أنشئت في إسبانيا أول هيئة لحماية حقوق المسلمين في البلاد فيما يتعلق باستهلاك المواد الغذائية التي تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي، بحيث لا تتوفر على كحوليات أو لحوم الخنزير، فضلا عن التأكد من أن اللحوم الموجهة للمسلمين يتم ذبحها وفق الشريعة الإسلامية. الهيئة التي أطلق عليها اسم "لافيدا حلال" (الحياة الحلال) ويوجد مقرها في مدينة قرطبة (جنوب)، لها أيضا فروع وممثلون في عدد من المدن الإسبانية الكبرى مثل العاصمة مدريد وبرشلونة، ولها موقع على شبكة الإنترنت. ويقول بعض مسئولي الهيئة، وأغلبهم إسبان اعتنقوا الإسلام، ستعمل "لافيدا حلال" التي أنشئت قبل نحو أسبوع على ضبط وتصنيف المنتجات الغذائية، التي لا يتعارض استهلاكها مع تعاليم القرآن، بحسب ما ذكرت صحف إسبانية الخميس. وقالت كاميلا طوبي، رئيسة الهيئة، إنه سيتم تصنيف وضبط المواد الغذائية والاستهلاكية التي لا تتوفر على كحول أو لحم الخنزير ومشتقاته، وستشدد إجراءات المراقبة فيما يخص ذبح المواشي الموجهة للمسلمين، وفق الشريعة الإسلامية. وأضافت طوبي أن الهيئة ستعتمد في عملها على الاتفاقية التي وقعتها الهيئات والمؤسسات الإسلامية مع الحكومة الإسبانية، والتي تتعلق بحق المسلمين في استهلاك لحوم ومنتجات غذائية لا تتعارض مع تعاليم الدين الإسلامي. وتقرر أن تمنح هيئة "الحياة الحلال" شهادات خاصة للشركات المنتجة للمواد الغذائية التي تحترم الشروط المعمول بها في هذا المجال، إضافة إلى إنجاز دراسات سنوية لمعرفة مدى انضباط متاجر المواد الغذائية لهذه الشروط. حماية قانونية من جهتها قالت إيسابيل روميرو، المديرة التنفيذية لمؤسسة حلال، إن المسلمين في إسبانيا يشعرون بأنهم من دون حماية قانونية بسبب وجود الكثير من المواد الغذائية التي تحتوي على مواد لا تتوافق مع تعاليم الإسلام، مضيفة أن 90% من أنواع المثلجات في إسبانيا تحتوي على دهون مشتقة من لحم الخنزير، ونفس الشيء بالنسبة لعصائر الفواكه ومشتقات الألبان والأجبان. ويأتي تأسيس هيئة "الحياة الحلال" لتعزيز دور مؤسسة سابقة تحمل اسم "حلال"، والتي تشرف بدورها على تقديم نصائح للمستهلكين المسلمين، غير أن دورها لم يكن دقيقا وغير معترف به من طرف السلطات الإسبانية. وكانت هيئات إسلامية في إسبانيا نددت من قبل بتقديم وجبات لأطفال وشباب مسلمين تحتوي على لحوم الخنزير، في مراكز الإيواء التي يتجمع فيها آلاف الأطفال والقاصرين الذين هاجروا سرا إلى إسبانيا، وأغلبهم مغاربة. وردت مستشارة الشئون الاجتماعي في الحكومة الإسبانية، ميكاييلا نافارو، بأن تلك الاتهامات لا أساس لها من الصحة، وأن إعداد الوجبات للقاصرين المسلمين "تأخذ في الاعتبار كل الاحتياطات اللازمة من أجل عدم الإساءة إلى معتقداتهم والتزاماتهم". وأضافت نافارو: "نعرف أن المهاجرين القاصرين المغاربة لا يمكن أن يتناولوا لحم الخنزير، لذلك نستبعده تماما من الوجبات". ووفق إحصائيات رسمية فإن نسبة المسلمين في إسبانيا وصلت إلى 2.5% من العدد الإجمالي للسكان، أي أزيد من مليون ونصف مليون مسلم، من بين 40 مليون إسباني. وحسب إحصائيات حديثة أعلن عنها الشهر الماضي، فإنه من بين مليون ونصف مليون مسلم في إسبانيا، يوجد أكثر من 33 ألف إسباني اعتنقوا الإسلام، وأغلبيتهم الساحقة يتبعون المذهب السني. ويتوزع مسلمو البلاد على مناطق رئيسية، على رأسها مدينة برشلونة بحوالي 300 ألف مسلم، ثم العاصمة مدريد بمائتي ألف، ثم منطقة الأندلس (جنوب) بحوالي 180 ألفا، ثم مدينة بلنسية (شرق) بحوالي 130 ألفا، فيما يتوزع الباقون على كل مناطق البلاد.