تكتسب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى الحالية إلى نيويورك لرئاسة وفد مصر المشارك بأعمال الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية كبيرة خاصة أنها الزيارة الأولى للولايات المتحدةالأمريكية منذ توليه منصبه، كما تأتى وسط تحديات كبيرة تمر بها مصر فى الداخل والخارج . واعتبر خبراء سياسيون أن هذه الزيارة تشكل رسالة قوية بأن مصر استعادت مكانتها الدولية بقوة حيث يلقى السيسى كلمة أمام قمة المناخ نيابة عن المجموعة العربية يعبر فيها عن مطالب الدول النامية بمساندة الدول الصناعية الكبرى، كما يلقى كلمة أمام الجمعية العامة يستعرض خلالها تجربة ثورتى 25 يناير و30 يونيو وشرح رؤية مصر فيما يخص الوضع الداخلى وفرص الاستثمار، وما يتم من بناء للمؤسسات الدستورية والتشريعية وبحث قضايا الإرهاب التى تضر بالمنطقة والعالم، كما أكدت مصادر ل"النهار" أن السيسى سيؤكد خلال كلمته أمام الجمعية العامة حرص مصر على مساندة الجهود الدولية فى مكافحة الإرهاب الأسود والذى تعانى منه هى الأخرى، ويستعرض الجهود المصرية إزاء الأوضاع المتدهورة فى العراق وليبيا وسوريا وتثبيت وقف إطلاق النار فى غزة وأهمية مواجهة التنظيمات التكفيرية والميليشيات المسلحة والتطرف الفكرى ومن بينه تنظيم "داعش" الذى يهدد استقرار المنطقة والعالم كما سيؤكد على أهمية إصلاح منظومة الأممالمتحدة لتحقيق مصالح دولها. وتعد هذه الزيارة فرصة هامة لأن يلتقى الرئيس السيسى بعدد من الزعماء الأوربيين والأفارقة وخاصة رئيس إثيوبيا لبحث ملف المياه، كما ستكون هناك فرصة لأن يلتقى الرئيس الأمريكى باراك أوباما مما سيسهم فى تقريب وجهات النظر بين القاهرة وواشنطن تجاه التحديات الراهنة وتجاوز فترة التوتر التى سادت العلاقات بين البلدين . يرى مراقبون أن الزيارة قد تستغل جيدا من قبل الإعلام ومؤسسات الدولة المؤيدة للسيسى فى دحض الدعاية الإخوانية المضادة التى تسعى لتصوير أن العالم مازال معترضا بهدف استمرار احتجاجاتهم. فيما تبرز تخوفات البعض من الزيارة بعدما ترددت أنباء عن محاولات إحراجه بانسحاب بعض الدول أثناء إلقاء كلمته مثل تركيا وهو أمر لن يهز مكانة مصر. من جهته أكد السفير عمرو أبو العطا رئيس وفد مصر الدائم للأمم المتحدة، على الأجواء الإيجابية التى تحيط بزيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى للأمم المتحدة ولقاءاته مع زعماء العالم ورؤساء الوفود المشاركة فى الاجتماعات. وشدد أبو العطا على أهمية تواجد السيسى فى هذا المحفل الدولى السنوى الهام الذى تشارك فيه 170 دولة. وأوضح أن الكلمة التى يلقيها الرئيس اليوم "الأربعاء" أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تعبر عن مصر وعن وجهة نظره فى المائة يوم التى أمضاها فى الحكم والتطورات التى حدثت فى مصر فى الفترة الأخيرة داخليا واحترامها لحقوق الإنسان والتحول الديمقراطى والمناخ الاقتصادى بها، وضرورة التعاون الدولى المشترك والمتكامل لمواجهة التطرف الفكرى والإرهاب فى كل مكان، وليس سورياوالعراق فقط، وأن الإرهاب لا يقتصر على داعش، كما أنه قد يطول الدول التى تظن أنها بمنأى عنه.. بالإضافة إلى تطور دور مصر إقليميا ونجاحها فى التوصل إلى وقف إطلاق النار فى غزة، فضلا عن جهودها بشأن الوضع فى ليبيا . كما اعتبر مساعد وزير الخارجية السابق السفير حسين هريدى وجود السيسى فى الأممالمتحدة غاية فى الأهمية لعدة أسباب أبرازها يتعلق بعمل الأممالمتحدة والعلاقات الدبلوماسية المتعددة الأطراف، مؤكدا أن الدورة محط أنظار العالم كله وسيعرض السيسى رؤية مصر فى عملية التحول الديمقراطى، ودورها والتحديات التى تواجهها فى مكافحة الإرهاب فى الداخل وعلى الحدود، مضيفا أنه لا يستبعد أن يتحدث السيسى عن عدم تسييس القضاء فى مصر، فضلا عن تأكيده على عدم السماح بالتدخل الأجنبى فى الشئون المصرية. وأشار هريدى إلى أن العنوان الرئيسى للدورة ال 96 هو "التحالف الدولى ضد تنظيم داعش"، وبالتالى فإن كلمات رؤساء الوفود لها أهمية كبيرة لأنها تشرح مواقف الدول بالنسبة لأهم القضايا المطروحة على أجندة الدورة.. كما أن الرئيس الأمريكى أوباما سوف يترأس اجتماع قمة فى مجلس الأمن الدولى الذى سيخصص للتهديد الذى يشكله الإرهاب فى سورياوالعراق، وبالتالى ستنتهز فرصة اجتماع الجمعية العامة لإعداد مشروع قانون لمحاربة الإرهاب، خاصة أنه من ضمن البنود المعروضة فى الجمعية العامة، محاربة الإرهاب الدولى بكل صوره وأشكاله.