قال المسئول السياسي الكبير في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود الزهار: إن اتفاق المصالحة الفلسطينية لن يؤدي إلى اعتراف حماس بحق إسرائيل في الوجود ولا إلى خضوع أي مسلحين في غزة لسيطرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال الزهار لرويترز: إن حماس التي تدير شئون قطاع غزة في انتظار أن يشكل عباس حكومة وحدة وطنية لكنه أضاف أن الرئيس الفلسطيني يتمهل في ذلك لمحاولة التغلب على معارضة الولاياتالمتحدة وإسرائيل. وأعلنت حماس ومنظمة التحرير الفلسطينية بشكل مفاجيء الأسبوع الماضي البدء في تنفيذ اتفاق للمصالحة يشمل تشكيل حكومة توافق وطني خلال خمسة أسابيع. وأغضب الاتفاق إسرائيل التي ألغت على وجه السرعة جلسة محادثات ترعاها الولاياتالمتحدة بين الفلسطينيين وإسرائيل كانت مقررة في القدس وقالت انها لن تتفاوض مع أي إدارة تدعمها حماس. وقال الزهار أحد أكثر الأصوات تأثيرا داخل حماس أن عباس قرر السعي للمصالحة لأن المفاوضات التي ترعاها الولاياتالمتحدة لن تؤدي إلى نتيجة وتوقع أن يستغرق الرئيس الفلسطيني وقتا في محاولة تشكيل حكومة "تكنوقراط" مضيفا أن عباس يواجه ضغطا وأن حماس التي سلمته قوائم بأسماء وزراء محتملين سوف تنتظر. ورأى الزهار أن عباس يستخدم اتفاق المصالحة للضغط على اسرائيل لكنه في ذات الوقت قلق إزاء تهديد الولاياتالمتحدة بتعليق مساعدات قيمتها مئات ملايين الدولارات. وفي مسعى لطمأنة حلفاء غربيين قال عباس إن الحكومة الجديدة ستعترف باسرائيل وتلتزم بالمعاهدات السابقة. ولكن الزهار نفى ذلك، ووصفه بأنه لفتة جوفاء قائلا إن الوزراء سيكونون أكاديميين ليست لهم سلطات سياسية. وأضاف الزهار الذي شارك في مفاوضات الاتفاق على المصالحة "عمليا لن يغير (الاتفاق) الوضع. سواء.. قبل النظام أم لم يقبل. لا سلطة لهم (الوزراء الجدد) لوضع سياسة جديدة لأنها كما قلت لكم حكومة انتقالية." وقال زعماء حماس فيما مضى أن الحركة يمكن أن تعيش بسلام إلى جانب اسرائيل إذا قامت دولة فلسطينية في كل الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967 على الرغم من ان ميثاق تأسيس حماس في عام 1988 يدعو لتدمير إسرائيل واستعادة كل فلسطين. لكن حماس تواصل القول إنها لن تعترف رسميا باسرائيل. وأوضح الزهار أن حماس ستظل المسؤولة عن قواتها الخاصة بغض النظر عن الاتفاق الأخير أو عمن سيفوز في الانتخابات العامة المقررة في وقت لاحق من العام الجاري. وأضاف بينما كان جالسا بحوار صورة لأحد أبنيه اللذين لاقيا حتفهما في هجومين اسرائيليين "لن يُمس أحد من المستوى الأمني. لن يمُس أحد من الجماعات المسلحة سواء من حماس أو منظمات أخرى. لذلك وكما قلت لكم فلأن هذه حكومة انتقالية فلن تملك القوة ولا السلطة ولقد وقعنا لنحمي كل الطرق وكل الآليات ولنساعد الشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي المتواصل." وقال الزهار إن الانقسامات في مصر "كارثة" للمنطقة. وأقر بأن العلاقات التي كانت وطيدة مع إيران لم تتعاف بالكامل بعد أن رفضت حماس مساندة الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب الأهلية ببلده. وأضاف "علاقتنا مع إيران بالغة الأهمية. نتطلع إلى تقوية تلك العلاقة لأنهم يدعمون القضية الفلسطينية بدون مقابل.. لا يضعون أي شرط مسبق.. لا يطلبون أي توجه سياسي. ولهذا السبب نحن تقدر دور ايران في مساندة القضية الفلسطينية ولنا تجربة شخصية وحكومية (تبين) أن إيران تؤيد القضية الفلسطينية بلا مقابل.. بلا شروط سابقة" رافضا الحديث عن تفاصيل التمويل الإيراني لحماس. وقال بعض المحللين السياسيين إن المشكلات التي تواجهها حماس على المستوى الدولي شجعتها على إحياء اتفاق المصالحة مع فتح لكن الزهار قال ان عباس فعل ذلك لأن محادثات السلام مع اسرائيل لم تحقق أي نتائج.