شهدت العاصمة الماليزية كوالالمبور أمس مظاهرات واسعة تطالب الحكومة بالعدول عن رفع أسعار الوقود، أو الاستقالة في أكبر احتجاج مناهض للائتلاف الذي يتزعمه عبدالله أحمد بدوي حتي الآن. وقال رئيس الوزراء الماليزي أمس إنه توصل لاتفاق مع نائبه نجيب رزاق بشأن موعد انتقال السلطة. ويواجه بدوي غضباً شعبياً متزايداً منذ أمر بزيادة حادة في أسعار الوقود بما يتماشي مع ارتفاع أسعار النفط العالمية، التي بلغت الأسبوع الماضي مستوي قياسياً مسجلة 139 دولاراً للبرميل. ومن شأن هذا الإجراء أن يرفع معدل التضخم في ماليزيا إلي 2.4% عام 2008 مسجلاً أعلي معدل منذ عشرة أعوام. وفي محاولة لتهدئة الغضب العام، قال عبدالله إنه لن تكون هناك زيادات أخري لأسعار الوقود هذا العام، وأعلن عن خفض علاوات الوزراء في إطار إجراءات للحد من نفقات الحكومة. وارتفعت أسعار البنزين بنسبة 41 % ووقود الديزل بنسبة 63 % . وهتف المحتجون «يسقط رئيس الوزراء.. يحيا الشعب» بينما كانوا يغادرون مسجداً في منطقة شعبية في كوالالمبور متجهين إلي برجي شركة بتروناس بوسط المدينة للتعبير عن غضبهم من عملاق الطاقة الحكومي. ووقف مئات من الشرطة مسلحين بجميع المعدات المستخدمة في مكافحة الشغب، بينما حلقت طائرة هليكوبتر فوق المكان علي نحو يعكس قلق الحكومة من اتساع نطاق الاحتجاجات. وهناك قيود صارمة علي التجمعات العامة في ماليزيا لكن المعارضة تقول إن الشعب يريد أن ينفس عن غضبه. وانضمت ماليزيا إلي الهند وإندونيسيا وتايوان وسريلانكا في رفع أسعار الوقود الأسبوع الماضي مما أثار سخطاً عاماً في ماليزيا المنتجة للنفط. وتسبب ارتفاع أسعار الوقود العالمية في إضراب سائقي الشاحنات من تايلاند إلي إسبانيا. يذكر أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء كشف أن معدلات التضخم في مصر وصل إلي أكثر من 21 % خلال مايو الماضي