فجرت مسألة ممارسة العنف والجناح العسكرى لجماعة الاخوان المسلمين، خلافات شديدة بين مجموعة من الخبراء والحقوقيين المشاركين فى ندوة بين الجماعة والجماعة التى نظمتها مؤسسة عالم واحد، مساء أمس، بفندق فلامنكو بالزمالك، ففى حين أكد بعضهم أن العنف مازال متأصل لدى الجماعة وطالبوها باعلان تبرأها من ماضيها العسكرى وممارسة السياسة كجماعة مدنية، قال آخرون أن الاخوان طلقوا العنف المادى إلى غير رجعة بسبب ما وصفوه بأنهم يعانون من المحنة التى أصابتهم بالجبن.ومن جانبه، دافع الدكتور عمار على حسن، رئيس قسم الأبحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط، عن ممارسة جماعة الاخوان المسلمين للعنف منذ قبل وبعد الثورة، حيث قال ممارسة الجماعة للعنف لم يختلف عن العنف الذى مارسته الجماعات الأخرى، بسبب تأويل فاسد للآيات وعدم فهم للقرءآن بكليته، مضيفاً كباحث أؤكد أن الاخوان الآن طلقوا العنف المادى إلى غير رجعة إلا ولو كان لديهم رغبة فى ممارسة العنف لمارسوه الآن فى ظل القمع المستمر والحصار والتجهيل لجماعة سياسية من النظام المصرى .وأشار حسن خلال الندوة التحليلية لمسلسل الجماعة الذى جرى عرضه فى رمضان الماضى، أن الكاتب وحيد حامد، مؤلف المسلسل، أخطأ عندما بدأ أولى حلقاته بتصوير للعرض العسكرى الذى قام به طلاب جامعة الأزهر المنتمين للجماعة فى عام 2006، وكأن المؤلف أراد أن يؤكد أن العنف متأصل ومتجذر لديهم .وأكد أن الاخوان المسلمين يعانون الآن مما يسمى بالمحنة التى أصابتهم بالجبن، مبدياً استعجابه من سبب صبرهم على قمع النظام حتى الآن دون أى رد فعل. وأكد أنهم انحازوا إلى الخيار المدنى السلمى، أنا مطمئن إلى ذلك إلى أن يحدث أول حركة اغتيال وأول حركة تغيير منكر باليد .عاوز المرشد يطلع يضرب طلقتين فى الهوا ، هكذا قاطع الناشط الحقوقى، نجاد البردعى، كلامه، مشدداً على أن الاخوان إذا لم يعترفوا بأن تاريخهم العسكرى كان خطأءاً وإذا أصروا على أن ما حدث جزء مسألة مقبولة تحت أى سياق ويفخروا به، فإن ذلك يعنى أنهم مازالوا متمسكين بالعنف، حسب قوله.لدكتور جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة حلوان، أوضح أن الجماعة تمر بمرحلة كمون، متفقاً مع الدكتور عمار على حسن فى أن الجماعة تمارس عنفاً رمزياً الآن وليس تمارس العنف المادى، إلا أنه قال أن الانتقال من العنف الرمزى إلى المادى مسألة سهلة أوشكة دبوس، لافتاً إلى أن مرور الاخوان المسلمين الآن بمحنة لا ينفى العنف المعرفى عند الاخوان، وبالتالى عليهم أن يمارسوا أكبر قدر من المكاشفة التنظيمية وتطليق العنف نهائياً إذا أرادوا أن يندمجوا بشكل مدنى سياسى بحت، على حد تعبيره.ما جمال نصار، المستشار الاعلامى للمرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، فأوضح أن الاخوان ينكرون بكل أشكاله ويؤمنون بفكرة الاسلام الوسطى، منوهاً بأن التنظيم العسكرى الخاص للجماعة نشأ فى الفترة الماضية ل 3 أهداف، هى محو الأمية العسكرية ووجود الاحتلال الانجليزى، والحرب فى فلسطين.وفيما وصف البرعى مسلسل الجماعة بأنه رسم شخصية لحسن البنا لا يمكن أن يرسمها أفضل واحد ينتمى لجماعة الاخوان المسلمين، حيث أعطاه صورة شبيهة ب القديس، بينما أغفل علاقته بالانجليز والقصر وخلافاته مع حزب الوفد والتنظيم الخاص للجماعة، قائلاً مسلسل الجماعة ظلم التاريخ لصالح حسن البنا .واتفق الدكتور وحيد عبد المجيد، رئيس مركز الأهرام للترجمة والنشر، مع عمار وجمال نصار وعودة فى أن وحيد حامد سقط فى الفخ ولم محايداً وأنه لم يقدم عملا تاريخياً، وإنما حمل وجهة نظر ورسالة سياسية مباشرة معتمدة على الوعظ المباشر الذى لم يراعى السياق التاريخى والاجتماعى للأحداث، مما تسبب فى هدر تناول الكثير من التفاعلات السياسية فى تلك الفترة، إلا أنه أكد أن الأخطاء التاريخية التى وقع فيها المسلسل لم تكن مقصوداً بها التشويه، وإنما شابه قصور فى الالمام والاعتماد على مصادر معينة دون تدقيق تاريخى