فيما يمثِّل استجابةً للضغوط الصهيونية تعهَّد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لوزيرة الخارجية الصهيونية تسيبي ليفني بأن تعترف حكومةُ الوحدة الوطنية الفلسطينية المقبلةُ بالكيان الصهيوني، وذلك خلال اجتماع لهما أمس الثلاثاء 19/9/2006م على هامش أعمال الجمعية العمومية التي بدأت اليوم في نيويورك. وتتناقض تلك التصريحات مع وثيقة الوفاق الوطني المعروفة ب"وثيقة الأسرى" التي تم على أساسها الاتفاق بين حركتَي المقاومة الإسلامية حماس وفتح وسائر فصائل المقاومة الفلسطينية لتشكيل حكومة الوحدة؛ حيث إنَّ الوثيقةَ لا تُلزم الحكومة الفلسطينية بالاعتراف بالكيان الصهيوني ولا بالاتفاقات الموقَّعة معه، وهو ما كان رئيس الحكومة الفسطينية إسماعيل هنية- الذي سيقود الحكومة القادمة- قد أكد عليه، مشيرًا إلى أن الحكومة ستتعامل مع الاتفاقات بما يحقق مصالح الفلسطينيين دون أن يعني ذلك الاعتراف بها.
ويُشار في هذا السياق إلى أن القنصل الأمريكي في مدينة القدسالمحتلة جيكوب والس كان قد طلب من رئيس السلطة الفلسطينية أن يجمِّد الاتفاق مع حركة حماس على تشكيل حكومة الوحدة أو يضغط على الحركة للاعتراف بالكيان الصهيوني، وذلك كشرطٍ لعدم استمرار الحصار المفروض على الحكومة الحالية، وذلك بعد تشكيل الحكومة القادمة؛ ما يُلقي بالشكوك حول إمكانية أن تكون تصريحات عباس استجابةً لضغوط القنصل الأمريكي.
ويفرض الصهاينة والأوروبيون والأمريكيون والأمم المتحدة حصارًا ماليًّا وسياسيًّا على الحكومة الفلسطينية الحالية؛ للضغط على حماس- التي تقود الحكومة- للاعتراف بالكيان الصهيوني وبالاتفاقات الموقَّعة معه، إلا أن الحركة ترفض ذلك، مطالِبةً الصهاينة بالاعتراف بالحقوق الفلسطينية.
وعلى الرغم من حساسية الأوضاع الفلسطينية جرَّاء ذلك الحصار، إلا أن بعض العناصر تستمر في محاولة ضرب الاستقرار الفلسطيني لخدمة المصالح الصهيونية؛ حيث نقلت وكالة (رويترز) عن شهود قولهم إن مسلَّحين اقتحموا مكتب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" اليوم، وضربوا مراسلاً وحطَّموا جهاز كمبيوتر ودمَّروا معداتٍ أخرى في مكتب الوكالة في بلدة خان يونس جنوب قطاع غزة، وبينما لم تعلن أية جهة المسئولية عن الهجوم اتَّهم المسلَّحون المنفِّذون للهجوم وكالةَ الأنباء الفلسطينية بتقديم تغطية إعلامية منحازة، فيما لم تنسب الوكالةُ المسئوليةَ عن الهجوم إلى أية جماعة فلسطينية.
من جهةٍ أخرى وقع مساء اليوم الثلاثاء انفجارٌ بمدينة تل أبيب، ونقلت وكالة (أسوشيتدبرس) عن المتحدث باسم الشرطة الصهيونية ميكي روزنفيلد قوله إن الانفجار يبدو متعلقًا بأسباب جنائية ولا علاقةَ له بأعمال وصفها بأنها "إرهابية"، مشيرًا إلى أنه تم اعتقال شخصين كانا يحاولان الابتعادَ بسيارتِهما عن مكان الانفجار، بينما أشارت جريدةُ (هاآرتس) الصهيونية في موقعها الإليكتروني إلى عدم وقوع إصابات جرَّاء الانفجار.