بات الحديث عن المُجاهرة بالإفطار في نهار رمضان بالجلوس على المقاهي، أمرًا مثيرًا للجدل في الشارع المصري، فالبعض يرى أن ملاحقات أجهزة الأمن للمُفطرين على المقاهى غير قانوني، فيما ترى الداخلية المصرية أنها تحافظ على الآداب العامة ومشاعر المسلمين، وتؤكد أن معظمهم شباب خارج عن القانون ومُدمنى مخدرات. ومن بين التخوفات التي تثيرها الحملات على المفطرين في نهار رمضان أن تلقي قوات الأمن القبض على مريض لديه رخصة بالإفطار، خصوصاً أن الشريعة الإسلامية قد أعطت رخصًا للمسلمين للإفطار في بعض الحالات، وهو ما يعني عدم منطقية ممارسة أي إجراءات ضد المجاهرين بالإفطار. ووصف رئيس محكمة جنايات أسيوط المستشار جمال القيسونى القبض على المفطرين في رمضان ب "المخالفة الشخصية"، مؤكدًا أنه لا يوجد نص في القانون يجرم الجهر بالإفطار في نهار رمضان. وأشار القيسونى إلى أن هناك قرارات إدارية تقوم بها الجهة الإدارية من أجل الحفاظ على النظام العام من جانب وزارة الداخلية منها غلق المقاهي في نهار رمضان. وجاءت الحملات على المقاهي لمطاردة المجاهرين بالإفطار، بعد إعلان دار الإفتاء المصرية، أن المجاهرة بالإفطار في نهار رمضان لا يدخل ضمن الحرية الشخصية للإنسان، بل هي نوع من الفوضى والاعتداء على قدسية الإسلام وهى حرام، فضلاً عن أنها خروج على الذوق العام في بلاد المسلمين، وانتهاك صريح لحرمة المجتمع وحقه في احترام مقدساته، ومن يفعل ذلك يعتبر مستهترًا وعابثًا بشعيرة عامة من شعائر المسلمين. وقد حسمت تلك الفتوي الجدل حول جهر الشباب بإفطارهم في رمضان، من خلال شرب السجائر في الميادين والطرق وشوارع القاهرةوالمحافظات مثلًا، وهي الظاهرة التي سادت خلال السنوات الماضية، إلى جانب الجلوس على المقاهي وتدخين الشيشة في أماكن مفتوحة وعامة مثل منطقة وسط القاهرة. وقال صبري سنجر، صاحب مقهى السرايا بمنطقة مدينة نصر شرق القاهرة، إن هناك تعليمات أمنية تصدر لجميع أصحاب المقاهي بصفة ودية بعدم فتح المقاهي قبل الإفطار، وفى حالة الاضطرار الى فتح المقهى يجب وضع فراشة تغطى الواجهة، حتى لا يتمكن الذين يسيرون فى الشوارع والطرقات من مشاهدة المفطرين داخل المقهى. بدوره، صرح مصدر أمني بوزارة الداخلية، رفض ذكر اسمه، بأن هناك حملة مداهمات على المقاهي بمستوى محافظات الجمهورية لمطاردة المجاهرين بالإفطار، تنفيذاَ لفتوى دار الإفتاء المصرية، لافتا إلى أن أغلبية من يقدم على فعل ذلك شباب خارج عن القانون ومعظمهم من مدمني المخدرات. بينما، أكد صاحب أحد المقاهي بحي السفارات بحي شرق مدينة نصر القاهرة أنه ورث المقهى أبا عن جد حيث تربى على عادات وتقاليد أجداده، والتي تمثلت فى عدم فتح المقهى من الأساس فى نهار رمضان، رغم إصرار العديد من الشباب المفطرين بالمنطقة على فتح المقهى، إلا أنه لم يستجب ولم يخضع لتلك الرغبات، وذلك مراعاة لشعور المسلمين.