اعربت مصادر امنية عن مخاوف متنامية من عودة تنظيم القاعدة الى العراق في ظل تزايد الهجمات الدموية بالبلاد بينما يقترب موعد انسحاب قوات الاحتلال الأمريكية من العراق بنهاية أغسطس الحالي. ويتصاعد الغليان في محافظة الأنبار التي كانت حتى عام 2008 أبرز المحافظات العراقية من حيث التوتر الأمني. وبعد أن كانت القوات الأمريكية قد أزالت في 2008 الكتل الاسمنتية التي وضعتها عام 2006 للحد من نشاطات الجماعات المقاومة، عادت السلطات الأمنية إلى وضعها من جديد في العديد من الشوارع والتقاطعات ما تسبب في حالة من الزحام المروري الشديد بشوارع مدن الفلوجة والرمادي.
واعلنت المصادر امس مقتل ستة اشخاص في هجمات متفرقة بينها اغتيال ثلاثة اشخاص من قبل عناصر ما يسمى ب"دولة العراق الاسلامية" التابعة لتنظيم القاعدة في محافظة ديالى شمال شرق بغداد. كما تعرضت السفارة الامريكية لقصف بكاتيوشا لم يسفر عن اصابات.
وكان العراق شهد امس الاول مجزرة دموية اودت بعشرات القتلى من المجندين، ما اعتبره مراقبون دليلا اخر على حالة من الانهيار الامني تنذر بمزيد من الهجمات بعد خروج المارينز.
وقال الرائد محمد الكرخي من شرطة ديالى ان "عناصر في دولة العراق الاسلامية، اغتالوا ثلاثة اشخاص امام منازلهم بعد منتصف ليلة الثلاثاء".
واوضح ان "الارهابيين اخرجوا ثلاثة اشخاص امام منازلهم واغتالوهم باسلحة كاتمة للصوت، كلا على حدة، والقوا على كل جثة منشورا يقول "هذا مصير المتعاون مع القوات الامريكية والقوات الامنية العراقية". واضاف ان المنشور 'يحمل امضاء دولة العراق الاسلامية".
واشار الى ان منازل الضحايا الثلاثة تقع في قرية ربيعة (غالبية شيعية) في ناحية السعدية (120 كلم شمال شرق بغداد)، في ديالى التي تعد من المحافظات الاكثر توترا في العراق.
وفي تكريت اعلن عقيد في الشرطة فضل عدم كشف اسمه "مقتل شخصين احدهما شرطي واصابة اثنين آخرين بجروح في انفجار عبوة ناسفة".
كما اصيب عشرة اشخاص بينهم اثنان من الشرطة في انفجار عبوتين ناسفتين استهدفتا دورية للشرطة في منطقة الكسرة الواقعة في الاعظمية (شمال)، وفقا لمصدر في الشرطة.
من جهة اخرى أفاد مصدر مسئول في الشرطة العراقية، بأن صاروخا من نوع كاتيوشا سقط قرب السفارة الأمريكية الواقعة في المنطقة الخضراء وسط بغداد، فيما أطلقت صفارات الإنذار داخل المنطقة وحلقت الطائرات المروحية في محيط المنطقة.
وقال المصدر، إن "صاروخا من نوع كاتيوشا سقط، بعد ظهر اليوم، بالقرب من السفارة الأمريكية داخل المنطقة الخضراء، وسط بغداد"، مبينا أن "الخسائر التي خلفها الصاروخ لم تعرف حتى الآن بسبب الطوق الذي فرضته القوات الأمريكية حول مكان سقوط الصاروخ".
الى ذلك، عاد وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي جرحى ضحايا التفجير الانتحاري الذي استهدف الثلاثاء مركزا لتجنيد المتطوعين في الجيش العراقي في العاصمة واسفر عن مقتل ستين شخصا على الاقل واصابة اكثر من مئة بجروح.
وقال العبيدي في مستشفى مدينة الطب ببغداد ان "القائد العام للقوات المسلحة قرر احتساب الشهداء من المتطوعين جنودا قتلوا في الميدان، وسيحصلون على كافة حقوق شهداء القوات المسلحة". واضاف ان "جميع الجرحى سوف يقبلون في صفوف القوات المسلحة".