أعلنت إسرائيل أنها أتمت انسحابها من قطاع غزة، بينما أستأنفت حكومة حماس أعمالها في القطاع قائلة إنها تواصل حملتها لمطاردة من وصفتهم بالعملاء. وأعلن جيش الاحتلال أنه أتم انسحابه من قطاع غزة صباح الأربعاء وإعادة انتشاره خارج حدود القطاع، في حين ذكرت مصادر الجزيرة أن الزوارق الحربية الإسرائيلية أطلقت عشرات القذائف وواصل الطيران تحليقه فوق غزة. الانسحاب الإسرائيلي وقال الناطق باسم الجيش المنسحب إنه "بحلول صباح الاربعاء غادر آخر جنود من قوات الدفاع الإسرائيلية قطاع غزة، وانتشرت القوات خارج غزة وهي مستعدة لأي أحداث". وعلق المتحدث باسم حماس فوزي برهوم على إعلان الإسرائيليين إتمام انسحابهم بالقول إن ذلك "ليس كافيا لحل الأزمة" داعيا إلى رفع الحصار المفروض على القطاع وفتح كل المعابر. وأفاد مراسل الجزيرة بغزة أن الجيش الإسرائيلي أعاد انتشار قواته بالقطاع، لكنه لوحظ استمرار إطلاق النار من قبل الزوارق الحربية في ساحل شمال القطاع كما استمر التحليق المكثف فوق غزة. وأوضح الناطق باسم الداخلية بغزة إيهاب الغصين أن الأوامر أعطيت للأجهزة الأمنية بمواصلة متابعة الطابور الخامس (العملاء) وضربهم بكل قوة. وأضاف أنه تم اعتقال العشرات "من العملاء الذين حاولوا ضرب المقاومة وإعطاء معلومات للاحتلال عن المقاومين". في غضون ذلك قالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إنها المعنية بهذه الحملة، لكن تصريحات الحكومة في غزة لم تشر إلى فتح بشكل محدد. وأصدرت فتح بيانا بعد انتهاء الحرب التي دامت 22 يوما قالت فيه إن أجهزة الأمن في غزة شنت حملة ضد أعضائها شملت "إطلاق الرصاص على أقدام (أبناء فتح) وارتكاب جرائم إعدام وحشية ورميهم بين الأنقاض والدمار" الذي خلفه الاحتلال في قطاع غزة. وناشد البيان السلطة الفلسطينية التي يرأسها محمود عباس بالتدخل, في حين نفى الغصين من غزة هذه التصريحات قائلا إن الأجهزة الأمنية بدأت في تعقب المشتبه في تعاونهم مع إسرائيل. في هذه الأثناء أعلنت حكومة حماس أن كثيرا من الموظفين عادوا للعمل بوزارات نجت من القصف بينها وزارة التعليم، بينما انتشرت عناصر الشرطة بالشوارع وقامت بتنظيم المرور وحراسة المباني الحكومية. من جهة أخرى، قالت مصادر عسكرية إسرائيلية إن تحقيقا فتح داخل الجيش بشأن استخدامه القنابل الفسفورية ضد غزة بصورة مخالفة للقوانين الدولية. وأضافت المصادر أن هناك أدلة على استخدام إحدى وحدات الاحتياط تلك القنابل بحادثتين كانت إحداها ضد مدرسة تابعة للأونروا مما أدى لمقتل أكثر من أربعين فلسطينيا. وفي حادثة أخرى, أصابت ضابطين إسرائيليين خطأ.. وكانت إسرائيل ادعت أن استخدام القنابل الفسفورية تم بصورة لا تخالف القانون الدولي. هذا وتواصل الطواقم الطبية وهيئات الإغاثة في غزة إزالة الأنقاض ورفع جثث الشهداء الذين قتلوا في الحرب. كما لا تزال عائلات كثيرة تبحث عن أبنائها المفقودين. المعابر من جهة أخرى أعلنت إسرائيل أنها قررت فتح معبري المنطار وكرم أبو سالم لإدخال الإمدادات الإنسانية إلى القطاع. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مائتي شاحنة محملة بالأغذية والأدوية دخلت لأول مرة القطاع منذ بدء الحرب، وأشارت إلى أنه سيعاد أيضا فتح معبر ناحل عوز (الشجاعية) لإدخال الوقود ومشتقاته للقطاع.