تخوفت مصادر غربية بعد إعلان إيران اعتزامها تصنيع أول غواصة تعمل بالطاقة النووية، متوجسين من أن طهران قد تستخدم ذلك ذريعة لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، وتقترب أكثر من إنتاج مواد قد تستخدم لإنتاج قنبلة نووية.وأوضح أولي هاينونين الذي شغل منصب كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، هذه الغواصات تستخدم غالبا يورانيوم عالي التخصيب مضيفا أنه من غير المرجح أن تستطيع إيران الحصول على هذا اليورانيوم من الخارج، بسبب الخلاف الدولي بخصوص برنامجها النووي.وقال هاينونين إن إيران يمكن أن تشير حينذاك إلى نقص إمدادات الوقود من الخارج، كمبرر آخر للاستمرار في تخصيب اليورانيوم.وأي خطوة من جانب إيران لتخصيب اليورانيوم لمستوى أعلى قد تثير قلق الولاياتالمتحدة وحلفائها، الذين يشتبهون في أن إيران تسعى لتطوير قدرة على صنع قنابل نووية ويريدون كبح برنامجها النووي. وتنفي طهران أن يكون لديها أي طموحات لإنتاج أسلحة نووية.ومن المرجح أن تزيد هذه الخطوة أيضا العقبات أمام الجهود الدبلوماسية، لحل خلاف مستمر منذ عشر سنوات بخصوص برنامج طهران النووي وقد تزيد المخاوف من حدوث مواجهة عسكرية.وقال شاشنك جوشي وهو باحث كبير ومتخصص في شؤون الشرق الأوسط، في المعهد الملكي للدراسات العسكرية إيران تستخدم هذا الإعلان عن تصنيع غواصات لاكتساب أوراق للمساومة.يمكنها التفاوض على التخلي عن هذه الخطط مقابل تنازلات أو استخدام الخطط، كذريعة مفيدة لأنشطتها لتخصيب اليورانيوم.ونقل عن الأميرال عباس زميني مساعد قائد القوات البحرية الإيرانية، قوله الشهر الماضي بدأت الخطوات الأولى لتصنيع غواصة نووية إيرانية.ولم يحدد المسئول العسكري الإيراني نوع الوقود الذي ستستخدمه الغواصة، لكن خبراء قالوا إنها قد تحتاج إلى يورانيوم عالي التخصيب.وتحتاج الأسلحة النووية تخصيب اليورانيوم إلى نقاء 90 % وهو مستوى النقاء نفسه تقريبا، المستخدم في تشغيل الغواصات النووية الأمريكية.وقال دبلوماسي غربي إن ذلك قد يوفر مبررا محتملا آخر لإنتاج يورانيوم عالي التخصيب، مضيفا أن إيران قد تستخدم أيضا إنتاج النظائر الطبية كمبرر.وقال نائب بمجلس الشورى الإيراني هذا الأسبوع، إن البرلمان يعتزم مطالبة الحكومة بتزويد أسطول البحرية، والأبحاث الإيراني بمحركات تعمل بوقود غير أحفوري في إشارة على ما يبدو إلى الوقود النووي.وأشار إعلان إيران عزمها تصنيع غواصة نووية والتجارب الصاروخية، التي أجرتها هذا الأسبوع إلى استمرار التحدي الإيراني رغم تكثيف الضغوط الغربية، من خلال الحظر النفطي الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على طهران.