ذات الأسلوب وذات الأدوات , مثلما بدأت في ربيع عام 2003, بقتل المدنيين العراقين الابرياء, فإن القوات الأميركية لم تتوقف عن القتل العمد, وعندما تهتم وسائل الإعلام بقصة مقتل عائلة عراقية هنا و اخرى هناك, فان ذلك لا يعني ان هذه القصص وحدها التي تحصل في العراق. كما أن القصص التي يجري التعتيم عليها أكثر بكثير من تلك التي تتداولها وسائل الإعلام, وحتى طريقة التناول لم تكن موضوعية وفي أغلب الأحيان بعيدة عن المهنية , إذ تبدأ القصة الخبرية بصياغة منحازة, ويتم التركيز في سياق الخبر على مطاردة القوات الأميركية للمسلحين, ويكون هناك تضخيم لهذا الجانب , ولايتم التطرق من بعيد أو قريب إلى الحقائق الموضوعية,التي تقول إن الجنود الأميركيين هم قوات الاحتلال و جاءوا بدباباتهم وطائراتهم وأموالهم وأعلامهم لاحتلال هذا البلد وتدميره و تخريبه, وأن المحتل الغاصب الغريب, يطارد المسلحين أبناء العراق, الذين يقاومون هذا الاحتلال, ويواصلون مهامهم القتالية لإلحاق أكبر الهزائم المذلة بالقوات الأميركية, ورغم أن جميع القوانين والأعراف و الأديان, أعطت لكل شعب يقع تحت الاحتلال , حق مقاومته و إخراجه و تحرير بلده و شعبه, إلا أن القصص الخبرية, التي تتناول قتل المدنيين العراقيين, و تأخذها مختلف وسائل الإعلام, لم تتطرق إلى ذكر الحقيقة, ولا تشير إلى طرفي المعادلة في الموضوع, حيث يتعمد الأميركيون استخدام سلاحهم لقتل الأبرياء العراقيين, لأن أبناء هذه المنطقة أو تلك يشنون الهجمات على قواتهم التي تحتل البلد, وتكتفي وسائل الإعلام بنقل البيانات الأميركية, التي تعطي لنفسها الحق في قتل الأبرياء و تدمير بيوتهم ورميهم في المقابر. إن ما تناولته وسائل الإعلام من قتل جماعي للعراقيين , لا يتجاوز عدد أصابع اليد, مثل مجزرة حديثة ومجزرة الإسحاقي , ومجزرة سامراء,و سلمان باك و اليوسفية , و عندما يستعيد المرء تلك القصص لايجد فيها التفاصيل المأساوية التي حصلت ضد العوائل العراقية, كما أن القصص التي لم تتطرق لها وسائل الإعلام ولم تذكرها البيانات الأميركية , فأنها بالمئات, وفي كل مرة توجه المدفعية الأميركية قذائفها لتدك بيوت العراقيين,ولم تتوقف الطائرات من القصف و القتل و التدمير . أما الذي يصل إلى العالم , فإنه يصور الأمر وكأن الأخطاء الأميركية نادرة وتنحصر في عدة قصص سقط فيها ضحايا من العراقيين , في حين يقول الواقع إن قوات الاحتلال الأميركية ارتكبت الخطايا و الفواجع بحق أبناء العراق والذين يسقطون يومياً ضحايا نتيجة للقصف و القتل الأميركي.