نتيجة للضغوط الشديدة التي مارستها مختلف القوى السياسية في الكيان الصهيوني لتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الهزيمة التي منيت بها الدولة العبرية في حرب لبنان، وافقت الحكومة اليوم الأحد على تشكيل لجنة تحقيق رافضة مطالب محاربين قدماء بإجراء تحقيق مستقل، وتعرض رئيس الوزراء الصهيوني أيهود أولمرت لانتقادات قيل فيها أنه شن حملة بلبنان لم يستعد لها جيدا ولم تؤد إلى القضاء على حزب الله بعد أن أسرت الجماعة جنديين صهيونيين وقتلت ثمانية آخرين في 12 يوليو الماضي. وشارك آلاف الصهاينة في احتجاجات للمطالبة بإجراء تحقيق مستقل في الحرب من جانب لجنة خاصة يعين قاض من المحكمة العليا أعضاءها، غير أن أولمرت قال إن مثل هذا التحقيق الذي أدى في حروب صهيونية عربية سابقة إلى استقالة قيادات عليا في البلاد سيهدر الوقت. وبدلا من ذلك وافق 20 عضوا في مجلس الوزراء مقابل رفض اثنين وامتناع عضو عن التصويت على ترشيح أولمرت للقاضي المتقاعد "الياهو فينوجراد" وأربعة أعضاء آخرين للجنة تحقق في كيفية تعامل الزعماء السياسيين والقادة العسكريين مع الحرب. وخارج مكتب رئيس الوزراء تظاهر عشرات من المحاربين القدماء رافعين لافتات تطالب باستقالة أولمرت ووزير الدفاع عمير بيريتس ورئيس أركان الجيش دان حالوتس، وأحضر المحتجون حمارا ورفعوا لافتة كتب عليها "الحمار فقط هو الذي لا يرى أن لجنة "فينوجراد" مجرد إجراء شكلي لتبرئة الساحة. وقالت وزارة الدفاع إن بيريتس زعيم حزب العمل الشريك الرئيسي في الائتلاف الحاكم أيد اللجنة التي عينتها الحكومة. وكان بيريتس يطالب بتحقيق مستقل في الحرب التي قتل فيها 157 صهونيا أغلبهم من الجنود ونحو 1200 في لبنان أغلبهم من المدنيين قبل إعلان الهدنة في 14 أغسطس . وقال في اجتماع لمجلس الوزراء "أمل بشدة أن تنجز اللجنة عملها في المستقبل القريب، في أسرع وقت ممكن، وأن يساعد الكيان الصهيوني في الإعداد بصورة أفضل للتحديات التي تنتظرنا." ويمكن أن يطلب "فينوجراد" بوصفه قاضيا متقاعدا من وزير العدل منح اللجنة نفس السلطات التي يتمتع بها أي تحقيق مستقل مثل إصدار مذكرات استدعاء ومنح الشهود حصانة، والأعضاء الآخرون في لجنة التحقيق هم ضابطا احتياط برتبة جنرال ومحلف وأستاذ جامعي في السياسة العامة.