عندما شعرت الطفلة ياسمين بالخطر أمسكت بيد زميلتها منار وقفزتا من نافذة الأتوبيس ليواجها المجهول دون أن يعلما أن الموت سوف يفرق بينهما في لحظات من الرعب. بعد أن جرفت السيول الحافلة التي كانت تقل75 من الطالبات والمشرفين بمدرسة الوليدية الاعدادية بنات وهم في طريق العودة من رحلتهم المدرسية التي تحولت إلي رحلة عذاب وصراخ.. وموت. وبصوت ضعيف روت ياسمين أنور إمام للأهرام تفاصيل الحادث حيث وصفته بأنه أشبه بفيلم رعب وقالت: أثناء انقلاب أتوبيس الرحلة قفزت أنا وزميلتي منار جمال صالح من نافذة الأتوبيس فدفعتنا مياه السيول في اتجاه واحد وكان مشهد المياه مخيفا وظللت ممسكة بيد منار حتي نتفادي الموت, وكان آخر مشهد رأيته عندما حاول سائق الاسعاف انقاذ زملائي فسقط معنا في دوامة السيول. وأضافت: بعد حلول الظلام ومرور فترة طويلة من المقاومة وأنا ومنار ممسكتان بأيدي بعضنا البعض جرفتنا المياه حتي سقطنا في منطقة منخفضة فافترقنا وأصبحت وحدي ولم أر منار بعدها وحاولت الإمساك بأي شئ وكلما أمسكت شيئا تجرفه المياه حتي تمكنت من الصعود فوق صخرة مرتفعة ولا أدري كم من الوقت انتظرت حتي ظهور نور صباح اليوم التالي, وظللت أصرخ عسي أن يسمعني أحد فينقذني حتي أتي عمال المحاجر وانتشلوني ونقلوني إلي كوخ وقاموا باشعال النيران لتدفئتي حيث كنت أعاني من البرد الشديد وأحضروا لي ملابس وطعاما, ثم سألت عن منار وعلمت أنها ماتت تحت مياه السيول. من جانبه قال والد ياسمين انه بعد أن علم بالحادث في الخامسة من مساء الأربعاء الماضي ذهب للبحث عنها بالمستشفيات التي استقبلت المصابين إلا أنه لم يجدها وأكد له الجميع أنها في عداد المفقودين, فذهب هو وأفراد الأسرة في رحلة أخري للبحث عن ابنته وساعدوا في انتشال عدد من الجثث من مجري السيل. وبصوت يملؤه الحزن والأسي قال انه فقد الأمل في العثور علي ابنته خاصة وأن هناك جثثا, وجدت علي بعد20 كيلو مترا من وقوع الحادث في اتجاه الغرب أن الظلام حال دون انقاذ العديد من الضحايا. وقال إن عمليات الانقاذ كانت بدائية وأنه كان يجب ارسال طائرة للبحث عن المفقودين خاصة أن المنطقة التي وقع الحادث فيها صحراوية أسوة بالمصابين الأجانب الذين تم ارسال طائرة لانقاذهم في حادث أتوبيس أسوان الذي وقع الأسبوع الماضي. وأضاف أنه بعد18 ساعة من البحث أتصل به أحد أصحاب المحاجر بقرية البرشا وأخبره بأن ابنته علي قيد الحياة وأنه لم يصدق حتي سمع صوتها, وشعرت وقتها بأن ابنتي قد ولدت من جديد. حبس سائق الأتوبيس ودفن جثث المتوفين ومن جانبها أمرت نيابة المنيا بحبس سائق الأتوبيس سيد أحمد حسين4 أيام بعد توجيه تهمة الإصابة والقتل الخطأ, وفي التحقيقات التي أشرف عليها المستشار مصطفي عبدالكريم المحامي العام لنيابات المنيا, صرحت النيابة بدفن12 جثة تم العثور عليها في مجري السيول علي مسافة تتراوح من10 و20 كيلو مترا من موقع الحادث. بينما لا يزال البحث جاريا عن آخر المفقودين اسامة سيد مصطفي مدرس أحد المشرفين علي الرحلة.