أدى الرئيس محمد مرسي، صلاة الجمعة بمسجد الحمد في التجمع الخامس بالقرب من منزله، وألقى كلمة عقب انتهاء الصلاة، قال فيها إن المتربصين بمصر يسعون لإشغال المصريين بكثرة الجدل حول أخبار غير صحيحة، كي يلهونهم عن العمل ولتأخير الأمة أكثر فأكثر، مما يمكنهم من فرض إرادتهم على مصر التي ستصبح أكثر احتياجا لهم، مؤكدا أن المتربصين من خارج مصر وليس من داخلها، ثم تلا الآية القرآنية: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (الحجرات: 6).أكد مرسي في كلمته أن الإسلام منهج كامل، تنتظم به كل شؤون الخلق سواء في الدنيا أو الدين، وأنه يوجه الفرد في علاقته مع نفسه وأهله وذويه، وأن الإسلام يعالج حياة الأسرة والمجتمعات والدول ودور كلا منا فيها.وأشار إلى أنه على الرغم من ضرورة وأهمية التعبير عن الرأي ووسائل الاتصال الحديثة، إلا أن كثرة أعداد الناس وتنوع وسائل الاتصال أدت إلى تمكن البعض من نشر أخبار غير صحيحة لإثارة البلبلة، مما يستلزم من المستمع أن يدقق في الأخبار التي يتلقاها، كي يتجنب تحقيق أهداف أعداء البلاد، والمتمثلة في إشاعة الفوضي.وأوضح الرئيس المجتمع الإسلامي قديما عرف مثل هذا النوع من محاولات التشويه، التي استهدفت الرسول نفسه في حادثة الإفك، وهو ما أثار بلبلة واسعة فى المجتمع آنذاك.وأكد مرسي أنه على المصريين أن يعرفوا تأثير الكلمة التي تنقل، والتي قد تؤدي لحروب، وقد تتسبب في أزمات كبيرة، مضيفا أن المسلم يخاف الحساب، ولذا عليه أن يتجنب إثارة الجدل في مجتمعه دون منعه من إبداء رأيه بحرية في أي موضوع.وشدد مرسي على أهمية القواعد المستخدمة في تنظيم المجتمع، وعلى رأسها الدستور والقانون، مشيرا إلى أن الحاكم يجازي المسؤولين من خلال تلك القواعد الواضحة التي تجعل الجميع على دراية بمسؤولياتهم وواجباتهم.وقام خطيب مسجد الحمد بمنطقة التجمع الخامس، بتغيير موضوع الخطبة من الحديث عن التوكل، إلى الحديث عن قيمة العمل، وبدأ الخطيب حديثه بالدعاء للرئيس مرسي قائلا: اللهم أصلح له أمره، وشتت أعداء مصر، اللهم إجعل مصر سخاء ورخاء على يديه، وأرزقه البطانة الصالحة التي تذكره إذا نسى وتعينه إذا تذكر، مضيفا أنه يجب على الشعب المصري أن يتآلف على قلب رجل واحد، ويعمل مع الرئيس على تنمية البلاد، خاصة في ظل تأكيد الإسلام على قيمة العمل.ووجه الخطيب رسالة إلى الرئيس مرسي، طالبه فيها بضرورة اختيار المسؤولين والمحافظين بشكل جيد.وكشف الخطيب عن أنه طلب من الرئيس أن يلقي خطبة على الحضور في المسجد، لكنه رفض أن يفعل ذلك قبل صعود الخطيب إلى المنبر، وبعدها قام مرسي بإلقاء الكلمة عقب انتهاء الصلاة.
