طالب رئيس الوزراء الماليزي السابق مهاتير محمد الدول الإسلامية بضرورة امتلاك أسلحة نووية لردع أعدائها ولصد المخططات الصهيوأمريكية، ولكنه اعتبر أن الشيء المثالي هو نزع السلاح النووي عالميا. وانتقد مهاتير في كلمة له أمام ندوة في إسلام آباد (السياسة الخارجية الأمريكية والصهيونية) وقال: "الدين الإسلامي يأمر المسلمين بالدفاع عن أنفسهم"، وأضاف في كلمة بعنوان "صدام الحضارات أم صدام المصالح" والتي ألقاها أمس الجمعة: "إن المسلمين بحاجة لامتلاك أسلحة نووية أيضا؛ لأنه (من خلال) امتلاك مثل هذه الأسلحة فقط سيردعون أعداءهم عن مهاجمتهم".
وقوبلت تصريحات مهاتير (81 عاما) الذي كان يتحدث في دولة إسلامية طورت ترسانة نووية بتصفيق حاد من الجمهور الباكستاني. وفي معرض إجاباته على أسئلة في وقت لاحق قال مهاتير الذي ما زال صوتا محترما في العالمين الإسلامي والنامي: "إذا سمحتم للكيان الصهيوني بامتلاك أسلحة نووية، فلماذا لا تسمحون للآخرين".
وأضاف "على الرغم من أنني أعتقد أنه يجب علينا ألا نكون انتقائيين في تحديد أي الدول التي يجب أن تملك والتي يجب ألا تملك، أعتقد أن أفضل شيء يمكن أن نفعله هو أن نقول إن كل الدول يجب ألا تمتلك أسلحة نووية، ولا سيما هذه الولاياتالمتحدة المولعة بالقتال جدا".
وانتقد مهاتير حرب العراق وقال: إن عددا أقل بكثير من العراقيين كانوا سيقتلون في ظل حكم صدام حسين، وأضاف: "هل هناك فرق بين أن تقتل على يد ديمقراطيين وأن تقتل على يد مستبدين إذا استطعنا فقط أن نسأل هؤلاء الذين ماتوا".
وتعتبر باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك أسلحة نووية، وأطلقت إشارة البدء في برنامجها النووي بعد فترة وجيزة من خسارتها حرب عام 1971 مع الهند؛ حيث أعلن في يناير 1972 رئيس وزراء باكستان "ذو الإفقار بوتو" البدء في برنامج تطوير أسلحة نووية في لقاء له مع علماء ومهندسين باكستانيين. وبعد إجراء الهند لأول تجربة نووية لها بنجاح عام 1974 رد بوتو على ذلك بالتأكيد على المضي قدما في تطوير "قنبلة نووية إسلامية".
وبالرغم من انسحاب كل المتعاونين الدوليين نوويا من باكستان في العامين التاليين لتلك التجربة، خاصة بعد أن ظهرت الطموحات النووية الباكستانية جلية أمام العالم، فإن عودة العالم النووي عبد القدير خان إلى باكستان في عام 1975 من الخارج مثلت قفزة هائلة في مستوى البرنامج النووي الباكستاني؛ حيث أحضر معه خطط تخصيب اليورانيوم باستخدام أجهزة الطرد المركزي، إضافة إلى قوائم بمصادر التكنولوجيا الضرورية. وأنشأ خان معامل البحث الهندسية في كاهوتا في عام 1976، والتي تحول اسمها فيما بعد إلى معامل أبحاث خان التي أصبحت فيما بعد نواة صناعة القنبلة النووية الباكستانية.
وتوجد 5 دول أعلنت أنها دول تمتلك أسلحة نووية، وقامت بتوقيع معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وهي: الولاياتالمتحدة وروسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا)، وفرنسا والمملكة المتحدة والصين، وهناك دولتان أعلنتا امتلاكهما لأسلحة نووية دون أن توقعا على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، وهما باكستان والهند.
وكوريا الشمالية أعلنت رسميا عن امتلاكها لأسلحة نووية لكنها لم تقدم أدلة ملموسة حول إجراء اختبار لقنبلتها النووية، ويحيط الكثير من الغموض بالملف النووي الكوري. وعلى النقيض من كوريا الشمالية كانت جنوب أفريقيا تمتلك في السابق ترسانة نووية لكنها قررت تدميرها. وهناك شكوك كبيرة في امتلاك الكيان الصهيوني لأسلحة نووية، غير أن الحكومات الصهيونية لم تعلن أو تنكر رسميا امتلاكها لأسلحة نووية حتى الآن، ووجهت مؤخرا اتهامات إلى إيران من قبل الولاياتالمتحدة وبعض الحكومات الغربية بأنها تخصب اليورانيوم لتصنيع قنبلة نووية، بينما تنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مؤكدة أن برامجها النووية مخصصة للأغراض السلمية.