سيطرت الأوضاع المتوترة في ليبيا، وأحداث ثورتي مصر وتونس على فعاليات الجلسة الافتتاحية لاجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري في دورته العادية 135، فيما أعلن عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن هذا الاجتماع هو الأخير له في منصبه بالجامعة، فيما أشاد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بالثورة المصرية معتبرا أنها أحد الثورات العظيمة في تاريخ الإنسانية. وقال موسى في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لوزراء الخارجية العرب، أمس: إن هذا الاجتماع هو الأخير للأمين العام للجامعة العربية، والأول بعد الثورة. وتطرق موسى إلى الوضع المتوتر في ليبيا، معربا عن استنكاره له وقال : أن الوضع في ليبيا مأساوي، ولا يصح أن نقبله. ودعا موسى إلى تطوير الجامعة العربية وقال : تطوير الجامعة أمر هام ويجب أن يأخذ في اعتباره العصر الذي نعيش فيه وكيفية مضاعفة إمكانيات الجامعة وكيفية الدفع بالعمل العربي المشترك ليحدث نقله نوعية في حياة المواطن العربي . وأعاد موسى في هذا الشأن تقديم اقتراحه السابق الخاص بإنشاء رابطة لدول الجوار العربي وقال : تطوير الجامعة العربية يرتبط بالتعاون مع الدول المجاورة، ولذلك أعيد عليكم ما اقترحته من قبل حول إنشاء رابطة لدول الجوار العربي، وهو ما يجعل الدول العربية بؤرة التعاون مع دول الجوار، وهو ما يسهم في تحقيق الرخاء في منطقة كبيرة قد تصل إلى المليار نسمة . وأكد موسى أن الشعوب العربية أخذت بيدها مهمة تنفيذ ما أخذ في الجامعة العربية من قرارات كان تنفيذها بطيئا، وقال : يجب أن نهنئ أنفسنا بهذه الثورات، مؤكدا أن " أعظم ما تم هو أن حاجز الخوف قد انكسر". من جانبه أشاد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية بالثورة المصرية، معتبرا أنها أحد الثورات العظيمة في تاريخ الإنسانية. وقال أبو الغيط في مداخله له أثناء الجلسة الافتتاحية: مصر تشهد تحولات أدت إلى تغيرات تعميقه وسوف يثبت التاريخ أن هذه الثورة هي أحد الثورات العظيمة في تاريخ الإنسانية، وأن مصر ستعمل على بناء دولة عصرية وحديثة تقوم على المساواة والديمقراطية والحرية وسيادة القانون. وأضاف : إن الثورة ستبقى على دور مصر العربي وستدعمه، وستمضى في طريقها إلى الأمام وسوف تدفع بهذه التحولات إلى الأمام. وقال وزير خارجية عمان، يوسف بن علوي رئيس الدورة الحالية لمجلس الجامعة إن أمتنا العربية تمر بمرحلة دقيقة وتعيش أحداثًا ضخمة لم يحدث لها مثيل في تاريخ الأمة الحديث، وأن هذه الأحداث والتي تعتبر زلزالا بشريا مجيدًا لاشك أنه سيقود إلى ميلاد نهضة عربية جديدة، وأن هذه النهضة تقوم على أكتاف الجيل الجديد من شباب هذه الأمة الذي يشكل أملها ومستقبلها. ودعا بن علوي إلى إعادة هيكلة العمل العربي المشترك في إطار النهضة الجديدة والتي لا بد أن يشترك فيها جموع الأمة العربية من دول وشعوب، وأن تكون ملكا لكل فرد من أفراد الأمة العربية، كما يجب أن توفر لها كل أسباب النجاح. ولفت إلى أن هياكل الجامعة عليها مسؤولية كبيرة في مواكبة هذه النهضة البازغة في التاريخ العربي الحديث، وأول هذه الهياكل هو مجلس الجامعة الذي نفتتحه اليوم في هذه الساعة، واصفًا إياه بالاجتماع الأول في عهد النهضة العربية الجديدة، مطالبًا بان يبدأ مجلس الجامعة هذه الدورة بفكر جديد يتناسب مع مسيرة النهضة ومخطط يتفاعل معها. وأضاف فقد ترون أنه ينبغي على مجلسنا في دورته هذه أن يناقش بندًا واحدًا وهو صياغة آفاق العمل العربي المشترك بانطلاقة جديدة لمسيرة النهضة العربية الجديدة، على أن يضخ فيه حزمة من اعتزاز الأمة بالثقافة والتراث العربي، وفي نفس الوقت لا ينبغي التغاضي عن أية تدخلات خارجية في التأثير أو تغيير مسار هذه النهضة ويخرجها عن الأهداف التي يرتجيها الشباب العربي الذي يقودها في كل مكان.