ذكر موقع "المصريون" الخميس أن مصادر دبلوماسية وصفها بأنها "رفيعة المستوى" كشفت عن فشل الحوار الاستراتيجي بين مصر والولايات المتحدة، بعد التباين الحاد في المواقف ووجهات النظر بين البلدين فيما يتعلق بمسار عملية الإصلاح الديمقراطي وقضايا الشرق الأوسط. وأوضحت المصادر أن المؤتمر الصحفي الذي جمع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط ونظيرته الأمريكية كونداليزا رايس، عكس حجم الفجوة الواسعة بين مصالح الطرفين وكشف في ذات الوقت عن تناقض واضح فيما بينهما من الأزمة الحالية بالمنطقة، بعد أن عارضت رايس وقف العدوان الصهيوني في جنوبي لبنان، على العكس من الموقف المصري الداعي إلى التهدئة بين الجانبين المتصارعين. وأكدت أن الإدارة الأمريكية دعت الوفد المصري إلى لعب دور قوي وداعم لمخططها لتصفية المقاومة الإسلامية في المنطقة وفي مقدمتها "حزب الله" اللبناني وحركتي "حماس" و"الجهاد" في فلسطين، وأبدت استياءها خصوصًا من استمرار مصر في حوارها مع فصائل المقاومة الفلسطينية. و لفتت المصادر ذاتها إلى أن واشنطن أبلغت الوفد المصري رفضها عقد قمة عربية طارئة ردًا على التصعيد الصهيوني في لبنان، ودعت القاهرة للتراجع عن موقفها المؤيد لعقدها أو على الأقل عرقلة صدور أي قرارات متشددة ضد إسرائيل، مبدية قلقها من أن تعطي هذه القمة لقوى المقاومة ما تستغله في إيجاد شرعية عربية لأنشطتها. وحذرت من أن عدم مشاركة مصر في تصفية هذه الحركات سينعكس بالسلب على العلاقات المصرية – الأمريكية ويمنع تطبيع هذه العلاقات وإقرار سيناريوهات ترغب القاهرة في تمريرها خلال المرحلة القادمة في مقدمتها تمرير سيناريو التوريث. وكشفت المصادر أن واشنطن هددت مصر بإعادة فتح ملف الإصلاح في المنطقة إلى الواجهة مجددًا، إذا لم تنفذ الأجندة الأمريكية، ومن بينها تجميد أرصدة حركات المقاومة وفرض قيود على تحركات قياداتها من وإلى مصر خلال المرحلة القادمة. من جانبه، أوضح الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن واشنطن وتل أبيب تسعيان إلى استغلال الأزمة القائمة مع "حزب الله" و"حماس" من أجل القضاء على الحركتين، مدعومتين بحلفاء عرب. وأوضح نافعة أن تحرك إسرائيل بهذه الشراسة وقصفها للبني التحتية في لبنان يظهر عزمها على استغلال الأحداث لتصفية "حزب الله" وتكرار نفس السيناريو مع "حماس"، في ظل إصرار رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت على تنفيذ قرار 1559 كشرط لوقف إطلاق النار في المواجهة المفتوحة بين الطرفين. ولم يستبعد نافعة أن تدعم مصر هذا السيناريو الأمريكي في ظل استياء القيادة السياسية من "حزب الله" ووصول علاقاتها مع "حماس" إلى طريق مسدود. على صعيد آخر، كشفت مصادر مقربة من لجنة السياسات بالحزب الوطني عن أن نتائج الحوار لم ترق إلى مستوى الطموحات والآمال التي كانت تعلقها مجموعة جمال مبارك على نجاح هذا الحوار الذي استؤنف بعد ثماني سنوات من تجميده، من خلال حصول الوفد المصري على دعم الإدارة الأمريكية تجاه عملية التصعيد السياسي لنجل الرئيس. وأشارت المصادر إلى أن الإدارة الأمريكية مارست الكثير من الضغوط ووضعت العديد من الشروط السياسية والاقتصادية على النظام المصري وفي مقدمتها تنفيذ حزمة من الإصلاحات السياسية والدستورية وعدم الاكتفاء بما أقدمت عليه مؤخرًا الجبهة الإصلاحية بالحزب الوطني التي يشرف عليها جمال مبارك، معتبرة إياها إصلاحيات شكلية لا جدوى منها.