تعاني الأستوديوهات في ماسبيرو من إهمال لا مثيل له وصل بها إلى أقصى درجات العودة إلى ستينيات القرن الماضي في التأخر وعدم مواكبة الاستخدامات التكنولوجية التي تقوم بها وتقدمها كيانات إعلامية ناشئة، تعتمد في معظمها على ما يسمى بالأستوديو التخيلي القائم على الجرافيك والبرامج التكنولوجية الحديثة بعيدا عن إنشاء ديكورات وإكسسوارات مكلفة وغير ذلك من التكاليف التي لم يعد لها مكان على الخريطة الإعلامية . ورغم أن ماسبيرو ما زال يعتمد على الأستوديو التقليدي الذي تقوم فكرته على تكليف مهندسي الديكور بعمل تصميمات جديدة خلابة تحقق عنصر الإبهار فإن المتابع لواقع ومستوى الأستوديوهات يجدها في النازل بسبب سوء إدارتها وضعف الإمكانات المالية للاتحاد وبالتالي انعدام عمليات التجديد بها تقريبا .يأتي هذا على مستوى أستوديوهات الأخبار والبرامج أو مستوى أستوديوهات الدراما التي خرج معظمها من الخدمة ويطالب المخرجون بعودتها لتقليل مستوى النفقات بدلا من أن يترتب على ذلك خروج الاتحاد من المنافسة بشكل كامل .حيث تضرب حالة من الفوضي أستديوهات قطاع التليفزيون بماسبيرو بعد توقف عدد منها حيث رفض العديد من المذيعين والمذيعات فضلا عن الضيوف الجلوس داخل هذه الأستديوهات خاصة بعد تراكم المشاكل الفنية وتهالك المعدات المستخدمة بداخلها .ويأتي على رأس هذه الأستديوهات ستوديو 8» الخاص بتنفيذ برامج الهواء بالقناة الأولى وهو تابع للإدارة العامة للتنفيذ ومتوقف تماماً منذ أكثر من 9 شهور للتجديد، حيث يعمل الأستوديو بدون أي مشرفين أو عمال نظافة مما أدي إلى انتشار رائحة كريهة بداخله وتراكم الأوراق المتناثرة على الأرض به بجانب أن به نقصا شديدا في الأجهزة الخاصة وأغلب أسلاك المعدات ملقاة على مدخل الأستوديو وظهور أعطال داخل ستديو 7 الخاص بالقناة الثالثة، حيث أن وحدة المونتاج متوقفة، ووحدة ال «Automation» الأستوديو التخيلى معطلة منذ فترة الآن لعدم قدرة مهندسى الأستديو على تشغيل هذه الوحدة وعدم تطابق كتالوج العمل الخاص بها بالمادة الفيلمية المصورة.مع الأخذ في الاعتبار أن مهندسي الإدارة هم من أكفأ المهندسين في هذا الصدد ليس في التليفزيون فقط ولكن في مصر كلها وهم من الركائز الفنية الأساسية للقنوات الخاصة.أما على مستوى أستوديوهات الدراما فيطالب الكثيرون من المخرجين بقطاع الإنتاج التليفزيوني بأهمية عودة أستوديو 10 الي أحضان قطاع الإنتاج التليفزيوني مرة أخري لأن هذا الأمر سيوفر أكثر من 30% من تكلفة الدراما التي يقوم التليفزيون المصري بإنتاجها والذي يتمثل في قيمة إيجار الأستوديوهات وأماكن التصوير خاصة أن هذا الأستوديو قد خرج منه أعظم المسلسلات التي أنتجها التليفزيون المصري وكانت علامات بارزة في مسيرته إلي أن جاء إيهاب طلعت ببرنامج البيت بيتك ليقضي علي أحلام الدراما المصرية ويدخل عصر التوك شو بهذا الأستوديو الذي يعد الأكبر في الشرق الأوسط .ويؤكد المخرجون أن الأستوديو متوقف منذ ثماني سنوات ويطالبون بعودة الأستوديو من الاختطاف لأن السبب الذي أخذ لأجله قد زال وهو إنتاج برامج تليفزيونية فيه ولم يعد لها أهمية تذكر، ولم تعد القنوات تنتج البرامج التي تستغل هذا الأستوديو وغيره من الأستوديوهات التي أخذت من القطاع كما أنهم يمكن أن يستعينوا بأستوديوهات الدور العاشر أو الحديقة في الإنتاج البرامجي وبالتالي فإن عودة الأستوديوهات إلي القطاع أصبحت ضرورة ملحة في ظل الأزمة الطاحنة التي يعاني منها خاصة إذا علمنا أن هناك حوالي ثلاثة آلاف عامل وموظف ومبدع في القطاع لم يعملوا منذ عامين في أي مسلسل درامي .