واصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، لقاءاته لليوم الثانى على التوالى، مع قيادات الأحزاب المصرية، فى إطار الحوار والمشاورات التى يجريها لاستعراض الأحداث الراهنة كافة واستكمال الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة مستقبل مصر. جاء ذلك اليوم الثلاثاء، بلقاء أحزاب تيار الاستقلال، ومصر بلدى، والمحافظين، والشعب الجمهورى، وحزب السلام الديمقراطى، وحزب المساواة والتنمية وحزب مصر العربي الاشتراكى وحزب التكافل الاجتماعى وحزب مصر اكتوبر، وحزب مصر الحديثه، وغيرها. قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن مواجهة الفساد ليست سهلة، ولكنها تحتاج الى وقت طويل، محذرًا من وقوع الدولة اذا لم ينتبه ابناؤها الى ما يحاك بها وانه لا قدر الله لو كانت مصر وقعت كان الوقوع سيجتاح اوروبا وتتعرض بلادنا للضياع. وأكد السيسى فى كلمته أمام الأحزاب، على ضرورة وجود توازن مطلوب بالنسبة لمسألة الحفاظ على الدولة المصرية حيث يقتضى ذلك احداث توازن بين الاحساس بالحريات والحفاظ على الامن والاستقرار بالبلاد. وفى رده على تيار الاستقلال بشأن الازمة الاقتصادية التى تمر بها البلاد قال السيسى: "البلاد تحتاج الى انشاء صوامع ومخازن للمحاصيل ووجود احتياطى كافٍ للدولة وهو ما بدأ تنفيذه فورا، حيث ادت العواصف التى ضربت البلاد منذ ايام الى تعطيل السفن المحملة بالغاز فى دخول الموانئ مما احدث ازمه طاحنة بالبلاد". وأشار السيسى إلى أنه يمر بمرحلة اعادة بناء الدولة، حيث يجرى إصلاح اخطاء ما يقرب من خمسين عاما تعرضت فيها البلاد لخلخلة وتجريف ولا يكفى فيها قرار. طرح تيار الاستقلال مشروعاً قومياً بشأن ثورة زراعية فى مصر بزراعة اكثر من 5 ملايين فدان حتى تعود مصر الى دولة زراعية فى الاساس وسياحية من الدرجة الثانية، حيث ان مصر تحتاج الى ان تكون دولة زراعية وسياحية بما فيها من آثار حباها بها الله، وطالب تيار الاستقلال السيد الرئيس بضرورة دعم وسائل الاعلام المملوكة للدولة لكى تطلع بدورها فى نشر الوعى القومى بين المواطنين وتوفير تغطية مناسبة للاحزاب فى الانتخابات البرلمانية المقبلة. كما طالب تيار الاستقلال السيد الرئيس بإصدار مشروع بقانون تقنين وضع التحالفات الانتخابية حتى تستطيع خوض الانتخابات المقبلة كتحالفات وبدلا من خوضها كأحزاب نظرا لما تعانى منه الاحزاب السياسية فى خوضها كمنفردة. وطالب المستشار احمد الفضالى رئيس تيار الاستقلال بضرورة وجود ميثاق شرف بين القوى والاحزاب السياسية كافة فى خوض الانتخابات البرلمانية حتى لا تتحول المنافسة الى صراع سياسي. كما طالب المستشار احمد الفضالى بضرورة الحزم والحسم فى مواجهة الأحزاب التى تستخدم الدين والمتاجرة به فى العمليات الانتخابية او استخدام المنابر والمساجد فى الدعاية الانتخابية واستخدام شعارات انتخابية، كما طالب تيار الاستقلال المشير عبدالفتاح السيسي بأن تصدر الدولة تشريعها لصالح الفقراء والبسطاء والكادحين بعد ان استمرت الدولة على مدار اكثر من 30 عاماً فى إصدار تشريعات للأغنياء والمستثمرين. وأشاد رئيس الجمهورية بدور تيار الاستقلال فى مجال الدبلوماسية الشعبية وطالبه بالاستمرار واعرب عن دعم الدولة لهذه المجهودات، كما أحاط الفضالي السيد رئيس الجمهورية بجهد تيار الاستقلال فى هذه المرحلة والمراحل السابقة فى دعم مصر للحصول على مقعد بمجلس الامن. وفى رد تيار الاستقلال بشأن بعض الذين تم القبض عليهم بطريق الخطأ فى المظاهرات، حيث ابدى الرئيس رغبته فى الإفراج عن كل من قبض عليهم ظلماً. وأعرب الرئيس عن رغبته فى اتحاد الاحزاب، حيث انه من الافضل ان يكون هناك 4 أو 5 أحزاب قوية افضل من 90 حزباً ضعيفاً حتى تستطيع ان تطلع بدورها السياسي فى المرحلة الراهنة فى مصر. من جانبه أكد المهندس حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، أن لقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم كان مثمرا، مؤكدا أن الرئيس مستمع جيدا وصبره طويل واستمع باهتمام لكل وجهات النظر التى طرحت عليه من رؤساء الأحزاب الذين شاركوا اللقاء اليوم. وأضاف رئيس حزب الشعب الجمهوري فى بيان رسمي له عقب انتهاء الاجتماع، أن الحزب عرض بعض تفاصيل التحديات الاقتصادية وعلى رأسها الدين المحلى مما يسبب اتساع عجز الموازنة إضافة لتردى معدلات النمو مقارنة بما تحتاجه مصر مع استمرار الزيادة السكانية. وتابع أن الحزب ناقش أيضا التحديات الأمنية، خصوصاً فى انعكاسات الأوضاع فى ليبيا وسوريا وتأثيرها على الأمن القومى المصرى وكذلك تحدثنا عن حزمة من المعالجات الاقتصادية التى يحتاجها الاقتصاد المصري لكى يتعافى. فى السياق ذاته أكد حجازى أدهم منسق ائتلاف أبناء الصعيد، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أنصف القوى المدنية، مؤكدا أن الرئيس يسعى لتوحيد القوى المدنية ولم الشمل ولقائه رؤساء الأحزاب بعث الطمأنينة فيهم. واضاف منسق إئتلاف أبناء الصعيد، أن لقاء الرئيس برؤيته الأحزاب يؤكد أنه يريد السير فى طريق الديمقراطية، لافتا أنه لا ديمقراطية بدون أحزاب وهذا ما يؤكده الرئيس ويحرص عليه، ودعوة الرئيس أن يكون لدينا أحزاب قادرة على المنافسة يؤكد دعمة للديمقراطية والتعددية السياسية. أشاد خالد خيرت عضو الهيئة العليا بحزب مصر الحديثة، بلقاء الرئيس عبدالفتاح السيسي بعدد من الأحزاب السياسية، لمناقشة آخر التطورات على الساحة السياسية. وقال خيرت في بيان له، اليوم، إن دعوة الرئيس جاءت في فترة زمنيه دقيقة من عمر الوطن، خصوصاً ونحن مقبلون على إجراء الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق وهو إجراء الانتخابات البرلمانية التي ستجري في مارس المقبل. أضاف عضو الهيئة العليا، أن تأكيد الرئيس خلال لقائه القوى السياسية على أنه لا يدعم أي قائمة انتخابية قطع الشك باليقين حول الإشاعات التي ترددت أخيرا بأنه يدعم القائمة الانتخابية التي يسعى الدكتور كمال الجنزوري رئيس مجلس الوزراء سابقا لتشكيلها. وتابع خيرت قائلا: "إن مطالبة الرئيس للأحزاب بالتوحد وعدم الفرقة وضع الجميع أمام مسئولياته في مرحلة صعبة يمر بها الوطن وتحتاج إلى توافق الجميع".