كشفت الطالبة ياسمين أنور إمام حسانين الناجية في حادث أتوبيس مدرسة الوليدية الإعدادية للبنات عن حجم المأساة التي عاشتها أثناء عودتهم من رحلة الحديقة الدولية بالمنيا.. تقول: قبل قرية البرشا أصابنا الرعب بعد أن زاد البرق والرعد في السماء وكأنه نذير من السماء حتي انهمرت المياه كالسيل وبدأ الأتوبيس يترنح لكثرة المياه حتي مال علي الجانب الأيمن بعد ان توقف عن الحركة. وقامت المشرفة منار جمال صالح تدفع الطالبات خارجه واحدة تلو الأخري والمياه تجرفهم. أضافت: نزلت المديرة والمشرفون وتركوا باقي الزميلات في الأتوبيس وأمسكنا في باب سائق الأتوبيس ثم انقلب الأتوبيس إلا ان المياه جرفتني وبدأت العوم علي ظهري ثم تقلبت عدة مرات حتي وصلت إلي إحدي الصخور فأمسكت بها واستسلمت للأمر الواقع وتجولت ببصري لعل أحد ينقذني فلم أجد أحداً من السابعة مساء إلي السابعة صباحاً وبعد ان قل منسوب المياه تركت الصخرة ونزلت إلي الطريق وأخذت في السير حتي أدركني أحد عمال المحاجر ويدعي طارق بشري وطلبت منه المحمول لأكلم والدي لأعرفه مكاني وأرسل لي أخوتي علي الفور في مكان الحادث. ويقول أحد شهود العيان محمد أحمد صديق إنني ذهبت إلي موقع الحادث في الخامسة صباحاً ووجدنا الجثث في الصحراء ملقاة في العراء. من جهة أخري اتهم أنور امام والد الطالبة الناجية ياسمين المسئولين بالتقاعس وعدم اللامبالاة في عملية الانقاذ وكأن الطلاب ليس لهم أي أهمية ويكفي ان ابنته ظلت تصارع الموت طوال الليل ولم تجد أحداً لينقذها. ويقول: بدأنا نتصل بغرف العمليات وغيرها من المسئولين ولم يجبنا أحد لأنه لا أحد يدري أي حاجة وكأن الحادث لا يعنيهم وحسبنا الله ونعم الوكيل وذنب الناس الذين فقدوا حياتهم في غرفة عمليات المنيا. وقالت والدة ياسمين هناء فتحي أحمد- موظفة في فرع ثقافة أسيوط- تلقيت خبر الحادث من ابني إسلام وهو يرتدي ملابسه. قال إنه في طريقه إلي أبنوب فاعترضت عليه ان يذهب في ذلك الجو الممطر ثم قال إنه حادث بسيط ولم يشأ أن يزعج والده المريض.. نعم الحادث بشع ويكفي ان ابنتي ظلت تصارع الموت لمدة 14 ساعة في الصحراء ولم تجد من ينقذها ولولا معرفتها بالسباحة لكانت الآن في عداد الأموات مثل زميلاتها. وقالت ان المسئولية مشتركة بين جميع المسئولين بتعليم أسيوط. وفي المستشفي الجامعي بأسيوط أكد الدكتور البدري أبوالنور مدير المستشفي ان عدد الجثث التي وصلت المستشفي 10 أشخاص هم إيمان أحمد شحاتة وأميرة محمد فرغلي ومنار جمال صالح وهيام عبدالصبور سيد وإسراء حسين أبوالعلا وظريف أحمد سيد "عامل" وأسامة سيد مصطفي مدرس وحرمه وسامح جرجس "سائق" وسحر شعبان هاشم "مدرسة". وشن أهالي الطلاب المتوفيين في حادث الأتوبيس هجوماً حاداً علي المسئولين. تقول السيدة صباح سعيد والدة الفقيدة أماني رمضان ان المتسبب الأول في الحادث هم المسئولون في المدرسة وعلي رأسهم مديرة المدرسة التي سمحت بهذه الرحلة في هذا الجو العاصف وكل المؤشرات منذ أسبوع تقول ان هناك أمطاراً تصل إلي حد السيول علي الصعيد فلماذا الاصرار علي رحلة الموت. وتقول خالة الطالبة هيام عبدالصبور "متوفية" ان حمولة الأتوبيس لا تزيد علي 50 فرداً فكيف سمح المسئولون بالمدرسة لأنفسهم لشحن أكثر من 77 شخصاً في الأتوبيس وفوق ذلك بعد ان وقع الحادث لم يجد الضحايا في الحادث من ينقذهم وانتظروا لثاني يوم للبحث عنهم وكأنهم فئران وعثر عليها والدها معلقة في إحدي الصخور الذي قام بإخراجها إنه حقا يوم عبوس وكئيب وعار علي المسئولين. يقول سلامة علي حسن خال الفقيدة منار جمال صالح أحمد ان الزيادة وصلت إلي 10 أضعاف الحمولة كيف هذا وفي أسيوط كانت الدنيا ظلاماً دامساً والجو بارد وقارس. وقالت أين إدارة الأزمات فيجب ان يكون هذا الجهاز قادراً علي مجابهة تلك الكوارث ولكنه الظاهر أنه علي الورق فقط.