بعد أن أجريت الجلسة الأولي من محاكمة الرئيس السابق محمد حسني مبارك سرعان ما أشتعلت أزمة البنزين بعدها، حيث إختفي بنزين 80 و90 من أغلب محطات التموين بالكثير من المحافظات ، لعل أهمها محافظة الغربية والبحيرة والمنوفية.وأدي إختفاء البنزين إلي زيادة المشاجرات بين المواطنين، وبين السائقين وأصحاب المحطات نتيجة تناقص البنزين والزحام الشديد والتدافع بين السائقين للحصول على البنزين، فضلاً عن قيام رؤساء محطات التموين بغلق الكثير منها بحجة عدم وجود بنزين.وبسؤال النهار للكثير من المواطنين عن أسباب تلك المشكلة أكد محمد السيد أحد المواطنين بمركز كفر الزيات أن تلك الأزمة مفتعلة، محاولة لإلهاء الناس عن محاكمة المسئولين السابقين، خاصة وأنها أول مرة يحكم فيها رئيس جمهورية علي جرائم وقضايا فساد.أزمة مفتعلةوإتهم السيد النظام السابق بتكرار تلك الأزمة مجدداً مثلما حدث في أزمة السولار الأخيرة، مشيراً إلي أن شركات البترول ساهمت أيضاً في تلك الأزمة مجاملة لوزير البترول الأسبق سامح فهمي خاصة وان ميعاد محاكمته قد اقترب.وطالب محمد السيد الحكومة بضرورة القضاء علي تلك الأزمة في أسرع وقت، ووضع كافة السبل لمنع تكرار حدوثها مرة أخري.كما طالب السيد أيضاً بضرورة قيام مديرية التموين بإرسال حملات اسبوعية علي محطات البنزين لمنع سرقة البنزين ، وبيعه في السوق السوداء بحجة ندرته.انخفاض الحصص المقررةويقول حسين زهران صاحب محطة بنزين أن السبب وراء إختفاء بنزين 80 و90 يرجع إلي إنخفاض الحصص المقررة حصول محطات البنزين عليها من شركات البترول، برغم إعلان الكثير من المسئولين على رفع الحصة المقررة، الأمر الذي سبب نقصاً في البترول ، مع زيادة الطلب وثبات الكميات، الأمر الذي سبب أزمة بالمحطات، وغضب الكثير من الأهالي.وطالب زهران شركات البترول ووزارة البترول بضرورة وضع خطة للقضاء علي تلك الازمة في أسرع وقت، قبل أن تتفاقم أكثر وأكثر.أزمة تثير الأبهامويقول الدكتور حمدي عبد العظيم خبير إقتصاد أن تزامن محاكمة مبارك، مع نقص البنزين أدي إلي تفاقم الأزمة، مشيراً إلي أن تفاقم تلك الأزمة في هذه الأونة أمر يثير الكثير من التساؤلات ، التي تعد مبهمة حتي الآن.وطالب عبد العظيم وزارة البترول بضرورة زيادة المعروض من البنزين بما يتوافق مع حجم الطلب ، لاسيما وأن تم زيادة حصة بنزين 80 بنسبة 50% إضافية، ولكن لا تزال الأزمة مستمرة حتي الآن دون وجود حل لها.وشدد عبد العظيم علي الحكومة بضرورة توفير خدمة شرطة للرقابة علي المحطات بعدما أصبح البنزين يشتري ويباع في السوق السوداء ليس 80 فقط بل 90 أيضا .مافيا تهريب البنزينويقول حسين سلام خبير إقتصاد أن مشكلة نقص البنزين المتكررة أزمة تتفاقم بصفة مستمرة وينبغي علي الحكومة التخلص منها ، موضحاً أن هناك مافيا لتهريب البنزين والتي قد تكون سبباً وراء تلك الأزمة.وأضاف سلام أن تزايد وسائل المواصلات أدي إلي إستهلاك نسبة المعروض من البنزين أيضا ، خاصة بعد أن انتشرت أعداد وسيلة التوك توك، التي لابد من حظرها، والتي أدت إلي نفاذ كميات البنزين المعروضة، حيث ساعدت تلك الوسيلة علي انتشار بيع وتجارة البنزين المدعم من قبل الدولة في الشوارع العامة .