منذ أمد طويل ... خرج علينا الزعيم جمال عبد الناصر بفكر يحمل الكثير من الشمولية فى شكل وطنى قد يجذب فى بادئ الامر ... فكرة الحزب الواحد الذى يجمع ابناء الوطن والنفور من فكرة الاحزاب المتعددة التى تدعم الفرقة والتحزب ... عاشت مصر لسنوات تحت وطاة تلك الفكرة حتة اتى الرئيس السادات واراد ان يستتخدم فكرة تعدد الاحزاب ليبدو الامر اكثر ليبرالية وبعدا عن الاشتراكية لكنها لم تتعدى ديكورا ليبراليا جيدا ليس اكثر .... ثم اتى عصر مبارك بكل ما حمله من معارضة كارتونية خالية من اى جدية الا نادرا .... احزاب واحزاب لا يدرى عنها الشارع المصرى شيئا ولا يعرفون فى كثير من الاوقات اسمها ... وخلت الساحة من اى نشاط حزبى اللهم الا الحزب الحاكم الذى كان يظهر ويختفى ثم يظهر مرة اخرى ثم يختفى حسب اوقات الانتخابات البرلمانية او غيرها من الاوقات التى كانت تبرز فيها اهمية اصوات تلك الكتلة الانتخابية ..... ثم اتت ثورة يناير المجيدة فأطاحت بالحزب الواحد الجاثم على القلوب كل تلك السنوات .... وجعلت الشارع السياسى فى ارتباك جم وتساؤل لا يهدأ عمن يملأ هذا الفراغ مرة اخرى ... يملأؤه عن جدارة واهتمام بهذا الشعب .. يملأؤه عن استحقاق لتلك المكانة فى قلوب شعب يعيش اعياء كبير بعد فترة عجاف من الانهيار .... فى العام الاول بعد الثورة وقبيل الانتخابات التشريعية تكونت عدة احزاب فى وقت غاية فى القصر ... منها من اعتمد عن شعبيته السابقة الوجود ووجوهه المألوفة فى الشارع كتيار الاخوان المسلمين الذين كونوا حزب الحرية والعدالة ومنهم التيار السلفى الذى اعتمد ايضا على كوادره ودعاته المالوفين فى الشارع المصرى حتى وان لم يخوضوا الانتخابات فهم واجهة لحزب النور الذى يعبر عن هذا التيار ...ايضا حزب المصريين الاحرار وحزب العدل وحزب البناء والتنمية والحزب المصرى الديمقراطى وغيرها من الاحزاب التى انشئت لاول مرة بعد الثورة ... علاوة على الاحزاب التى كانت موجودة منذ زمن مثل حزب الوفد وغيره حيث كان هناك عدد اربعة وعشرون حزبا فى مصر قبل الثورة وان كانوا لا يتعدوا فى الواقع الحقيقى مقرا وجريدة لكل حزب من تلك الاحزاب وفى العام الثانى بعد ثورة يناير وقبيل الانتخابات التشريعية المقبلة حيث قاربت اللجنة التأسيسية لاعداد الدستور على انهاء عملها وعرضه للاستفتاء على الشعب نجد احزابا جديدة وتكتلات وتحالفات تلوح فى الافق بامل جديد بالتعدد الحزبى وبعدم استئثار تيار واحد على العمل التشريعى من خلال مقاعد البرلمان القادم ... تكون حزب الدستور حديثا وتلاه التيار الشعبى ونعرج لتأسيس كل منهما حيث تكون حزب الدستور فى ابريل الماضى 2012 لملهمه ومؤسسه الاول الدكتور محمد البرادعى المدير السابق لوكالة الطاقة الذرية والحاصل على جائزة نوبل ومعه كوكبة من النشطاء والشخصيات العامة التى لطالما كونت اللبنة الاولى للثورة حسب وصف الكثيرين ومنهم الدكتور أحمد حرارة والدكتور علاء الاسوانى والاعلامية جميلة اسماعيل والدكتور محمد يسرى سلامة والدكتور احمد دراج والسفير قاسم المصرى وغيرهم وفى حديثه فى بداية تاسيس الحزب ذكر الدكتور البرادعى ان فكره الحزب ليست جديدة على الاطلاق لكن الظروف الحالية فرضت على مؤسسيه الإقدام على إقامة بناء سياسي واسع يلبي أحلام الشعب المصري فى كيان مختلف عما يوجد عن الساحة الآن .... اما التيار الشعبى الذى كانت انطلاقته فى 21 سبتمبر 2012 الماضى لمؤسسه السياسى الكبير والمرشح الرئاسى السابق السيد حمدين صباحى وبنفس أفكار وتوجهات برنامجه الرئاسى الذى يعتمد الى حد كبير على استدعاء افكار اشتراكية عديدة تبحث عن العدالة الاجتماعية للفقراء بين ثنايا الوطن تكون حزب الدستور قبل التيار الشعبى لذلك سمعنا عن بعض الانشطة له هنا وهناك سواء الخروج لمشاركة الشعب المصرى فرحة العيد والاهتمام بعمل سلاسل بشرية للتعريف بالحزب وزيارة مصابى بعض الكوارث التى حدثت كمصابى التسمم بقرية صنصفط والقيام بتحديد اسماء القائمين بامانات الحزب فى المحافظات وعقد جلسات وندوات فى مقرات الحزب المختلفة للتعريف به وعمل بعض المعارض للمساهمة فى رفع العبء عن افراد المجتمع قبيل دخول المدارس والتحاور مع شباب الحزب لاخراج وبلورة احسن الافكار لبدء العمل بالحزب بينما بدا التيار الشعبى بقيادة السيد حمدين صباحى فى جولات كبيرة بمختلف المحافظات للتعريف به واطلاق فروعه بتلك المحافظات لتكون لبنه لهذا العمل الحزبى الذى يتنبا له من يؤيدونه انه سيحصل على مكان متميز فى البناء السياسى ويوازن القوى السياسية فى مصر كما ذكر المخرج خالد يوسف يوم اطلاق التيار .... يبقى لنا ان نعرف راى الشارع واستقباله لهذين الحزبين وكيف يراهم وماذا يامل منهم حتى يعطيهم مكانة بحق فى الشارع السياسى ....... فى البداية يتحدث الدكتور خالد عبد الرحمن الصيدلى ومعد البرامج بتفاؤل حذر حيث يقول ان حزب الدستور والتيار الشعبى كانا حتميان الوجود وانهما يمثلان القوى الثورية الحقيقية التى قامت بالثورة وآن الاوان لتأخذا مكانهما فى الشارع السياسى لكن فى انتظار أفعال وليس أقوال فقط ... أفعال تؤثر فى الشارع وتجعلهم يأخذون مكانهما فى الحياة السياسية عن جدارة أما الدكتور محمد القائد الطبيب والناشط فيرى ان حزب الدستور والتيار الشعبى جبهتين قويتين توازنان كفتى الميزان ويرى ان اتحادهما ضرورى للغاية لعمل تكتل مؤثر فى الشارع لكنه يرى انهم ان لم يعملوا على ارض الواقع وينتشروا فمصيرهم لا محالة الفشل الذريع فيما يرى العميد البحرى عبد الحافظ حسين والمحارب القديم أن الشارع فقد ثقته فى اى تيار سياسى او حزب اليبرالية منها او الاسلامية من وطاة الازمة الطاحنة التى يعانيها الوطن ويرى ان المواطن يبحث عمن يحل له تلك الازمات ازمة تلو الأخرى حيث الضغوط شديدة ولا مجال لاعطاء الثقة الا فيمن يعملون على ارض الواقع حقيقة أما الدكتور هشام عبد الحميد فيرى ان تواجد الحزبين هام حيث أنه يرى أن حزب الحرية والعدالة الان فى نظر رجل الشارع ليس كما كان عند الانتخابات الماضية حيث كان رهان الجماعة أن هذا الشعب (العبيط) يصدق أذنه أكثر كثيراً من عينيه فكانت استراتيجيهم هي اختلاق كل ما ينتقص من وطنية ودين خصومهم سواء بالحق أو بالباطل، وترتفع درجة حرارة هجومهم على هؤلاء الخصوم طرديياً كلما زادت قوة المنافسة. وللأسف إستطاعت سياسة الإلحاح على أدمغة البسطاء أن ترسِّخ الكثير من المفاهيم والصفات والحكايات المغلوطة منسوبة للكثيرين من رموز تلك الجماعات المنافسة لدى الغالبية الكاسحة من الشعب مما أدى للتعامل معهم بصفتهم كفار مخربون أعداء الدين والوطن ويرى أنه الاسوأ هو أن سواء التيار الشعبى أو حزب الدستور لم يحرك أي منهما ساكناً في الشارع سواء لدرء تلك التهم عنهم أو للتواصل مع جموع الشعب لإقناعهم بطرحهم البديل لطرح الإخوان، اللهم الا التواصل عبر تويتر وفيس بوك ... فى حين يرى المهندس اشرف طاهر انه تواجد احزاب اخرى بجانب الاحزاب الموجودة بالفعل يوازن القوى ويجعل المنافسة على خدمة الشعب قائمة والمستفيد هو المواطن وليس كافيا عمل حزب بل المهم ان يكون لهذا الحزب بصمة على ارض الواقع ويتفق المهندس اشرف مع السيدة مى الديب فى انتقادهم للتيار الشعبى وحزب الدستور فى انهم ياخذون من وقتهم لانتقاد التيارات الاخرى المنافسة بينما من الممكن استثمار هذا الوقت فى العمل من اجل الوطن بينما ترى السيدة مى الديب ايضا ان شباب حزب الدستور هم لبنة الحزب النشيطة والتى من الممكن ان تصل لسدة الحكم بالعمل الجاد وبالاستمرار فيه بينما تعيب عليهم انهم فى وجهة نظرها قائمون على اشخاص بعينهم ( الدكتور البرادعى وحمدين صباحى ) فترى مى انه فى حالة اختفاء اى منهم ينهار الحزب ..... بينما تتفق مى مع نوران احمد فى ان لغة حزب الدستور تفتقر الى بعض التبسيط لرجل الشارع حيث شعرت نوران بهذا من خلال حوار لها مع بعض شباب الحزب وقراءة بعض برامجهم الجيدة حسبما قالت لكنها كانت بلغة تعتقد انه لن يفهمها الا المثقفون وهذا لا يخدم الحزب المنوط بالوصول الى البسطاء فى هذا الوطن قبل لمثقفين بينما تتفق فاطمة الزهراء على مع سارة العطار ان حزب الدستور ولد عملاقا وبدا بداية قوية بفضل فكر الدكتور البرادعى الذى يحترمه الكثيرين وان كان يحتاج الى العمل اكثر فى المناطق الشعبية والاحياء الفقيرة اما التيار الشعبى فما يزال برنامجه يحتاج للقراءة بالنسبة لهما حيث انه تجمع لأكثر من تيار وليس تيارا واحداااا أما مروة حمزة فترى ان بداية حزب الدستور جاءت قوية وان كانت متاخرة لكنها ترى ان الحزب يسسعى بقوة لجزب الانتباه ... بينما ترى ان التيار الشعبى يجمع بين كل تكتلات اليسار لهذا سيكون له خصوصية فيمن يتبعوه ولن يكون هناك تنوع فيمن ينتمون له واضافت ان تلك الاحزاب لابد لها من الاختكاك بالشارع وتوعية المواطنين بما يجرى فى تأسيسية الدستور حيث ترى ان معظم المواطنين لا علم لهم بما يجرى ويجب تبسيط ما يحدث لهم بلغة بسيطة بعيده عن اللغة النخبوية بينما يرى الاستاذ محمد عبد العزيز ان حزب الدستور قام لاستكمال اهداف الثورة التى لم تتحقق وانه شيئ واضح فى تمكين الشباب اللي قاموا بها من المشاركة الفعالة في الحياة السياسية خصوصا ان الزخم الثوري قل و الشعب غير متقبل فكرة المظاهرات و لو انه بيعتصم و يتظاهر كل يوم!!!!!! أما رايه فى التيار الشعبي أنه خطير لانه يلعب في ملعب الاخوان . اذ ان كل اهداف التيار و انشطته بداية هي برنامج حمدين للرئاسة و كلها نشاطات خدمية تخدم الفقراء والمهمشين والناس العادية عامة ويرى ان اتحاد الحزبين من اخطر مايكون علي الاحزاب الدينية وعندما طرحنا السؤال على بعض طلبة الاقتصاد والعلوم السياسية قالت ندى سيد انها ترفض التسميات والتصنيفات التى تقسم المجتمع وتوحى لمن ليس فى تيار ان الاخر ضده فهى لا تهوى كثيرا مقولة تيار اسلامى واخر ليبرالى فى مواجهته وترى ضرورة تكاتف جميع التيارات لنهضة المجتمع وترى ان لحزب الدستور والتيار الشعبى مبادئ وبرامج قوية تهدف لخدمة المجتمع وترى ان التكلمل بين تلك التيارات من اهم ما يكون وان الاختلاف بينهم هو ناموس الكون ذاته وليس بمستغرب أما آلاء مجدى فقد عبرت عن عن احترامها لجهد الشباب والكوادر التى يتبنى حزب الدستور بناءها وترى ان دمج حزب العدل بكوادره التى بناها خلال العام الماضى اضافة لحزب الدستور وان كانت يقلقها فكرة بناء الحزب على فكر شخص واحد حسبما ترى بينما ترى التيار الشعبى حركة شعبية تحاول جمع شتات حركات كثيرة فى مواجهة التيار الاسلامى وترى ان حمدين صباحى يلعب على مشاعر الجمهور الشعبى فى سبيل الوصول للسلطة ... ونترك طلاب السياسة والاقتصاد ونبحث عن البسطاء ... فيقول محمد فضل انا لا اعرف شيئا عن تلك التيارات والاحزاب وهى ليست غلطتى فلم يجئ لى احدهم ليفهمنى ما هى برامج تلك الاحزاب او ما هى الخدمات التى يعرضونها على .... بينما يقول ابراهيم محمد البائع البسيط بموقف الحى العاشر بمدينة نصر انا اعرف حزب الدستور فهناك شباب جاءوا من فترة ووقفوا هنا وكانوا يحملون لافتات عليها اسم الحزب وحين سألتهم انا وزملائى البائعين قالوا انهم سلسلة بشرية للتعريف بالحزب وشرحوا لنا من هم مؤسسين الحزب وما هى الخدمات التى من الممكن تقديمها وانا فى انتظار ان تتحقق وعودهم على ارض الواقع . وفى النهاية نتطرق لحد اعضاء حزب الدستور من الشباب جودى دياب حيث تقول انا عضو فى الحزب لانى اؤمن بفكر ونزاهة دكتور البرادعى والاعضاء المؤسسين ممن حملوا لواء الثورة مثل دكتور حرارة وغيرهم ولقد حضرت معهم اكثر من اجتماع والحزب مهتم بصناعة كوادر كبيرة من الشباب تكون مسئولة عن البلد بل وقد يكون منهم رؤساء والدكتور البرادعى افكاره تربى فينا العزيمة واللامركزية فى القرار والتفكير ويهاجم لذلك .... وتستطرد .. نحن فى الحزب نحاول ان نصل بسلاسلنا البشرية الى كل مكان ونحاول تقديم بعض الخدمات التى مازالت فى بدايتها كبعض المعارض او القوافل الطبية لبعض الاماكن المحرومة من الرعاية الطبية الانسانية لكن بمرور الوقت وبالاصرار سنصل لكل الاماكن ان شاء الله وتستمر احلام تلك الاحزاب الجديدة ما بين اختراق الشارع السياسى وبين التربع على مكان بالفعل فيه ... احلام وآمال تفصل فى وجودها الأيام القادمة ونحن فى الانتظار نترقب ... هل يحظى المجلس التشريعى القادم بخريطة مختلفة عن سابقه ؟؟ هل تتوازن القوى السياسية وتتصارع من اجل خدمة تقدم للمواطن فتزيح عنه عناءه ... ربما .... نحن فى الانتظار .