أقر مسئول العلاقات العامة في السفارة الأمريكية في بغداد فيليب ريكر بأن «الصواريخ تمطر علينا يومياً» في «المنطقة الخضراء»، إلا أنه دعا الدول العربية الى تعزيز وجودها الديبلوماسي في العراق حيث في امكانها التعامل مع أمن بعثاتها في ظل تحسن الوضع الأمني في العراق الى حد كبير. وقال ريكر ل «الحياة» «إن وجودنا (موظفي السفارة) والسفير كروكر وبعثتنا الديبلوماسية دليل على أن المسألة الأمنية يمكن حلها، ولدينا كما تعرف ديبلوماسية ناشطة في العراق، ككثير من الدول الأوروبية والآسيوية. كما أن السفير الايراني وسفارته ناشطان جداً، إلا أن ما ينقص هم الديبلوماسيون العرب. وهذا الأمر لا يتعلق بإضفاء شرعية على العراق بل بمصالح هذه الدول في لعب دور في هذا البلد». وشدد على أن «العراق بلد مؤسس للجامعة العربية ولديه هوية عربية قوية، وهو جزء من العروبة منذ قرون». وشدد على أن العراقيين «يشعرون بهذا النقص وينظرون الى العالم العربي ويتساءلون أين هم؟». وأقر بأن السفارة الأميركية وأعضاء بعثتها ليسوا «محصنين من الاعتداءات، وغادرت للتو بغداد حيث كانت الصواريخ تمطر علينا يومياً. يشكل العيش في بغداد مخاطر معينة، إلا أن في الامكان التعامل معها، وقد أظهرنا ذلك». كما أن الأمن «تحسن في بغداد مقارنة بأيام العنف الطائفي المتفلت الذي أنتج تجارب رهيبة في الحقيقة (في اشارة الى اغتيال السفير المصري وتفجير السفارة الأردنية سابقاً)»، مشيراً الى أن «الديبلوماسية هي عبارة عن تجاوز المحن والتقدم». وتابع أن «الولاياتالمتحدة تقول إننا نتعامل مع هذه المخاطر، وأوضحنا، كما فعلت الحكومة العراقية، لهذه الدول الأخرى أن في الإمكان التعامل مع الأمن. وملك البحرين أقر بذلك وقال إنه سيرسل سفيره الى بغداد». لكن ريكر رفض الدخول «في تفاصيل الترتيبات الأمنية. على المرء تخطي مآسي الماضي والتركيز على الحاضر والمستقبل، وفي مصلحة كل دولة أن تكون حاضرة في هذا البلد لمساعدة العراقيين لأن ذلك مهم للمنطقة بأسرها ولمستقبلها». وكشف أن الإدارة «تخوض نقاشات مع هذه الدول، وأعتقد بأنها ستتطرق إلى مقرات السفارات وتولي أمنها، وهذه مسائل يمكن التعامل معها»، إلا أنه عاد وشدد على أن «المكان الأول للبحث في المسألة الأمنية هو وزارة الخارجية العراقية. وسبق أن أوضحت الحكومة العراقية أنها مستعدة لاتخاذ الخطوات الأمنية اللازمة في هذا الاطار».