قالت مصادر حكومية إن تزايُد هجمات المقاومة على القوات الأمريكية وقواعدها في العراق- وبخاصة "المنطقة الخضراء" وسط بغداد التي كانت تعرف "بالمنطقة الحصينة"- تسبب في انهيار معنويات جنود الاحتلال. فكثيرًا ما كان يتمنى أغلب الجنود قضاء فترات خدمتهم داخل المنطقة الخضراء أملاً بالعودة سالمين إلى ذويهم بعد انقضاء مهمته في العراق أو بأقل الإصابات.إلا أن قذائف المورتر والكاتيوشا التي أصبحت تنهمر على القاعدة جعلتهم يتخلون عن حلمهم، خاصة وأن هذه القصف أسفر عن مقتل زملاء له. فمنذ الازدياد الملحوظ في قتلى الجيش الأمريكي المتواجدين داخل المنطقة الخضراء بواسطة قذائف المورتر والكاتيوشا أصبح للجيش الأمريكي شانًا آخر مع قواعدهم في المدن والمحافظات العراقية الأخرى حيث بات هاجس التحصن بأكياس التراب وحفر الخنادق وتغيير معسكرات المبيت والطعام داخل القاعدة الواحدة التي لا تزيد مساحتها عن 10 كيلو متر مربع في الأسبوع أكثر من مرتين خشية أن تطالها صواريخ "الغضب" التي ما تنفك تنهال عليهم على مدار الساعة. ومن جانبه قال مقدم في شرطة أبو غريب: إن جنود المارينز تنهار معنوياتهم عند سماعهم أنباء سقوط الصواريخ على أكثر قواعدهم أمنًا وتحصينًا وغالبًا ما يشعرون بأن ساعتهم قد اقتربت كون نيران العنف قد أصابت قلب الجيش الأمريكي في العراق. وأوضح المقدم أن المارينز باتوا يفضلون البقاء في مناطق عراقية نائية وأرياف بعيدة عن المدن عن العمل في بغداد أو محيطها بعد ازدياد الهجمات على الجيش الأمريكي. واصفًا ذلك بقوله: "نراهم في الشارع مثل المجانيين يخافون أي شي ومن أي شيء يحذرون حتى من الطفل الخارج من مدرسته والمنطقة الخضراء لديهم بمثابة "البنتاجون" في أمريكا لذا فان استهدافها يضعف معنوياتهم بشكل لا يصدق. وقال أحد جنود المارينز: تخليت عن حلمي السابق في قضاء ما تبقى لي من فترتي العسكرية داخل المنطقة الخضراء وأفضل البقاء في الفلوجة على تلك المنطقة التي أصبحت قبلة للصواريخ والقذائف من مختلف الجماعات والمذاهب العراقية. ويرى "عبد العاني" من غرفة التنسيق الأمريكي العراقي المشترك (GCC) في بغداد أن أكثر ما يصيب المارينز والجيش الأمريكي بصورة عامة بالذعر هو سماعهم دوي الانفجارات داخل المنطقة الخضراء وتمكن المسلحين من معرفة تلك النقطة فبات استهداف الخضراء يمثل لهم بُعدًا معنويًا وليس عسكري فقط ويمكن القول: إن صاروخًا واحدًا يصيب قلب الخضراء يعدل لدى قيادة الجيش الأمريكي في العراق عشرة صواريخ على قاعدة اعتيادية في أي مدينة عراقية.