تواصلت اليوم بالخرطوم جلسات المؤتمر الإقليمي الثلاثين لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة لمنطقة الشرق الادنى فاو .وتناول المتحدثون في المؤتمر كافة القضايا المتعلقة بالأمن الغذائي ومكافحة الفقر في دول المنطقة ووضع سياسات تمكن دول الشرق الأدني من الإستخدام الأمثل للموارد الطبيعية وجذب الإستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة .وناقش المجتمعون سبل النهوض بالقطاع الغابي والمراعي بإعتباره قطاعا منتجا ويستند عليه عدد من سكان الإقليم في معيشته، وحذروا من الآثار السلبية الناتجة عن التغيرات المناخية وكيفية وضع معالجات للتكييف مع تلك المتغيرات حتى يساهم القطاع الغابي بمنتجاته في تحسين مستوى معيشة سكان الإقليم .وأوضح المشاركون أن إقليم الشرق الأدنى عموما يضم بلدانا ذات غطاء حرجي منخفض، حيث تمثل الغابات نسبة 7ر5% من مجموع مساحة أراضي الإقليم و3% من مساحة الغابات في العالم لأن معظم الإقليم تسوده ظروف جافة أو صحراوية وتتألف الغابات الحرجية عموما من مساحات شجرية غير كثيفة تتناثر فيها الأشجار والشجيرات التي تتواءم مع الظروف الجافة، كما توجد غابات مدارية ورطبة في المناطق المرتفعة بأفغانستان والجزائر وحوض بحر قزوين وقبرصولبنان والمغرب وسوريا وتونس وتركيا وجورجيا .وأشاروا إلى وجود أنواع فريدة من الغابات في بعض أجزاء الإقليم ، كما يزدهر نمو الغابات على نطاق واسع في المناطق التي تسقط عليها الأمطار بمعدلات عالية مثلجنوب السودان .وأكد المجتمعون على ضرورة تخصيص موارد مالية كافية للنهوض بقطاع الغابات والمراعي، وطالبوا بدعم المبادرات القطرية والإقليمية إضافة الى أهمية بناء القدرات في مجال الغابات والمراعي والحياة البرية والمناطق المحمية .وفي مجال المعلومات الغابية، لاحظ المشاركون ضعف المعلومات، ودعوا كافة الدول الأعضاء بتوفير البيانات وأن تضع المراعي في دراساتها القطرية لتساعد في عملياتالتقييم المتكاملة من الناحية البيئية والإجتماعية والإقتصادية وأن يتمسك سكان تلك الدول بالقيم والتقاليد المحلية التي تحافظ على الغطاء الغابي والمراعي الى جانب رفع الوعي بأهمية قطاع الغابات والمراعي ليتم وضع برامج وإستراتيجيات تساعد في عملية التكييف المناخي .يذكر أن مؤتمر الفاو الإقليمي الثلاثين للشرق الادنى بدأ أعماله في الخرطوم - بما فيها الاجتماع التحضيرى - في الرابع من هذا الشهر وحضره الأمين العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة جاك ضيوف وعدد من الخبراء والمختصين، وممثلون للدول الأعضاء إلى جانب مراقبين من المنظمات الإقليمية والعالمية وكافة المهتمينبتحقيق الأمن الغذائي عالميا وإقليميا .وتجدر الإشارة إلى أن إقليم الشرق الأدنى يضم 32 دولة موزعة جغرافيا على القارات الثلاث أفريقيا وأوربا وآسيا وتعرضت دوله خلال العقود القليلة الماضية للعديد من حالات الجفاف، وتكررت عليها بشكل متزايد الاضطرابات المناخية وغيرها من الاضطرابات الطبيعية الأخرى (الفيضانات ، والزلازل) علاوة على انتشار الحروب والنزاعات التى أدت الى زيادة الآثار السالبة لتدفع سكان الإقليم لإستغلال الموارد إلى الحد الأقصى بما في ذلك الغابات، والمراعي مما أدى الى اتساع نطاق تعرض التربة للتعرية وزيادة رقعة التصحر .ومن المقرر أن يختتم المؤتمر أعماله الليلة بإصدار توصيات .
