من يراها عن بعد يظنها تعيش فى قصر عاجى لا تبالى بمشاكل واحتياجات من حولها، والنجومية تخطفها من مكان إلى آخر، لكن من يعرفها من قرب يجدها إنسانة موهوبة متقنة لعملها، تحمل هموم كل من حولها، لا تيأس وتعشق المغامرة ولن يستطيع أحد الوقوف أمامها لعرقلة مسيرتها التى كتبتها لنفسها منذ أن صعدت على خشبة المسرح. عمرها الفنى ليس كبيراً لكنه غنى بالكثير من الأعمال التى حصدت من خلالها العديد من الجوائز المحلية والعالمية، هى سفيرة النوايا الحسنة والفنانة كارول سماحة ■ بعد نجاح أغنية «سهرانين» التى قمت بكتابة كلماتها، لماذا لم تفكرى فى تكرار التجربة؟ - هذه ثالث أغنية من تأليفى، ولكنى لا أدعى أننى شاعرة لكن لدىَّ أفكار كثيرة كنت أخشى قبل ذلك التعبير عنها، لكنى الآن تجرأت فى التعبير عن تلك الأفكار، هذا بالإضافة إلى أننى وجدت أن معظم الفنانين الأجانب يكتبون أغانيهم بأنفسهم، وهذا بالطبع إضافة للفنان لأن نجاح الأغنية الأول يعود للملحن والكاتب. ■ هل التنوع والاختلاف مقصود فى تقديم أغنياتك أم جاء وليد الصدفة؟ - مسيرتى الفنية حتى الآن بها تنوع كبير، وأنا لم أركز فى حياتى وعمرى على لون واحد، وبالتالى نجد فيها الرومانسى والإيقاع الشرقى و«الهاوس» ولون الرحبانية أيضاً من زمان، وأنا لا أحب التركيز على شىء معين حتى لو نجحت فيه، وذلك لأننى أحب المغامرة وأعشق التجديد وأكره الروتين. ■ تعاونت مع المخرج الفرنسى تيرى فرجنيس فى 12 كليب فلماذا لم تغير كارول سماحة مخرج كليباتها حتى الآن من باب التنوع؟ - منذ أن عملت مع تيرى وهو دائماً فى تغير وتنوع مستمر، ليس فقط فى تكنيك الإخراج لكنه يغير من كارول أيضاً، حيث غير لى صورتى، فأصبحت صورى دائماً فى الكليبات حديثة، وهو مخرج لديه تنوع فظيع وعنده شمولية وصورته عالمية وإضاءته أيضاً عالمية وبالتالى فهو متنوع من تلقاء نفسه، وفى كل كليب يبهرنى بما لديه من جديد. ■ وهل بالفعل تم تغيير اسم أغنية «وحشانى يا مصر» إلى «وحشانى بلادى» بناء على طلبك لتشمل كل الدول؟ - إطلاقاً فهذا الكلام غير صحيح بالمرة، لأنه لم يكن هناك أغنية مكتوبة من الأساس، وأنا من جاءتنى الفكرة أن أغنى لكل الدول العربية التى عاشت فترة الربيع العربى وضربتها الثورات، فاتصلت بالشاعر الغنائى محمد جمعة، الذى أعتز بالتعاون معه فى أغنياتى، وطلبت منه كتابة شىء عن الوضع فى العالم العربى، عن ثورات تونس ومصر وسوريا وليبيا، دون أن يحدد أى بلد، فكتب لى «وحشانى بلادى». ■ وكيف جاءتك فكرة الاستعانة بلحن الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب ووضعه على الأغنية؟ - الفكرة بدأت من الموزع الموسيقى جون مارى رياشى، الذى اقترح علىَّ تجديد أغنية لعبدالحليم حافظ أو محمد عبدالوهاب أو أم كلثوم، ووقتها رفضت الفكرة، وقلت له لا أريد أن أقدم شيئاً مثل غيرى، من حيث إعادة توزيع أغنية قديمة وغنائها بصوتى، لكنى أيضاً قلت له لو سيتم تجديد أغنية سأذهب إلى موضوع وطنى، وبالفعل وقع اختيارنا على لحن عبدالوهاب، وحولناه من كونه لحناً رومانسياً إلى لحن وطنى، وهذا هو التغيير الذى نجحنا فيه. ■ وما حقيقة ما تردد بشأن مقاضاتك من أسرة الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب؟ - هذا الكلام غير صحيح بالمرة، لكنه مجرد شائعات صحفية خرجت بالفعل مع خروج الكليب للعلن، ففى تلك الأيام لا يستطيع أحد الاستعانة بلحن دون الحصول على إذن من الشركات المنتجة والورثة، وكل تلك الأمور قمنا بها بالفعل بشكل قانونى، وهو ما تولته شركة روتانا للصوتيات والمرئيات وأخذ مننا وقتاً طويلاً حتى انتهينا منه. ■ بعد نجاحك فى مسلسل «الشحرورة» أو استعراض «السيدة»، لماذا لم تواصل كارول مسيرتها التمثيلية بأعمال أخرى؟ - لأن الأعمال الدرامية متعبة ومرهقة جداً، وأنا اشتغلت سبعة أشهر للتحضير وتصوير مسلسل «الشحرورة»، وهذا ما جعلنى أتغيب عن الموسيقى والغناء فترة، وحتى حياتى العائلية كانت صعبة وانقطعت فترة عن عائلتى ولم أستطع التركيز مع ألبومى الذى كنت أجهز له، وبالتالى فمن الممكن أن أقدم عملاً تليفزيونياً كل أربع سنوات لأننى أرغب فى التركيز خلال الفترة الحالية على التفرغ للإنجاب، لأنه من أولوياتى خلال الفترة المقبلة، ولكنى أفضل السينما لأننى أشعر أنها صناعة فنية أكثر. وبالنسبة لاستعراض «السيدة» فأنا أصلاً انطلقت من المسرح، ودراستى كانت عن المسرح، وأنا أعشقه، وقريباً سيتم عرض هذا الاستعراض فى مصر، وأتمنى أن ينال إعجاب جمهورى فى مصر، لكن عندما أقرر خوض تجربة سينمائية فأفضل أن أجهز شيئاً جديداً ومختلفاً مع كاتب العمل. ■ هل انتهت كارول من تسجيل أغانى ألبومها فى الرحلة الأخيرة لباريس؟ - لم أذهب إلى باريس فى رحلتى الأخيرة لتسجيل ألبومى، فأغنيات الألبوم أسجلها بين استديوهات القاهرة وبيروت، نظراً لاستقرارى حالياً فى القاهرة، لكن رحلتى لباريس الأخيرة تعود إلى استعدادى لإطلاق مشروع جديد بمثابة المفاجأة، لا أريد الإفصاح عنه الآن لكنه سيظهر للنور خلال الشهرين المقبلين. ■ حدثينا عن تفاصيل الألبوم الجديد؟ - الألبوم الجديد سيكون مختلفاً عن ألبوماتى السابقة جميعاً، لأنه سيحتوى على نقلة فنية لى، لكنى سأحافظ فيه على هوية كارول سماحة، فأنا شخصية لا تحب الروتين، وستكون هناك ثورة فى الأفكار، لأننى أفضل إذا فكرت فى عمل ألبوم جديد أن أقدم فيه تغييراً عما سبق، فليس مهماً بالنسبة لى أن أقدم ألبوماً كل عام على أن أقدم كل جديد ومثير للدهشة. ■ هل تعانين كثيراً فى فترة إعداد ألبوماتك؟ - أعانى فعلاً فى اختيار أفكار أغنياتى، لأنه لا بد أن تحتوى كل أغنية على شىء جديد، وأنا ليس لدىَّ هوس تكرار النجاح. ومثال على ذلك أغنية «مش معقول» من الألبوم السابق، وهى أغنية عن الحماس الشديد والتفاؤل والإيجابية فى الحياة، جاءتنى عليها تعليقات مرضية كثيرة. ■ لديك تجربة فى مجال التحكيم ببرنامج «the x factor» فهل استفادت منها كارول؟ - «The x factor» كان تجربة جديدة علىَّ ولذيذة فى نفس الوقت، وكانت إيجابية لكنها لم تضف لى شيئاً، ولم أضف لها شيئاً، ولكن لا بد أن نقدم أنفسنا بشكل مختلف. ■ هل استمعت لألبوم إليسا الجديد «حالة حب»؟ - بالفعل استمعت لبعض أغنياته، وهو ألبوم جيد جداً وهى جميلة فى أعمالها مثلما عودتنا فى كل ألبوم لها. ■ ولماذا صرحت قبل ذلك بأنها لا تحبك ولن تحبك؟ - هذا الموضوع لا أريد أن أتحدث فيه مرة ثانية وأرفض التطرق له بالمرة. ■ لقب «سفير النوايا الحسنة» حصل عليه العديد من الفنانين لكنه انطبع لدى الجميع أنه لقب شرفى أو من باب المظاهر، لكن كارول فاجأتنا به بأنشطتها الأخيرة.. فماذا عنه؟ - هذا ليس مجرد لقب ومظاهر بالنسبة لى، لكنه مثلما قلت كان مجرد لقب للمظاهر والشكليات بالنسبة للبعض، وأنا أخذت الموضوع بشكل جدى، لأننى عندما كنت فى سن المراهقة قبل دخولى مجال الفن تطوعت فى الصليب الأحمر اللبنانى لمدة خمس سنوات، وهذا الموضوع كنت أعشقه، فالناس فى لبنان كانت تختبئ وقت الحرب وأنا كنت فى سيارات الإسعاف لإسعافهم، واضطررت وقتها أن أتوقف من أجل دراستى الجامعية، وأخذت وعداً على نفسى أننى يجب أن أعود إلى هذا العمل، وفعلاً عدت لخدمة المجتمع، ولدىَّ جدول مع الشركة المنظمة لإنجاز عدد كبير من الأنشطة الإنسانية فى العالم، وكان منها مصر والأردن ولبنان، ولكنها لم تكن زيارة واحدة لكن أيضاً نتواصل معهم لتلبية احتياجاتهم. ■ انتفض عدد من مطربى الوطن العربى بشأن مشروع قناة السويس الجديدة وغنوا لها.. فهل ستقدم كارول شيئاً عن ذلك؟ - مشروع قناة السويس الجديدة يهمنى جداً وأشعر أننى معنية به أكثر الآن، خاصة بعد زواجى واستقرارى فى مصر، وسعيدة بعد انتخابات الرئاسة وانتعاش السوق المصرية، وبالفعل أجهز شيئاً عن كل ذلك لكنى لن أعلن عنه الآن. ■ كارول نجحت فى الفن الاستعراضى، ألم يراودك حلم الفوازير؟ - أنا لا أسمى نفسى فنانة استعراضية، لأنى غير مصنفة استعراضياً، لأن كل تركيزى ينصب فى الموسيقى والصوت أكثر، لأن الاستعراض أمر ثانوى بالنسبة لى وأنا لا أعتمد عليه من الأساس، وكلمة فوازير لا أحب استهلاكها لأن هذا اللقب منسوب لشريهان ونيللى فقط، وبالتالى فيجب على الفنان الذى يقدم استعراضاً يجد كلمة بديلة لاسم فوازير، حتى لا يقع فى فخ نيللى وشريهان.