رفض وزير الخارجية السوداني لام اكول تسليم رسالة موجهة من الرئيس السوداني عمر البشير إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال زيارته إلى واشنطن مؤخرا، وعاد بالرسالة إلى الخرطوم. وكانت الرئاسة السودانية قد وجهت لام أكول بتسليم الرسالة إلى بوش يدا بيد، وفي حالة تعذر ذلك يجب العودة بها إلى الخرطوم، وعدم تسليمها إلى أي وسيط حتى لو كانت رايس نفسها، وبرر مراقبون في الخرطوم هذا الموقف بأنه رد على التصرف نفسه الذي قامت به مساعدة وزيرة الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية جنداي فرايزر أثناء زيارتها إلى الخرطوم ورفضها تسليم رسالة من بوش إلى البشير إلا إلى الرئيس السوداني شخصيا، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط.
من ناحية أخرى، قال المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية شون مكورمارك: إن اكول سلم الرسالة السودانية وتتضمن ردا على رسالة بوش الأولى، إلى نظيرته الأمريكية كوندوليزا رايس، لكن المتحدث الرسمي للخارجية السودانية جمال محمد إبراهيم أكد أن اكول عاد إلى السودان من دون تسليم الرسالة، واعتبر حديث الخارجية الأمريكية غير صحيح.
وأشارت مصادر صحافية أن أكول اجتمع في واشنطن مع رايس مرتين، وابلغها شفاهة رد البشير على رسالة بوش التي تناشد الخرطوم السماح لقوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة بأن تحل محل قوة الاتحاد الأفريقي في دارفور، وكانت الخارجية الأمريكية قد وصفت الرد الرسمي للسودان على رسالة بوش التي دعا فيها الحكومة لقبول قوة تابعة للأمم المتحدة في دارفور بأنه "غير مرض".
من جهة أخرى، تسلم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان في نيويورك الخميس الماضي أوراق اعتماد مندوب السودان لدى المنظمة الدولية السفير عبد المحمود عبد الحليم، أكد المندوب السوداني الجديد في الأممالمتحدة أمام عنان وكبار مساعديه أن بلاده ستعتبر أية دولة تبدي مجرد الموافقة على المشاركة في إرسال قوات إلى دارفور بمثابة "إعلان حرب" على السودان، وكرر عبد المحمود موقف السودان الرافض لقرار مجلس الأمن 1706 بإرسال قوات أممية إلى دارفور، ووصف القرار الدولي بأنه "خرق سافر" لاتفاقية ابوجا.
وأعرب عنان عن حرص الأممالمتحدة على عدم إرسال قوات أممية إلى دارفور من دون موافقة الحكومة السودانية، وأكد أهمية استمرار الحوار بين السودان والمنظمة الدولية، من جهة ثانية دعا الاتحاد الأوروبي أمس السلطات السودانية إلى قبول نشر قوة دولية في دارفور لتحل محل قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي، ودعا وزراء الخارجية الأوروبيون المجتمعون في بروكسل بشدة الحكومة السودانية إلى الموافقة على نشر قوة دولية.