هدد أعلى قائد عسكري إيراني السبت بأن القوات الإيرانية سترد على أي هجوم أمريكي على بلاده في المستقبل بضرب القواعد العسكرية الأمريكية في منطقة الخليج، حال انطلاق العمليات الهجومية منها في الوقت الذي سلمتها فيه موسكو كل الوقود النووي المخصص لمحطة بوشهر. وصرح قائد قوات الحرس الثوري الإيراني، الجنرال محمد علي جعفري، أن بلاده تمتلك "الحق الطبيعي للرد"، حال تعرضها لهجوم بري أو جوي أمريكي، وفق ما نقلت الأسوشيتد برس عن مقابلة أجراها المسئول العسكري مع قناة "الجزيرة." وطمأن جعفري، خلال المقابلة، دول الخليج، التي يستضيف بعضاً منها قواعد عسكرية أمريكية، أن الضربات الهجومية المضادة ستنحصر تحديداً على القوات الأمريكية هناك. وقال خلال المقابلة، التي ترجمت القناة حوارها من الفارسية إلى العربية: "لاحظنا القلق الذي يعتري بعض دول الجوار - دولاً إسلامية تستضيف أراضيها محطات عسكرية أمريكية." واسترسل قائلاً: "إذا شنت أمريكا حرباً ضدنا.. واستخدمت تلك المحطات لمهاجمة إيران بالصواريخ، فقوة ودقة صواريخنا تتيح لنا القدرة على استهداف القوات الأمريكية فقط." ويمتلك الجيش الأمريكي عدة قواعد عسكرية في بعض الدول العربية منها: السعودية، والبحرين، ودولة الإمارات، وقطر، واليمن. وأعربت بعض الدول العربية المضيفة عن قلقها من أن تلك القواعد العسكرية تجعلها أكثر عرضة لهجمات عسكرية. نتائج خطيرة وفي السياق حذرت طهران من "نتائج خطيرة" إذا فرضت عقوبات جديدة عليها من مجلس الأمن على خلفية برنامجها النووي، وقال وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي في مؤتمر صحفي "إذا اعتمد قرار, فسيكون له نتائج خطيرة ومنطقية وسنعلنها في وقت لاحق", دون أن يوضح الإجراءات التي ستتخذها بلاده. وأعربت إيران عن دهشتها من المشروع الجديد الذي يقضي بفرض مزيد من العقوبات عليها بسبب برنامجها النووي, وقال متكي-الذي دعا في وقت سابق مجلس الأمن إلى "ضبط النفس- أنه لا ينبغي أن يصدر المجلس أي قرار جديد قبل إصدار الوكالة الدولية للطاقة الذرية تقريرها في مارس المقبل. كما اعتبر متكي أن أي قرار من مجلس الأمن سيضعف الوكالة الذرية, لكنه لن يؤثر على برنامج بلاده النووي السلمي. كما استبعد وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي عودة العلاقاتالطبيعية مع الولاياتالمتحدة حتى بعد تغيير الإدارة الراهنة، إلا أنه أشار إلىإمكانية عقد مباحثات مع واشنطن حول قضايا مشتركة بين الجانبين كالعراق. واتفق وزراء خارجية الدول الست (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولاياتالمتحدةوروسيا والصين) على مسودة العقوبات في برلين الثلاثاء الماضي. ووزع النص الذي يقترح فرض مجموعة ثالثة من العقوبات على الأعضاء العشرة غير الدائمين في مجلس الأمن،وسيكون هذا النص أساس مشروع قرار يطرح على مجلس الأمن للموافقة عليه خلال الأسبوع الحالي. اتهامات صهيونية يأتي هذا في وقت جدد فيه الكيان الصهيوني اتهاماته لإيران بتصنيع أسلحة نووية وقال وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك في تصريح لصحيفة واشنطن بوست ومجلة نيوزويك إن إيران قطعت أشواطا في صناعة أسلحة نووية, وإنها قد تكون تعمل على صنع رؤوس نووية لصواريخ أرض أرض. كما توقع الوزير الصهيوني أن يكون للإيرانيين على الأرجح منشأة أخرى لتخصيب اليورانيوم إضافة إلى محطة نطنز التي يتخوف منها الغربيون. وتناقض توقعات باراك تماما مع استنتاجات أجهزة الاستخبارات الأميركية التي نشرت تقريرا نهاية العام الماضي جاء فيه أن طهران تخلت عن مشروعها لصنع القنبلة النووية منذ العام 2003. وقال باراك بهذا الصدد "قد يكون صحيحا أنهم أوقفوا المجموعة التي كانت تعمل على الأسلحة عام 2003 لأن تلك الفترة كانت ذروة التصنيع العسكري الأمريكي". وأضاف أن الكيان الصهيوني يرى أن الإيرانيين "حققوا تقدما أكثر من مستوى مشروع مانهاتن" الذي تم خلال الحرب العالمية الثانية ومكن الولاياتالمتحدة من امتلاك السلاح النووي الذي استخدمته للمرة الأولى في التاريخ في أغسطس 1945 على مدينتي هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين. شحنة سابعة وفي الغضون تسلمت إيران من روسيا أمس الشحنة السابعة من الوقود النووي الخاص بتشغيل مفاعل بوشهر النووي. وأكدت منظمة إنتاج وتنمية الطاقة الإيرانية في بيان أن طهران تكون بذلك قد تسلمت 90% من إجمالي الشحنة المتفق عليها مع روسيا لتشغيل محطة بوشهر النووية الواقعة جنوب العاصمة الإيرانية. ويتوقع وصول الشحنة الأخيرة من الوقود النووي نهاية فبراير المقبل. يذكر أن إيران تسلمت أول شحنة من الوقود النووي يوم 17 ديسمبر الماضي. وكان متكي أعلن نهاية الشهر الماضي أن محطة بوشهر النووية البالغة قوتها ألف ميغاوات "ستنطلق بنصف قدرتها الصيف المقبل". غير أن متحدثا باسم الشركة الروسية المكلفة بناء المحطة أتومستروي سبورت أوضح أن العمل فيها لن يبدأ قبل نهاية 2008.