طالبت صحفية إسرائيلية وسائل الإعلام الأمريكية والإسرائيلية، بالتوقف عن الاهتمام غير العادي بصحة الرئيس حسني مبارك، معتبرة أن هذا يؤرق القاهرة ويزعجها، كما أنه من غير المنطقي ترويج إشاعات عن صحة الرئيس بينما لا يزال حياً. وقالت سمادار بيري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إنه ينبغي على الذين يروجون لإشاعات أن الرئيس صحته معتلة، أو مصاب بمرض ما، أو أن صوره المنشورة تعود لزيارات سابقة، أن يعرفوا أن القانون المصري لا يسمح بمناقشة صحة الرئيس، ويهدد مروجي الإشاعات بالحبس، كما حدث منذ سنتين مع رئيس تحرير صحيفة الدستور إبراهيم عيسى، ووصفت بيري الجو العام في مصر أنه لا يسمح بالشفافية، فسواء كان الرئيس مريض بالفعل أو بصحة مستقرة، لن يستطيع أي مواطن مصري أن يعرف الحقيقة، والفضل يعود لجوقة المسئولين المحيطين بالرئيس، فهم يحرصون على أن يسير كل شيء بسرية تامة. وتساءلت كيف تكون صحيفة "السفير اللبنانية"، هي أول من يعلم بتدهور صحة الرئيس، وقد كان الأولى بالصحف المصرية، حتى المعارضة منها أن تعلم أولا، لا من خلال الصحف الناطقة بصوت سوريا!، وترى بيري أن سيناريو "ما بعد مبارك" غالبا تم بالفعل التخطيط له وترتيبه بالتفصيل، وذلك واضح جدا في دولة تحكمها المؤسسات كمصر، والمعروف أن أكثر المؤسسات ذات النفوذ في مصر هي المؤسسة السياسية التابعة للحزب الحاكم، والجيش، والمخابرات، ومجتمع رجال الأعمال ذوي السلطة الذين يدعمونها، وفي الأغلب يعرف كل منهم دوره بالضبط عند تواتر أي أنباء حول فراغ السلطة السياسية في مصر. ووصفت الكاتبة اهتمام الغرب بصحة مبارك بأنه مبالغ فيه جدا، وهذا يزعج السلطات المصرية، خاصة وأن تسريب وثائق معينة وخطاب الحاخام عوفاديا يوسف الذي كان سيرسله لمبارك جعل المصريين يشعرون أن جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" لديه آخر المستجدات التي لا يعلمون هم عنها شيئا، وهذا ليس حقيقيا. وطالبت بيري الصحافة الإسرائيلية بعدم التكهن بصحة مبارك، وعدم ترويج إشاعات من شأنها الإضرار بالاقتصاد المصري، والإضرار بالمصالح الإسرائيلية المصرية.