عُرف البابا شنودة الثالث، بابا الاسكندرية بطريك الكرازة المرقسية، الذى رحل عن عالمنا بروحه المرحة، وقفشاته المتتالية.وكل من حضر عظته الأسبوعية يعلم أنه ابن نكته، حتى أنه عندما سئل عن الصفة المشتركة بين الخادم نظير جيد والراهب انطونيوس السريانى والاسقف ثم البطريرك البابا شنودة ،قال دون تردد روح المرح.البابا عشق النكتة فعشقه العامة، حيث كان يحرص على قولها فى عظاته الأسبوعية لدرجة أنه قال الناس كانت فاكرة إنى لما هبقى بطريرك هبطل ضحك بس ماقدرتش، وهو ما اكد عليه فى احد الاحتفالات بعيد جلوسه، قال فيه حاجتين ما اقدرش اقاومهم: الاطفال والضحكقفشات البابا أكثر من أن تحصى فلم تمر محاضرة أو مناسبة إلا ويكون هناك الجديد الذى يضيفه من فكاهات ومرح أبوى فى الرد على تساؤلات العامة ممن يحضرون عظته الاسبوعية او الاحتفالات الكنيسة الأرثوذوكسية المختلفة، لكنها ضحكات تحمل فى طياتها تاملا ونصيحة ابويه.ولم يكن البابا يلقى النكتات بالطريقة المعتادة اذ يقوم باستخدامها فى الرد على الاسئلة التى تطرح عليه فى الاجتماعات فتكون النك تة حسب السؤال ورد الفعل عند الردففى احدى المرات سأله رجل صعيدى وقال: ياقداسة البابا انا صعيدى و بلديات قداستك جاى مصر علشان اسأل سؤال واحد: هل يوم القيامة هنقوم صعايدة زى ما إحنا فرد البابا: فى الآخرة مش هتقوم صعيدى ربنا هيكون صلحك على الاخر وتقوم مثل ملائكة الله فى السماء.وسأله آخر أنا عاوز أتجوز بس عندى 55 سنة ورد عليه البابا إذا كان سنك 55 سنة يبقى لازم تتجوز أم 44، كما سأله احد الحضور فى إحدى عظاته الأسبوعية، يا سيدنا الشيطان دايما بيحاربنى ويخلينى أعمل الخطيئة، فرد عليه.. حاول تتفاهم معاه وقله ابعد عنى يا شط شط.فى لقاء جمعه والرئيس السابق حسنى مبارك، ضم الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف،رن موبايل البابا عدة مرات فكان يرد باقتضاب مشغول عندى اجتماع غدا ليس الآن فضحك طنطاوى، وقال له يا قداسة البابا أليست لى مكالمة ؟ فمازحه البابا يا سيدى التليفون بيضرب جرس لما يؤذن حديهولك.ونستمرمع رحلة البابا شنودة الثالث، الذى لا يقف على محطات فى إطلاق نكاته وفكاهاته، طالما وجد الوقت مناسبا لذلكومن أهم النكات والفكاهات التى قيل إنها وردت على لسان البابا والتى لن تجدها بين تسجيلاته، كانت نكته حول الرئيس السابق أنور السادات، فعند زيارة الأمريكى الأسبق رونالد ريجان إلى مصر وكان يمشى مع السادات.فى الموكب المصرى الامريكى ، و عندما رأى صف طويل من المواطنين سأل السادات عن هذا الصف، فقال السادات له إنه واجب عزاء فنزل ريجان إلى الشارع ليتأكد من كلام صديقه السادات.المهم نزل ريجان وذهب إلى أحد الواقفين فى الصف و سأله قائلاً عزيت.. ففهم الرجل أن الخواجة يسأله عن الزيت، فرد قائلاً لأ على السمنة.وفى أحد اللقاءات سألت إحدى المتواجدات البابا عن شخص تعرفت عليه فى المصيف، واتصل بها وخرجت معه مرة واحدة وسألته هل اعجابه بها صادق أم لا. وبعد ان وبخها البابا على طريقتها فى التعامل مع الشاب ولماذا اعطته رقم تليفونها سالها (أنت ماقلتليش لما خرجتوا مع بعض كنتوا تتكلموا فى إيه.. بتتكلموا فى إن الشاروبين أعظم أم السارفيم.. إعقلى.وفى إحدى المرات سأل أحد الحضور البابا ليه ربنا خلق الحيوان قبل الإنسان، فأجاب البابا.. هذه ليست ميزة الحيوان بل لكى يكون الحيوان فى خدمة الإنسان، بس إوعى الناس تقول إن آدم اتخلق قبل حواء علشان يكون فى خدمتها، وعلى كل حال آدم خدم حواء أكبر خدمة فهى اتخلقت من ضلعه.ومن بين المواقف الفكاهية للبابا الراحل أيضًا عندما سألته احدى السيدات فى عظته الاسبوعية، انا بشتهى الاكل جداً لدرجة انى مهما اكون شبعانة اكل تانى ؟ فقال الحمد لله ان الكاتدرائية مافيهاش أكل وأوعى تاكلى دراع اللى قاعد جمبك.والمثير أنه لن يستطيع أحد موجود فى عظة البابا ان ينسى ابتسامته وروحه المرحة، التى كانت لاتخلو من الجدية، فالجميع يستمع لفكاهات البابا الراحل التى ظهرت مؤخرا فى شريط كاسيت بعنوان إضحك وتأمل، عن سلسلة شنوديات لفريق شمس المسيحى وهو الشريط الذى أصاب بعض الاقباط، بحالة من الدهشة دون اتخاذ موقف محدد تجاهه.البداية كانت بتجميع شماس، يدعى كرم لمعى موسى، بعض الفكاهات من شرائط عظات البابا المختلفة وضمها فى هذا الألبوم، وكان من المعروف عن البابا شنودة خفة الظل وسرعة البديهة وإجادة اللعب بالكلمات واعتاد الاقباط مؤخرا اقتباس فكاهات ونوادر البابا الراحل وترديدها فى مجالسهم، ومنها النكتة المتداولة التى تقول إنه فى إحدى زيارات البابا للصعيد وقف رجل صعيدى من الذين ينطقون القاف جيم، فقال للبابا إنت جاموس يقصد قاموس فى الكتاب المقدس فرد البابا بسرعة بديهة بس العجول اللى تفهم.وقال البابا شنودة، تعليقا على إصدار أحد الاديرة قراراً أدى لمنع استقبال الرحلات انه كان فى رحلة إلى دير، ووجد نحو 800 فرد، وقال يعنى الدير بقى باللو على فكرة أنا مش عارف باللو يعنى إيه.ومن طرائف البابا شنودة أيضا أنه قال فيه ناس بتراقب الناس بشكل صعب، يعنى فى عزومة واحدة تقول للضيف انت ماأكلتش من الصنف ده.. طاب إيش عرفك.. أكيد بتعد عليه اللقم.. وواحد تانى بيقول للضيف كل من اللحمة فيقول له أكلت، فيرد عليه كل تانى.. يرجع يقول أنا كلت حتتين لحمة.. فيرد بسرعة لا إنت أكلت 3 حتت.وقال أيضاً ذات مرة زعموا أن نملة تمشت فوق منارة إحدى الكاتدرائيات ثم قالت النملة بعد نزهتها أنا اسفة إنى تقلت عليكى.
