صعدت كوريا الشمالية أمس من تهديداتها بشأن برنامجها النووي المثير للجدل ولوحت باستخدام الأسلحة النووية حال تعرضها للاستفزاز ، فيما تستمر محادثات تشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية ، لكن دون قرار . وفي تعليق نشرته صحيفة "مينجو تشوسون" اليومية الرسمية في كوريا الشمالية أمس ، أثارت بيونج يانج التوتر مجددا فيما اعتبر على نطاق واسع على أنه محاولة لتفادي العقوبات الدولية في أعقاب التجربة النووية التي أجرتها في 25 أيار الماضي.
وجاء في التعليق أن الردع النووي لدى كوريا الشمالية" إجراء دفاعي قوي لضمان السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية والمناطق القريبة" مضيفا أن"انه (السلاح النووي) سيكون أداة لشن هجمات بلا هوادة ضد الذين يتعدون ، ولو بشكل طفيف ، على سيادتنا".
واعتبر مراقبون في كوريا الجنوبية أن التعليق يمثل رسالة تذكير بتهديدات بيونج يانج لاتخاذ"إجراءات دفاعية" في حال أقر المجتمع الدولي عقوبات على تلك الدولة الشيوعية.
وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية "يونهاب" ان تلك هي المرة الأولى التي تهدد فيها كوريا الشمالية باستخدام ترسانتها النووية لشن هجمات عسكرية.
من ناحية ثانية ، أفادت وكالة انترفاكس الروسية للأنباء بأن مصدرا بوزارة الخارجية الروسية قال إن هناك مؤشرات على أن كوريا الشمالية تستعد لإطلاق صواريخ جديدة. ونسب إلى المصدر الذي لم تسمه الوكالة القول "المعلومات الواردة إلينا مفادها أن هناك مؤشرات على استعدادات لإطلاق صواريخ عابرة للقارات. في إطار متصل ، يشهد مجلس الأمن الدولي مناقشات تهدف لاستصدار قرار يقضي بتشديد العقوبات ضد كوريا الشمالية.
وقال عضو وفد كوريا الجنوبية في المحادثات الدولية بشأن البرنامج النووي لكوريا الجنوبية إن مجلس الأمن يوشك أن يتوصل إلى اتفاق ، وتوقع أن يكون ذلك اليوم أو غدا.
و أجرت الولاياتالمتحدة محادثات الاثنين مع شركائها في فريق التفاوض بشأن الملف النووي لكوريا الشمالية غير أن محادثاتهم لم تسفر عن قرارات فورية. يذكر أن مسألة اعتراض الشحنات الجوية والبحرية التي قد تحتوي على مواد نووية أو أسلحة غير شرعية تخضع للدراسة من جانب مجلس الأمن الدولي منذ 2006 إثر قيام البلاد بإجراء أول تفجير نووي .
وتأتي هذه المناقشات في ظل تصاعد التوتر بين واشنطن وكوريا الشمالية عقب قيام حكومة بيونج يانج بمعاقبة صحفيتين أمريكتين بالسجن لمدة 12 عاما مع الأشغال الشاقة.
وقالت صحيفة ذا تايمز إن فريق الأمن القومي باراك أوباما خلص إلى نتيجة مفادها أن كوريا الشمالية لن تتخلى أبدا عن طموحاتها النووية وأنها تريد الاعتراف بها كدولة نووية. هذا الاعتقاد سيجبر واشنطن على انتهاج موقف أكثر تشددا في التعامل مع النظام الشيوعي في بيونج يانج.
كما نقلت الصحيفة عن مسئول أمريكي قوله "هذا يؤدي إلى تغيير كامل في كيفية التعامل معهم".
وأضاف أن أوباما ليس لديه أي نية في عرض حوافز جديدة على كوريا الشمالية وهو ما يعد تراجعا عن السياسات التي انتهجتها الإدارات الأمريكية السابقة.