الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد خلال زيارة لمنشأة نطنز جنوبي طهران في أبريل نيسان 2008. صورة لرويترز يحظر استخدامها في غير الأغراض التحريرية او في الحملات الدعائية او الاعلانية قالت ايران يوم الاربعاء انها ستنقل انتاج اليورانيوم المخصب لدرجة عالية الى موقع تحت الارض وستزيد طاقة انتاجها منه الى ثلاثة أمثالها في رد فعل يتحدى الاتهامات بمحاولتها انتاج قنابل نووية. ونقلت هيئة الاذاعة والتلفزيون الايراني عن فريدون عباسي دواني رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية قوله للصحفيين بعد اجتماع وزاري "تحت اشراف الوكالة (الدولية للطاقة الذرية) سننقل هذا العام التخصيب لدرجة 20 في المئة من موقع نطنز الى موقع فوردو وسنزيد طاقة الانتاج لثلاثة أمثالها." ولم تعلن ايران عن وجود موقع فوردو الا في سبتمبر ايلول 2009 بعد أن رصدته أجهزة مخابرات غربية وقالت انه دليل على انشطة نووية سرية. وأثار قرار نقل الانتاج الى هناك وزيادته تنديدا فوريا من الغرب الذي فرض جولات من العقوبات على ايران لمحاولة إجبارها على وقف التخصيب وهي العملية التي يمكن استغلالها في تصنيع اسلحة اذا تم تخصيب اليورانيوم لدرجة أعلى بكثير. ومن شأن نقل أجهزة الطرد المركزي الحساسة التي تقوم بتنقية اليورانيوم الى موقع فوردو توفير حماية اكبر لها من هجمات جوية هددت بها الولاياتالمتحدة واسرائيل. وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان "هذا الاعلان استفزاز." وأضافت "انه يعزز مخاوف المجتمع الدولي القائمة بشأن تصلب السلطات الايرانية وانتهاكها المستمر للقانون الدولي." وتنفي ايران دائما تطويرها أسلحة نووية وتقول انها تخصب اليورانيوم لانتائج الكهرباء واستخدامه في أغراض طبية. لكن قرارها العام الماضي زيادة مستوى التخصيب من درجة نقاء 3.5 في المئة وهي الدرجة اللازمة لانتاج وقود محطات الطاقة الى 20 في المئة أقلقت الدول التي تعتبر ذلك خطوة كبيرة نحو الوصول الى التخصيب لدرجة 90 في المئة اللازم لتصنيع قنابل نووية. وقال معهد العلوم والامن الدولي بالولاياتالمتحدة ان الخطة الخاصة بفوردو يمكن أن تمكن ايران بعد عام من تنفيذها "من التقدم بسرعة اكبر وانتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لدرجة تصنيع سلاح نووي اذا اختارت ذلك." وبدأ مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة مناقشات بشأن برنامج ايران النووي اليوم الاربعاء. وقالت الوكالة انها لم تعلم بهذه الخطة الا من خلال التقارير الاعلامية. وقالت جيل تيودور المتحدثة باسم الوكالة "ايران لم تخطر الوكالة بعد بأي قرار." وقال الاتحاد الاوروبي انه تلقى الاعلان الايراني بقلق عميق وقال ان ايران "تصعد أكثر من تحديها" لمجلس الامن الدولي. وفسرت وسائل الاعلام الايرانية هذا الاعلان على أنه رد ينطوي على تحد لتشديد العقوبات وتأكيد مدير عام الوكالة يوكيا امانو يوم الاثنين بأنه تلقى ادلة جديدة على وجود أبعاد عسكرية محتملة لانشطة ايران النووية. واتهم الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد امانو بتلقي الاوامر من واشنطن. وبعد أن قال احمدي نجاد يوم الثلاثاء انه لا يوجد عرض من القوى العالمية يستطيع اقناع ايران بالتخلي عن التخصيب قال الرئيس الامريكي باراك أوباما ان من المرجح فرض مزيد من العقوبات. وقال مارك فيتزباتريك خبير الانتشار النووي بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن "من المؤكد أن ايران تزيد من درجة التحدي." وأضاف "بالقطع لا يوجد مبرر اطلاقا لانتاج المزيد من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 بالمئة ... زيادة معدل الانتاج بثلاثة أمثال سينطوي على استفزاز شديد." وتقول ايران انها بحاجة الى اليورانيوم المخصب لدرجة 20 في المئة لاستخدامه في مفاعل طبي بحثي بعد انهيار محادثاتها مع دول أخرى لتبادل الوقود النووي. وقال عباسي دواني "بعد أن نزيد طاقة الانتاج في فوردو لثلاثة امثالها سنوقف قسم (التخصيب) 20 في المئة في موقع نطنز وننقله بالكامل الى فوردو." وقال فيتزباتريك ان نقل أنشطة التخصيب من نطنز قرب اصفهان بوسط ايران الى موقع فوردو قرب قم الى الجنوب من العاصمة سيحميها من الغارات الجوية التي لم تستبعد اسرائيل والولاياتالمتحدة اللجوء لها كملاذ أخير لمنع ايران من امتلاك قنبلة. وفي تقريرها الاخير عن ايران في أواخر مايو ايار قالت الوكالة ان الجمهورية الاسلامية أبلغتها في فبراير شباط باعتزامها بدء تغذية أجهزة التخصيب في فوردو بمواد نووية "بحلول هذا الصيف". وأضافت الوكالة أنه حتى 21 مايو ايار لم يكن قد تم تركيب أجهزة الطرد المركزي بالمنشأة. وقال عباسي دواني ان ايران استكملت التطوير الفني لجيل جديد من هذه الاجهزة وسيتم تركيبها في الموقعين