ذكرت البي بي سي أن وزير العدل التركي بكير بوزداج صرح أمس الخميس إن الحكومة لا تسعى لأي تفويض جديد لشن عملية عسكرية داخل العراق ولكنها تبذل قصارى جهدها لضمان إطلاق سراح 80 من مواطنيها المحتجزين في مدينة الموصل العراقية. وكان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) احتجز 49 موظفا يعملون في القنصلية التركية في الموصل أول أمس الأربعاء، بعد أن احتجز الثلاثاء الماضى ، 31 سائقا تركيا. وقال وزير الداخلية التركي إفكان علاء إن موظفي القنصلية في حالة صحية جيدة. وعبر للصحفيين عن أمله في أن ينتهي الوضع بطريقة إيجابية بالنسبة إلى تركيا. وكانت تركيا قد حذرت أول أمس الأربعاء برد فعل شديد إن تعرض أي من المحتجزين الأتراك لأي أذى. وينقضي أجل التفويض البرلماني الذي يسمح لتركيا بشن عمليات عسكرية عبر الحدود في العراق في أكتوبر. وكان التفويض يهدف إلى تمكين أنقرة من شن هجمات على قواعد مقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق. وكان سفراء الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي عقدوا اجتماعا طارئا مساء الأربعاء بناء على طلب تركيا لبحث الوضع في شمال العراق، حيث سيطر إسلاميون على قطاعات من الأراضي واحتجزوا رهائن. وقال مسؤول بالحلف "أطلعت تركيا الحلفاء الآخرين على الوضع في الموصل (المدينةالعراقية) واحتجاز مواطنين أتراك بينهم القنصل العام رهائن". وقال إن الاجتماع عقد لأغراض الإطلاع على المعلومات وليس بموجب المادة الرابعة من معاهدة تأسيس الحلف والتي تسمح لاي عضو بطلب التشاور مع الحلفاء عندما يشعر بتهديد لسلامته الإقليمية. وأضاف المسؤول "يواصل الأعضاء متابعة الأحداث عن كثب بقلق بالغ". وأدان مجلس الأمن الدولي الأربعاء الهجمات التي يشنها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، وقال إن الأوضاع الإنسانية في المناطق المحيطة بالموصل، حيث نزح أكثر من نصف مليون من سكان المدينة، "مزرية وتزداد سوءا باستمرار". ودعا بان كي مون الأمين العام للمنظمة الدولية المجتمع الدولي "للتوحد في التعبير عن التضامن مع العراق فيما يواجهه من تحد أمني خطير". وعبر مجلس الأمن عن "قلقه البالغ إزاء مئات الآلاف الذين اضطروا للنزوح من مساكنهم" في الموصل. وكان ممثل منظمة اليونيسيف في العراق مارزيو بابيل قد قال "إن الوضع جد خطير، ويزداد سوءا باستمرار. ودعت إيران، وهي حليف قوي لحكومة المالكي، إلى إجراء دولي لمواجهة الجهاديين، ومنهم مسلحو داعش، الذين يسعون أيضا إلى الإطاحة بحكم الرئيس السوري بشار الأسد. وقال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ إن القتال في العراق مثال على كيفية تقويض الصراع الدائر في سوريا حاليا لاستقرار الدول المجاورة. وقد تعهدت الولاياتالمتحدة الأربعاء بتقديم مساعدة عسكرية للعراق لمحاولة وقف هجوم مقاتلي "الدولة الإسلامية في العراق والشام" الذين تفوقوا على الجيش الذي دربته واشنطن وقدمت له التجهيزات، بعد عامين ونصف العام على انسحابها العسكري من البلاد. لكن واشنطن استبعدت إرسال جنود إلى العراق، بالرغم من التقدم السريع للجهاديين الذين سيطروا على مناطق واسعة من شمال العراق ووسطه وباتوا يتقدمون في اتجاه بغداد. كما لفتت الخارجية الأميركية إلى أنها لم تفاجأ بالهجوم، مذكرة بأنها أعربت منذ أشهر عن "قلقها" إزاء "التهديد الإرهابي" الذي يشكله هؤلاء المقاتلون على كل المنطقة. كما رفضت الحديث عن أي فشل لسياسة الغرب في العراق، منذ أكثر من عقد. وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني في بيان أن "الولاياتالمتحدة ستدعم القادة العراقيين من جميع الأطراف السياسية في سعيهم لتحقيق الوحدة الوطنية الضرورية للانتصار في المعركة ضد الدولة الإسلامية في العراق والشام". ولدى سؤال احد الدبلوماسيين الاميركيين حول ماهية المساعدة، اشار الى "المزيد من الاسلحة". وتدرس الادارة الاميركية خيارات عدة لمساعدة العراق ومنها امكانية شن ضربات بطائرات بدون طيار، بحسب المسؤول الذي رفض الكشف عن هويته. ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قوله الخميس إن موسكو قلقة بشأن الاضطرابات التي تهدد وحدة أراضي العراق. وقال لافروف "نشعر بقلق إزاء ما يحدث في العراق ... وحدة أراضي العراق على المحك.