أشاد الدكتور جهاد عودة، عضو لجنة السياسات فى الحزب الوطني، بالتوجه المبدئي الذي أظهرته جماعة الإخوان المسلمين للمشاركة فى انتخابات مجلس الشعب القادمة، وتوجه بالتحية إلى "الأصوات الإخوانية" التي تقف خلف مبدأ المشاركة، مطالبًا الإخوان وغيرهم من القوى السياسية - بمن فيهم الحزب الوطني - بالتخلي عن استخدام العنف فى السياسة. واعتبر عودة، فى الندوة التي أقامتها مؤسسة عالم واحد للتنمية مساء السبت عن مسلسل "الجماعة"، أن العنف كان جزءًا أصيلا فى السياسة المصرية منذ بداية القرن العشرين، واتفق عودة مع ما قاله الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس مركز الدراسات السياسية بالأهرام، من أن جميع الأحزاب السياسية المصرية قبل الثورة كانت لديها ميليشيات وليست جماعة الإخوان وحدها، حيث كان لحزب الوفد، الذي كان يمثل حزب الأغلبية، ميليشيا "القمصان الزرق"، وحزب مصر الفتاة كانت تتبعه ميليشيا "القمصان الخضر"، بل أن الشيوعيين والحزب الوطني أيضا كان لديهم ميليشيا، وكذلك الملك الذي كان يملك ميليشيا خاصة تسمى "الحرس الحديدي". وقال عودة، إن مسلسل وحيد حامد أظهر البنا فى "صورة تعبيرية" على غرار الصورة التعبيرية التي نشرتها "الأهرام" للرئيس مبارك وهو يتقدم أوباما والملك عبد الله ونتنياهو وعباس. غير أنه انتقد تركيز المسلسل على شخصية البنا فقط وتجاهل باقي الشخصيات السياسية مثل أحمد حسين وهنرى كوريل , مؤكدا أن هذا الخطأ حدث أيضا فى فيلم ناصر 56 وفيلم السادات. من جانبه، أكد الدكتور عمار على حسن، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن مسلسل " الجماعة" قدم أكبر خدمة دعائية للإخوان، وقال إن نظام الرئيس مبارك حريص على وجود الإخوان لمصلحته، ولو لم يكن الإخوان موجودين لأوجدهم ليستخدمهم كفزاعة يخيف بها أمريكا والغرب. وأعرب عمار عن دهشته من سكوت الإخوان على حملات القمع والاعتقال والمحاكمات العسكرية ومصادرة الأموال التي يمارسها النظام ضدهم , وقال أنهم يقابلون المحن التي يواجهونها بالصبر الجميل الذي يحسدوا عليه، وأشار إلى أن أقصى عنف مارسه الإخوان هو العنف اللفظي الذي قام به المرشد السابق مهدي عاكف عندما قال "طظ فى مصر"، وعندها رد عليه الدكتور جهاد عودة قائلا: "الإخوان يسهل عليهم الانتقال من العنف اللفظي إلى العنف المادي". وعلق د. وحيد عبد المجيد على كلام عودة في بداية الندوة، فقال إن الأحزاب السياسية قبل الثورة كانت تمتلك ميليشيا بالفعل، ولكنها كانت ميليشيا "مدنية" وليست ميليشيا "مسلحة" وأنها قد مارست العنف المدني وليس العنف المسلح، وأكد أن حسن البنا فقد السيطرة فعليا على النظام الخاص بعد أن تضخم، كما انتقد تجاهل وحيد حامد فى مسلسله الإشارة إلى قضية تحرش عبد الحكيم عابدين، زوج أخت البنا، بنساء الإخوان. وطالب عبد المجيد الإخوان بعمل مراجعات تاريخية على غرار المراجعات الفقهية التي قامت بها الجماعات الإسلامية حتى يجردوا خصومهم من المادة الثرية التي يهاجمونهم من خلالها. أما الناشط الحقوقي نجاد البرعى فهاجم مسلسل الجماعة لأنه، بحسب رأيه، أغفل المناطق "المظلمة" فى حياة حسن البنا وظلم التاريخ لحسابه وصور البنا فى صورة القديس!! وأكد إن الإخوان أنفسهم لم يقدروا على تصوير شخصية البنا مثلما أظهرها وحيد حامد فى مسلسله، وأكد رفضه القاطع أن يصل الإخوان للسلطة بشروطهم وشعارهم "الإسلام هو الحل" والمصحف والسيفين المتقاطعين. من جهته، دافع الدكتور جمال نصار، المستشار الإعلامي للإخوان، عن الجماعة نافيا عنها تبنى العنف فى أدبياتها، وقال أن الإخوان متمسكون بالإسلام الوسطى، وقال إن النظام الخاص كان يهدف لمحو الأمية العسكرية حتى يمكن التصدي للاحتلال الإنحليزى ومواجهة العدوان الصهيوني على أرض فلسطين، معترفًا بوجود أخطاء "فردية" في تطبيقه، فالإخوان فى النهاية بشر.