% من أصوات الناخبين، وذلك بعد ان عقد المجلس جلسة استثنائية يوم السبت 20 يونيو/ حزيران دعا لحضورها المرشحين الخاسرين في الانتخابات للاطلاع بشكل مباشر على نتائج طعونهم بنزاهة الانتخابات.
ياتي ذلك بعد خطاب المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي الذي طالب فيه بوضع حدا لمظاهر الاحتجاج في الشوارع. وحذرت السلطات الإيرانية المرشحين الخاسرين في الانتخابات وأنصارهم من القيام بأي مظاهرات أو تجمعات من دون الحصول على إذن مسبق بذلك. وشدد قائد شرطة طهران أحمد رضا رادان على ان السلطات ستتصدى بحزم لاي نوع من الاحتجاجات، وستقوم باعتقال المسؤولين عنها.
وكان المرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي قد طالب يوم الجمعة 19 يونيو/ حزيران إثناء خطبته في جامع طهران بإنهاء المظاهرات، محملا من يرفض المسؤولية عن عواقبها، معتبرا أن الانتخابات والنقاشات يجب الا تؤدي إلى أحقاد بين أفراد الشعب، مؤكداً انه لم يحدث تزوير في الانتخابات لأن الآليات لا تسمح بذلك.
وأفاد خامنئي أن الانتخابات والمناظرات تمت بطريقة شفافة وصريحة، مضيفا انها كانت في إطار النظام الإسلامي، خلافا لما حاولت وكالات الأنباء تصويره وروجه أعداء الشعب الإيراني بادعائهم أن المنافسة تدور بين أنصار النظام ومعارضيه، بهدف سلب النظام شرعيته وهز ثقة الناس فيه، متهما إطرافا إرهابية بالوقوف وراء المظاهرات الاحتجاجية.
واعتبر المرشد الأعلى للثورة ان من بين المتنافسين من هو أصلح من الآخر، لكنه هو شخصياً لم يعلن عن رأيه للملأ، من أجل إفساح المجال للناخبين للتعبير عن رأيهم بوعي. وقال خامنئي ان نتائج الإنتخابات والنقاشات يجب الا تؤدي إلى أحقاد بين أبناء الشعب، مشيرا الى عيوب حصلت إثناء المناظرات العامة ،ووصفها بغير الموضوعية وتخلو من المنطق العقلاني وغلبت عليها العصبية والتوتر والعاطفية والتطرف. الأمر الذي أدى إلى القلق والتأزم.
وشكك مرشد الثورة بادعاءات أنصار المرشح الخاسر مير حسين موسوي القائلة بحصول تزوير وأكد أن الجمهورية الإسلامية لا تسمح بخيانة الأصوات أو تزويرها، متسائلا كيف يمكن التلاعب ب 11 مليون صوتا، مضيفا انه إذا كان هناك إي تشكيك فيجب ان يحل ضمن الإطار القانوني والدستوري، مفيدا بانه على الرغم من ذلك الأمر فقد سمح باعادةفرز بعض صناديق الاقتراع .
من جهة أخرى أثنى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية باقبال الشعب الإيراني على الإنتخابات، معتبرا انه "يعني شعور هذا الشعب بالمسؤولية في إدارة البلاد. كما انه يعني ان الالتزام السياسي مازال حيا في جيل الشباب الإيراني الجديد. وهذا هو تجسيد للديمقراطية الدينية وترسيخ لمفهوم حكم الشعب، الذي يعد طريقا لمواجهة الأنظمة الدكتاتورية المستبدة من جهة والديمقراطيات البعيدة عن المعنوية والدين من جهة أخرى".
واتهم خامنئي بعض الدول الغربية وأمريكا بركوب موجة الاحتجاجات بغية الإساءة للنظام الإسلامي وخص بهذا الصدد بريطانيا التي اعتبر أنها خرقت الأعراف الدبلوماسية ، معبرة عن ضغينة ضد الشعب.