أقر الرئيس حسني مبارك بوجود أنشطة للمخابرات الصهيونية في سيناء، وتتصل برجال القبائل هناك. كما أشار إلي دور تلعبه المخابرات الإسرائيلية في العراق. وأجرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، حواراً مطولاً مع مبارك، وسألته الصحفية الإسرائيلية سميدار بيري: هل تنصحون الإسرائيليين بالتريث الآن قبل السفر إلي سيناء؟ فرد مبارك بدوره متسائلا: «هم عاوزين يروحوا فين في سيناء؟ عاوزين يقعدوا مع القبائل ويعملوا شغل مخابرات ولا سياحة؟.. فردت الصحفية الإسرائيلية: «لا.. إنهم يريدون الجلوس علي الشواطيء»، فقال مبارك «علي الشواطئ؟! الشواطئ آمنة، ولو ذهبوا إلي الشواطئ لن يحدث لهم أي ضرر، لكن يشتغلوا شغل مخابرات هتبقي مصيبة». وتابع الرئيس: «أنا باشوفهم في جنوبسيناء، مش أنتم بتقولوا لهم ماتروحوش؟ بييجوا سيناء وجايين في طيارات شارتر من برة، أردنية أو ألمانية، وهذا أمر عادي». واستطرد مبارك قائلا: «وفي سيناء مش هيكون أكثر من اللي بيجري لكم في العراق، عندكم إسرائيليون في العراق كثير، الخطورة في العراق أكثر ولا في سيناء؟». وحين سألته الصحفية الإسرائيلية عما يفعله الإسرائيليون في العراق، رد الرئيس: أنتي بتسأليني؟ الإسرائيلي اللي عنده باسبور أمريكاني يقدر يدخل أغلب البلاد، بتسأليني السؤال ده؟ صعب أني أجاوب عنه». وعندما سئل: «هل تعرف سيادة الرئيس ماذا يفكر الإسرائيليون فيكم عندما يسمع الإسرائيلي اسم الرئيس حسني مبارك، ماذا يخطر في باله؟ قال الرئيس: يخطر في باله السلام والسلام.. والسلام فأنا رجل يحب السلام. أنا رجل حارب من أجل السلام ولا أميل للحرب إطلاقاً. إنما الحرب كانت مفروضة علينا لنحرر أرضنا، أما والأرض قد حررت فلابد أن نحل أي قضية بسلام. وعما إذا كان فوز بنيامين نتنياهو، زعيم حزب الليكود الإسرائيلي سيعقد الأمور مع مصر قال الرئيس مبارك: «يجي نتنياهو.. يجي أي حد غيره، محدش حياخد مننا حاجة». من ناحية أخري قال السفير حسام زكي، المتحدث باسم وزارة الخارجية للإذاعة الإسرائيلية إن النائب الإسرائيلي المتشدد أفيجدور ليبرمان الذي شتم الرئيس المصري حسني مبارك «قليل الأدب»، وقال للقسم العربي للإذاعة: «كنا نعتقد أن ليبرمان شخص عنصري فقط، لكننا نري أنه قليل التهذيب أيضا». وكان ليبرمان الذي يتزعم حزب «إسرائيل بيتنا» القومي المتطرف ويضم 11 نائباً من أصل 120 في البرلمان، انتقد بشدة الرئيس المصري لأنه لم يزر إسرائيل، وقال: «إذا لم يشأ مبارك زيارة إسرائيل فليذهب إلي الجحيم»، واضطر الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز إثر ذلك إلي الاتصال بالرئيس مبارك ليقدم له اعتذاراته وفق ما جاء في بيان من مكتبه. وقال في البيان إن «دولة إسرائيل تبدي أكبر احترام للرئيس مبارك وبلاده ونأسف جميعاً لذلك بشدة».